القوات المصرية كما جاء في الأخبار الأيام الماضية زادت عدد أفرادها داخل المثلث، وقامت بنشر قوات برية ووضع ارتكازات على جبل (أبو علامة) خمسة كيلومترات من حلايب. في المقابل ينفي نائب دائرة حلايب ووكيل ناظر البشاريين عثمان تيوت رفع العلم السوداني لأنه بالأصل مرفوع في حلايب، واصفاً الوضع الآن في حلايب بالسيء جدًا، ويشير في حديثه ل(السوداني) إلى أن آخر وجود له في حلايب كان قبل ثلاثة أيام، موضحًا أنهُ طلب من أفراد أسرته الموجودين داخل المنطقة عدم المغادرة سواء بالتوجه للسودان ومصر، موضحًا أن هناك دبابات وأسطول عسكري حربي مصري بالإضافة إلى زيادة القوات المصرية وتحرك جوي وهناك إرهاب للمواطنين هناك، و يقول تيوت إن الحكومة السودانية لم تقدم أيّ شيء لإنسان حلايب، فالمعونة التي تأتي أحيانًا المعتمد لا يعطيها لمستحقيها من أهالي المنطقة، واضاف: الجيش السوداني يعيش أفراده مأساة هناك، فهم محاصرون لا يستطيعون الخروج نتيجة لذلك. رفض التكامل: وبحسب تيوت فقد تقدم أمس بمذكرة إلى نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن، كاشفاً عن تفاصيل المذكرة التي تحتوي رفضهم لأيّ تكامل أو استفتاء، موضحًا رغبتهم في العودة لمنطقة حلايب للسودان.. وحول الرفض لأيّ تكامل واستفتاء يشير تيوت إلى أن الأجيال الحالية من 20 سنة تتبع لمصر، وذلك لأنها توفر الخدمات والتعليم لهم من القاهرة. وعن الوضع خارج المثلث يصف تيوت الوضع بالسيء جدًا وشركات التعدين هناك تقوم بنهب الثروات، ويمضي تيوت في حديثه ل(السوداني) مؤكدًا لأسرته المقيمة في حلايب (ما في حكومة جاياكم ولا حاجة) والمصريون جاهزون بجيشهم، موضحًا أن التصريح الأخير للرئيس عمر البشير حول سودانية حلايب عزز من الحراك المصري العسكري وزاد من درجة استعداده. الرجل قطع بأن الخروج من وإلى حلايب بحاجة لإذن، واستدرك( دون هذا الإذن يقتل المرء).. ويمضي تيوت ليشير إلى خضوع المواطنين في منطقة حلايب للسؤال حول جنسيتهم فيجيبوا: قلبي سوداني، وخدماتي مصرية.. المعاناة تتواصل: يصمت تيوت لبرهة ثم يواصل سرده بأسى موضحًا مدى معاناتهم ليصف وضعهم أشبه بالوجود في حظيرة الدندر محاطين بأسلاك شائكة، وتقف عليهم دبابات حربية، وأيّ طلوع أو خروج من دون إذن من المخابرات المصرية لا تترد القوات المصرية في إطلاق النار عليك ولا يتعدى الإذن خمسة عشر يومًا. محاولات سودانية: في وقت سابق أشار نائب رئيس اللجنة الفنية لترسيم الحدود بالسودان عبد الله الصادق إلى أن الخارجية دعت عدة أطراف في وزارات العدل والداخلية والخارجية ودار الثقافة القومية واللجنة الفنية لترسيم الحدود "بغية تجميع أعمال اللجان السابقة حول حلايب وتحديث مخرجاتها". وقال الصادق في تقارير إعلامية سابقة، إن الخارجية تسعى لتحريك وحسم ملف قضية مثلث حلايب، مضيفاً أن اللجنة الفنية لترسيم الحدود عقدت اجتماعاً تمهيدياً لوضع خارطة طريق بشأن المنطقة وكيفية إخراج المصريين منها عبر الدبلوماسية. وأشار إلى أن "السودان لديه وثائق تثبت بجلاء سودانية حلايب التي تبلغ مساحتها 22 ألف كيلومتر، أي ما يعادل مساحة (ولاية الجزيرة) في أواسط البلاد"..