قبل سنواتٍ ليست قصيرةٍ، كانت منظمة كردفور الخيرية قد أصدرت كتيِّباً احتوى على دراسة علميةٍ لأكبر مشروع أخضر في العالم. أما اليوم وقد انفتح السودان على العالم، أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي وغيرها.. أعيد ما نشرته عن هذا المشروع بصحيفة "الأهرام السودانية" عام 2012م، وذلك على النحو التالي: المشروع يهدف الى إنشاء هذا الحزام الأخضر في المنطقة شبه الصحراوية بين خطي عرض 14 – 16 شمالاً، مارّاً بولاية الخرطوم والجُزء الشمالي لولايتي كردفان ودارفور إلى حدود جمهورية تشاد. جيولوجياً، تشتمل منطقة المشروع على أربع وحدات جيولوجية.. صُخُور القاعدة التي تظهر على السطح في أقصى الغرب والوسط 20% كيلو متر بعرض 20 متراً. ثُمّ تكوين حجر الرمل النوبي وسلسلة أم روابة اللتين تُغَطِّيان 80% من المساحة المُتبقية في مُعظم الأحيان. تَرَسُّبات فيضيّة وريحية وهي ذات أهمية كُبرى في تَوفير المياه الجَوفية في المَشروع المُقترح. ومَاذا عن التُّربة؟ نَوعان في هذا الحزام الطينية والرملية المُكوّنة واللومية المُكوّنة فوق الصُّخور القاعدية على امتداد حوض المَجاري المُوسمية وهي صالحة للزراعة من حينٍ لآخر، فوق أنّها مواقع للمرعى الجيد. وماذا عن موارد المياه؟ الأمطار، المياه السطحية، والمياه الجوفية وبالنسبة للأخيرة تسود رسوبيات الحجر الرملي النوبي وتكوينات أم روابة وأحواض المياه الجوفية الواعدة بالحزام وهي: حوض النيل الجوفي، وحوض الصحراء النوبي، وحوض أم كدادة، وحوض شقرا، وحوض ساق النعام، وحوض النُّهود، وحوض بارا.. وهذه الأحواض مُجتمعةً تزخر بمخزونٍ وافرٍ من المياه الجوفية ذات النوعية الجيدة والتغذية السنوية الكافية. وماذا عن الموارد البشرية؟ تسود منطقة المشروع القبائل البدوية كالكبابيش والهواوير والكواهلة وكاجاكتول والمجانين الحُمر في شمال كردفان والزيادية والميدوب والزغاوة والقرعان الماهرية في شمال دارفور ومُعظم هذه القبائل تميل إلى حياة البداوة، حيث يربون الإبل والضأن والماعز.. أما أشباه البدو المُستقرين فيُمارسون الزراعة المطرية التقليدية بجانب الرعي. ولأنّ التّصحُّر أصبح في الآونة الأخيرة من أكبر هُمُوم العالم، إذ يُهدِّد البيئة ومواردها الطبيعية، فلا بُدّ أن يقوم المُجتمع الدولي بدعم الحكومة السُّودانية والهيئات الوطنية غير الحكومية وبرنامج الأمم المُتّحدة البيئي وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية والمُنظّمة العالمية للزراعة وغيرها، ومن المُتوقع أن يجذب هذا المشروع اهتمام الدول العربية الشقيقة والدول الأفريقية والمُؤسّسات البحثية والعالم بأثره. وما أعظم الجُهد الذي بَذَلَهُ أصحاب التّخصُّص من أبناء الوطن في هذه المُنظّمة العلمية في تَصميم هذا المَشروع وهي مُنظّمة مُجتمعٍ مدني خيرية لا تصطبغ بأيِّ لونٍ حزبي أو طائفي.. فهل من أملٍ في أن يُحظى هذا المشروع الطموح باهتمام الجميع واليوم على رأس قضايا السُّودان السَّلام والاستقرار والتنمية العادلة والانطلاق على طريق البناء..؟