نهي محمد الربيع إنفلات القنوات.. وجن الكتابة الاخصائي البريطاني وليام بلسون قام بدراسة استمرت ست سنوات وكان موضوع دراسته العنف في التلفزيون وتأثيره على الأطفال وصغار السن وكانت نتيجة أبحاثه ان التلفزيون يعتبر السبب الأول لإفساد المجتمع.. وأخال ان السيد وليام بلسون إذا كانت دراسته عن آثار القنوات الفضائية على الصغار والشباب سوف تكون النتيجة أنه "يهدم التربية" أذكر التلفزيون أيام زمان عندما كان قناة واحدة لا غير وينتظر الصغار أمام الشاشة حتى الرابعة حيث تبث أغنيات ثم تطور الأمر إلى اكثر من قناة حتى أصبح الجلوس أمام التلفزيون يومنا هذا يتيح للمشاهد المرور على قنوات العالم.. حتى القنوات تنوعت وما أن تمسك بالريموت وتبحث حتى تجد قنوات أخرى.. تصدقوا هنالك قنوات للرقص فقط؟ ناهيك عن قنوات الموضة وهذه الأخيرة عندهم تخضع لمقاييس بعيدة عن الجمال كل البعد إذ أنها مسابقة تخلو من الاحتشاء والحياء.. باختصار كمية من القنوات الانفلاتية غير المسؤولة التي أخال انها لم تخضع لآراء مصلحين اجتماعيين لا عمل لها سوى بث الافكار المسمومة وسوف يكون ضحيتها الشباب والاطفال.. الكتابة هل هي حالة من الجن تسيطر على الشخص فيجد نفسه يهرول إلى الورق ليعبر عما يجيش بداخله.. كثيراً ما يجول هذا بخلدي فأجد نفسي أفكر أن الأدب والكتابة مرتبطان بالألم والتجارب القاسية في الحياة ثم اطرد هذه الأفكار عن رأسي عندما اقرأ لبعضهم زمننا هذا الذي تجد الواحد فيهم يكتب في مكتبه المكيف وأمامه جهاز يمده بالمعلومات التي يحتاج إليها لزيادة المعرفة.. ولكن أصدقكم القول تبهرني وتعجبني صورة الكاتب التي أضعها في ذهني منذ الصغر ذاك المشحون بالمعاناة الذي يحركه ما يدور في مجتمعه الشغوف بالعلم والمعرفة ولكن المعرفة التي تأتي عن طريق القراءة والبحث المضني الشاق وكما يقول أهلنا في السودان "الراحة يوم الراحة" بمعنى أن الحياة عمل ولا راحة إلا بعد الموت وفي القبر. هنا أذكر مقولة لأحد الكتاب العرب مفادها ان الكاتب في الغرب يعاني في الكتابة لذا تجده طول الوقت يعيش في عالم من صنعه الخاص أما الكتاب عندنا نحن العرب فيعانون من الإفلاس.. ووجدتني إتفق معه تماماً..