طال الزمن ام قصر سيجيء يوم يتوقف فيه هيثم مصطفى عن اللعب ويفضل ألا يفاجيء ويباغت هذا اليوم الجهاز الفني للهلال لذلك فإن غياب البرنس عن التشكيلة الزرقاء منذ بداية الموسم بغض النظر عن الاسباب والجدل الدائر حوله ونتائج المباريات واداء الفريق هذا الغياب مفيد دون ان يقصد احد ذلك لكي تتدبر تشكيلة الهلال امرها بدون هيثم مصطفى ولكي يضع المدرب غارزيتو الخطط الكفيلة بصنع فريق قوي بدون البرنس المعرض كغيره من اللاعبين للاصابة والمرض والظروف العائلية والارهاق والانذارات اذا لم نتحدث عن الاعتزال او الموانع الادارية وفي سعي المدرب لايجاد بدائل لكل خانة ولكل لاعب اساسي لا يوجد مبرر يجعل هيثم مصطفى وخانته مستثنيات من هذا الاجراء الاحترازي بل ان اهمية البرنس كصانع العاب وصانع اهداف وقائد وكابتن ومؤثر جدا تجعل ايجاد بديل جاهز له لاعبا او تنظيما او خطة عملية ضرورية وعاجلة وعلينا في ذلك ان نتعظ ونستفيد من تجربة المريخ الذي نجح في فك ارتباط لعب فريقه المقرون بوجود فيصل العجب كقائد بالاسم وكابتن بل اصبح اللعب افضل في غياب العجب وليس في وجوده. ان اقصى ما يعذب اي مدرب وجود لاعب في الفريق لا يمكن الاستغناء عنه هذا ضعف شديد وفشل فني كبير في التسجيلات والخطة التدريبية خاصة وان كشف اللاعبين يضم ثلاثين لاعبا اذا لم يكن يشتمل على بدلاء ناجحين في كل الخانات يعني ذلك غرفة التسجيلات غير مؤهلة والجهاز الفني اي كلام ، قصد او لم يقصد استفاد غارزيتو اقصى فائدة من اللعب بدون هيثم مصطفى وفي مواجهة اندية قوية وعدم خسارته رغم غياب اساسيين نجاح . افتتاننا بهيثم مصطفى جعلنا اكثر من خمسة عشر عاماً لا نفكر في ايجاد بديل له كأنه مخلد في الهلال لكن الدائرة الفنية في الهلال ارتكبت غلطة تاريخية بعدم صنع هيثم مصطفى اخر طيلة هذه المدة لكن ما يزال الوقت متاحاً من اجل تحقيق هذا الهدف الكبير حواء الهلال التي انجبت صديق منزول والدحيش وقاقا وغيرهم من الفطاحل قادرة على مزيد من العطاء ولن تتوقف عند هيثم مصطفى فقط انظروا حولكم بعناية وارصدوا المواهب وطوروها. ------------------------------------------ انقسموا النبقة تحدث الناس في الايام الماضية عن اهمية بث مباريات الدوري الممتاز ويطلب الاتحاد العام مبالغ كبيرة من اجل ذلك بحيث لا تقدر كل قناة على حدة من التكفل بعملية البث والمصروفات المقترح الانسب في الوقت الراهن من اجل اللحاق بالمتبقي من الدورة الاولى ان ينال حق البث لهذا الموسم القنوات مجتمعة وهي قناة قوون، تلفزيون السودان، قناة النيل الازرق، قناة الخرطوم الدولية، قناة الشروق ليتوزع مبلغ البث مقاسمة بينهم بالاضافة الى وزارة الرياضية والشركة الراعية اي ان سبع قنوات وجهات ستدفع شيرينق قيمة البث فالمسألة ليست اما ان تنال قناة واحدة حق البث او لا يتم البث ابدا فشلت كل واحدة في ذلك ويمكن ان توحد الاعلانات والرعاية في بث مشترك وتوزيع العائد بالتساوي مما يزيد من فرص انتشار الاعلانات وبالتالي زيادة كمياتها، انقذوا هذا الموسم بالعمل الجماعي وجهزوا للموسم المقبل منذ وقت مبكر بتكرار هذه التجربة او بروز قناة قادرة على شراء حق البث بمفردها. ------------------------------------------ بساط احمدي في حضرة المسرح عشقت المسرح منذ الوعي المبكر بالحياة وكانت الوالدة رحمة الله عليها تلهب اخيلتنا بالاحاجي السودانية المفعمة بالصراع بين الخير والشر وما تحتوي عليه الروايات من تشويق ومفاجآت ومشاهد وصور ونشارك نحن الصغار في رسم وتلوين تلك المناظر في عقولنا فلكل واحد منا شكل للغول ولفاطمة السمحة ولود النمير وغيرها من الشخصيات بينما تقوم الوالدة بدور الممثل متعدد الادوار وبأداء متنوع يختلف باختلاف طبيعة كل شخصية كما تقوم بدور المخرج والمنتج ومسرح البيت حيث التكلفة لا تزيد عن قيمة العشاء والشاي باللقيمات وقادني الولع بالاحاجي الى حب المسلسلات الملونة في مجلات الاطفال ميكي وسمير والصبيان السودانية وفيها مسلسل عم تنقو وكيف سيتخارج وتتواصل القراءات في مراحل عمر الصبا والشباب وتنتقل الى كتب الروايات وتوفيق الحكيم واحسان عبد القدوس والكسندر ديماس وميشال زيفاكو وتشارلز ديكنز وفيكتور هوجو وتمتد الى كتب المسرحيات العالمية للقدامي والمحدثين خاصة شكسبير ومولير وسارتر وكتاب مسرح اللا معقول صمويل بيكت ويوجين يونسكو وغيرهما وقد شهدت في المسرح الجامعي بجامعة الخرطوم مسرحيتين ليونسكو الكراسي والمغنية الصلعاء ومثلت المسلسلات الاذاعية الدرامية المصرية بعدا جديدا اتابعها موجة موجة خاصة في شهر رمضان ولا زلت اذكر مسلسل فكاهيا بعنوان سيد مع حرمه في رمضان بطولة امين الهنيدي ونبيلة السيد ولهذه المسلسلات مقدمات غنائية موسيقية جميلة ثم ارتبطت سودانيا بمسلسل الخامسة الا الربع اليومي في اذاعة هنا ام درمان واجمل واقوى الدراما السودانية والعربية قدمت في اذاعة ام درمان عبر تاريخها وتتفوق في نضجها وجاذبيتها وعدد المتلقين تتفوق على المسرح والتلفزيون في السودان خاصة في العهد الذهبي الستينات والسبعينات لكنها للاسف لم تجد الانصاف. وافكر في كتاب بعنوان الدراما الاذاعية تجربة ام درمان وانسب زول يقدم هذا الكتاب البروف صلاح الدين الفاضل ليس فقط لقدراته البحثية والمعلوماتية والتحليلية بل لانه يأتي في مقدمة صناع الدراما الاذاعية ومعايش في الحقل الاذاعي لكل تفاصيلها ما بطن منها وما ظهر انه المسرح ابو الفنون وامها وجدها تأتي اليه كل من النوافذ. لكل فرد دور يؤديه وشخصية او شخصيات يتقمصها واقنعة يلبسها ويتخفي وراءها وحوار ومناظر وفصول وديكور وسنوغرافيا يدخل الى خشبة مسرح الحياة بصرخة الميلاد ويخرج منها بصرخة الموت وبين الصرختين يظل يضحك ويبكي وكل واحد اخر اما يشارك في التراجيكوميديا بدور او يتفرج عليها بينما يكون هو فرجة لاخرين ومن المقولات المشهورة افرج عليك البسوي والما بسواش انه الانسان كائن مسرحي كائن درامي منذ اول مشهد بطله سيدنا ادم وبطلته امنا حواء ولعب دور الشرير فيه الشيطان الذي وسوس وقطعة الاكسسوار فيه التفاحة وبقية اول واشهر قصة معروف الى اخر مشهد تدور احداثه حاليا. البطل والخائن والشرير فيه الولاياتالمتحدة واصدقائها ونحن الكومبارس نخرج من نار لندخل في نار اخرى على امل ان ندخل الجنة في نهاية المطاف بعد ان نخرج من عذاب الدنيا ينتقد النقاد الفيلم اتلمصري التقليدي بان نهايته دائما سعيدة يتزوج البطل البطلة ويعيشان في تبات ونبات ويخلفان صبيان وبنات لكن الجنة هي النهاية السعيدة الوحيدة التي لا يجرؤ ناقد على انتقادها قرات في التاريخ والفلسفة والفنون والادب فكان المسرح في المقدمة منذ الاغريق وما قبلهم حتى الوجودية والعبث والغضب وما اعقب ذلك واطلعت على التقنيات عند ستانسلافسكي وفن الممثل وبرخت والمسرح الملحمي او منهج التغريب وكان للمجلات العربية المتخصصة دورا بجانب الكتب في الالمام بهذه الثقافة مثل مجلة المسرح والسينما الصادرة في القاهرة ومتابعة المستجدات في الفنون دوريا من خلال الصحف والمجلات العربية الاخرى لكنها في مجملها كانت ثقافة نظرية من قبيل الهواية بينما بدأت ثقافة الشوف بمعنى الفرجة بدات معي بالسينما واصبحت شغوفا بالافلام الغربية تحديدا وبانواعها كاوبوي، جاسوسي، حربي، مصارعة رومانية، رعب، موسيقي استعراض، فكاهي. الخ.. ثم اصبح شوف التلفزيون عادة يومية مثل الاكل والشراب حتي الان وقد اثر على القراءة والسينما ونحاول الفكاك منه دون جدوي لكن من ناحية اخرى نقل لنا في منازلنا المسرحيات والافلام السينمائية واقوال الصحف والانباء المصورة والمسلسلات المصورة التي لم اعد اشاهدها خاصة المصرية لان خيارات الشوف اصبحت كثيرة وافضل الافلام الوثائقية كرغبة اولى ابتداء من سبعينات القرن الماضي توطدت علاقة وثيقة بيني والمسرح السوداني كنت اشاهد المسرحيات السودانية في عروضها الرسمية على الخشبة وقبل ذلك في البروفات واتاح لي ذلك عملي في الصحافة الفنية ونتجت معرفة وصلات وثيقة باهل المسرح والتلفزيون والاذاعة ما يعرف ب الحوش ولم تكن هناك حدود اقليمية بين الثلاثة واصبحت فيما بعد جزءا من منتجي الاذاعة والتلفزيون باعداد البرامج والمسرح بكتابة مسرحية ثلاثة مواقف ومؤلف التي قرر مكي سنادة اخراجها واختار لها تحية زروق ومحمد السني دفع الله ونادية الجنيدابي لكنه لم يفعل ثم كتبت مسرحية سندوتشات حب بيرغر وعرضت في مسرح قاعة الصداقة ومسرح امبدة وفي هذه المسرحية استدعيت ود النمير وفاطمة السمحة والغول من زمن الاحاجي الى الزمن الراهن في صراع معاصر وعلمت قبل ايام ان شابا سودانيا في مصر فاز بجائزة عن فيلم اخرجه يحمل نفس المضمون ولم اشاهد هذا الفيلم لاعرف بالضبط مدى التشابه بين فكرة وتفاصيل الفيلم من مسرحيتي وسبق ان سألني قبل سنوات الناقد مصعب الصاوي لماذا لم اكت مسرحية بعد سندوتشات حب بيرغر واقول الان انني فرغت من كتابة مسرحية جديدة اعكف على تسجيلها في مكتب حق لامؤلف قبل ان تعرض وفي الجراب مسرحية رابعة في طور التجهيز واعمال فكاهية تلفزيونية لشهر رمضان. بعد ايام الاحتفال باليوم العالمي للمسرح وفي اكثر من عشرين عاما كنت انتهر المناسبة للكتابة في الصحف عن المسرح ورجال ونساء المسرح محليا وعالميا لكن هذه المرة احببت ان اقدم صورة موجزة لعلاقتي بالمسرح لا انسى ان اترحم علي المسرحيين الذين انتقلوا الى الرفيق الاعلى واتمنى عاجل الشفاء للاخ العزيز الريح عبد القادر وكل المرضى من اهل المسرح . اخذتني الصحافةعن المسرح ولكن اخذ المسرح نصيبا غير قليل من اهتماماتى الصحفية قبل ان اعمل بالصحافة اشتركت في فرقة المهدية للتمثيل والموسيقي لصاحبها الخال عبد الرحيم شرفي واذكر من اعضائها الشاعر محمد نجيب على وكان صغير السن شارك في سكتش قاضي الوزينة والتحقت بفرقة هواة التمثيل ومقرها نادي العمال بام دمان برئاسة الراحل المخرج والممثل احمد عثمان عيسى الذي درسنا على يديه حصص مسائية في الاخراج المسرحي واندمجت الفرقة في وقت لاحق مع فرقة خالد ابو الروس في تمثيلة بكرة تفرج التلفزيونية عندما كان متوكل كمال مديرا لدراما التلفزيون وكان الجو طاردا بمعنى الكلمة رغم حبنا الشديد لهذا المجال وحتمت الظروف الاتجاه الى وظائف ثابتة بمرتب شهري سواء كان ذلك في الصحافة او غيرها لكن دافع الهواية لم تتراجع يوما ما عن الاهتمام بالمسرح والدراما عموما والفنون.