حزن الناس على مقتل السفير الامريكي في بنغازي كثيراً وتعاطفوا معه كانسان له اسرة وماض وغد لقى مصيراً مفجعاً غريباً عن دياره وكان اجدر ان يُحمى ويُؤمن وكان من المؤثر جداً كلمات وزيرة خارجيتهم البليغة عن تساؤلها كيف يمكن ان يحدث هذا في بلد وقفنا معه وكيف يحدث هذا في مدينة انقذناها من الدمار ؟ الثورة في ليبيا تحتاج لوقت للقضاء على الفوضى والدمار الذي ورثته من ديكتاتور كان فريداً . في السودان لا يسمح لاحد ان يمس شعرة من ضيف اجنبي عابر ومقتل جرانفيل كان سقطة وجريمة معزولة عن المجتمع وقيم اهل السودان واهل ليبيا مثلنا في ذلك فقد اعتذروا على رؤو س الاشهاد عن هذا الفعل الفظيع وقاتلوا ضد المعتدين الغاشمين الذين استغلوا موجة الاحتجاجات ضد من اخرج فيلماً يسيء فيه لرسولنا الكريم . الحرية الغربية دون ضوابط اخلاقية ليس لها حدود ولا ضابط قانوني لما يسمى بحرية الرأي، القانون عندهم ينفذ بقوة ضد من يخرقه فالحرية تنتهي عند باب حرية الاخر . الانظمة الغربية تنظر الى مسألة الدين على انه امر شخصي يخص الفرد مثل اختيار ملابسه او هوايته فالدول الغربية علمانية قانوناً لكن حقيقةً مسيحية فلا يوجد رئيس امريكي لم يمارس طقوسه الدينية ولم يوجد رئيس اعلن انه لا يؤمن بالله والمسيح عيسى بن مريم عليه السلام ويقسمون بالانجيل عند تولي مهامهم الدستوريه او للشهادة امام القضاء وامام لجان الكونجرس يدعون ان يساعدهم الله So help me GOD كلهم يقولون فليبارك الله امريكا ، هناك قانون اسمه قانون الحريات الدينية اصدره الكونجرس في 5 مايو 1999 يلزم الحكومة بعدم التضييق على الممارسات الدينية اذن امريكا الرسمية مؤمنة وكذا الدول الغربية الاخرى يعقدون زيجاتهم امام القساوسة ويصلون على موتاهم في الكنائس مع ترانيم القساوسة وحتى يعمدون الاطفال بالماء المقدس فهم اهل كتاب ولكن مجتمعهم ومثقفيهم وبعض سياسييهم يحاولون ادخال مفاهيم جديدة في العالم الديمقراطية وبالقوة والحريات الجديدة التي افرزت لديهم حركات مقززة لها قوة سياسية. ودائماً ينظر السياسي الامريكي الى الناخب الذي يأتي به الى السلطة في قرارة نفسه ربما يكره حركات وتجمعات اهل الشذوذ والكنائس الجديدة وحتى الكفار عبدة النار ولكن حرصه على صوت الناخب يصم آذانهم عن تعاليم دينهم لا كتاب مقدس ولا دين اليهودية او المسيحية او الاسلام يحلل او يقنن ذلك الخروج على المباديء او الوصايا العشر (لايكون لكم ارباب غيري – لا تسيئوا استخدام اسم الرب الهكم .... الخ ) . بعض الكتاب يتحدثون عن ذبح السفير الامريكي وعار ان يتحدث احد من المسلمين عن ذبح احد لعل بعض الناس نسوا المباديء والقيم التي أتى بها خاتم الانبياء الذي امر الجيوش ان لاتقتلوا شيخاً او صبياً او امرأة ولا تزعجوا راهباً في احد اديرة النصارى لا يزعجوه ويمنعونه عن العبادة وذلك ايام الحرب والغزو.. وبخ رسولنا الكريم صحابياً قتل كافراً عندما نطق بالشهادة هلا شققت قلبه هلا شققت قلبه ؟ المقيم فحصانته مصانة شرعاً والمبعوث المعترف به في حصانة تمنع من اهانته ومضايقته وانتهاك حرمات اقامته اما قتله فهو من الكبائر والفظائع من هم الذين ابتهجوا بذبح المبعوث كما قال احدهم نسي ان هذه وصمة في جبين الثوار الذين اطاحوا بديكتاتور قل ان تلد الليالي مثله رغم ان الليالي من الزمان حبالى يلدن كل عجيب .وهذا القول ايضا وصمة في جبين من قاله فالرجل لقي ربه ولا شماتة في موت انسان ولا تشفٍ فالروح البشرية من الخالق . ان الخطاب الاعلامي في بلدنا هذا يحتاج لضابط اخلاقي فالاسلام ليس هكذا والمسلم سمح والمولى كرم ابن ادم الذي خلق من صلصال كالفخار وتنفخ فيه الروح التي هي من امر ربنا ، والحوار مع الاديان محمدة حتى الكفار خاطبهم القرآن لا اعبد ما تعبدون فلهم دينهم ونهى القرآن عن سب آلهة الكافرين حتى لا يردوا بسب الله في عليائه تقدس اسمه سبحانه وتعالى عما يفترون والشتائم.. لا تجدي واثارة الفتن ليست من الاسلام فالفتنه نائمة لعن الله من ايقظها. الفيلم الذي اعده صعاليك سفلة تحدثت عنه وزيرة خارجيتهم الامريكية ايضاً بانه مقزز لعلها لم تكن رأته حتى رأت آلاف المتظاهرين الغاضبين يحرقون الاعلام الامريكية ويتسلقون اسوار السفارات ويهتفون في غضب ضد الدولة التي يعتقدون انها قد انتجته فالاسلام يحترم الرسل ويؤمن بكل المرسلين السابقين لسيدنا محمد (ص) لا يستطيع احد ان ينتج اساءة في عالمنا الاسلامي لرسول كريم رغم مانراه ان يصر البعض في الغرب على الاساءة والاستفزاز المتكرر لمقدسات الاسلام.. العالم الغربي لا يسمح بتكذيب قصص الهولوكوست ولا يسمح بمعاداة السامية اليهودية، طبعاً الاعراب ايضاً هم احفاد سام بن نوح لكنهم ساميون يجوز اساءتهم خصوصاً المسلمين منهم. العالم الغربي له محرمات واجدر ان يحترم مثقفوهم محرمات الاسلام . الحقيقة المفجعة التي ظهرت ان الفيلم لم يعده امريكي بل قبطي مصري كان بين ظهرانينا في مصر حيث يعيش اهله ولابد ان له دوافع اخرى فالاقباط لهم تاريخ ناصع وتعايش مستدام مع اهليهم في مصر ولهم قادة عظام هناك بل حتى في السودان مثلاً ابناء سدرة احدهم جنرال كبير واخر طبيب ووزير والآلاف منهم اطباء ومهندسون ورجال اعمال شرفاء ومواطنون صالحون لم يجد الناس منهم الا الاحترام وحسن المعاملة والامانة . لا شك ان اكتشاف معد هذا الفيلم يجعل العالم الاسلامي يتريث قليلا فالمشكلة داخل اقليمنا لماذا يخرج مارق من مصر لاشعال فتنة عالمية ( المسلمون ضد امريكا) لعل اصدقاء امريكا يقودونها من خطامها الى اخطاء وجرائم مثلا تدمير مصنع الشفاء بمعلومات مغلوطة ضرب افغانستان ومذبحة ملجأ العامرية غزو العراق مرتين والان المواجهة مع ايران، وبهذه المناسبة اين المواجهة مع كوريا الشمالية التي تمتلك القنابل الذرية حقيقة والتي يمكن ان تصل امريكا في شمالها حيث صناعات كبيرة وثروات جمة فالدولة الاكثر تأهيلاً لضرب امريكا هي كوريا الشمالية الغامضة المغلقة القوية ، ليست ايران من يهدد امريكا جغرافيا لابد ان في الامر سر تجاهل كوريا الشمالية . العالم يمور بالتغيير والتطور والفاشلين في عالمنا العربي والاسلامي هم الذين لا يدركون ذلك والربيع العربي كان رسالة واضحة وعظة لمن يتعظ فأزمة الفيلم والرسوم المسيئه سيتم تجاوزها وستواجه الشعوب قادتها. الفريق شرطة / صلاح الدين احمد الشيخ