إلى متى الذل والهوان والسكوت والمسلمون فى كل مكان يذبحوا ويقتلوا ويشردوا بسبب التدخلات الغربية فى بلادهم وإستباحتها وجعل أعزة اهلها أذله وكذلك يفعلون فى كل بلد دخلوها فانها لم تكتسب عافية حتى بعد خروجهم منها إلى متى وقد بلغ السيل الزبى والاسلام يستنجد ويستغيث من ضربات الغرب ولكماته ومن الحرب المعلنة والخفية الى متى والقران يهان وهناك من القساوسة من يهدد بحرقه على رؤوس الاشهاد الى متى والنبى صلى الله عليه وسلم يساء اليه بالرسومات تارة وتارة بالافلام المعيبة ولم نري منكم من احد ولم نسمع لكم ركزا الى متى وقد طفح الكيل والفتيات المسلمات ينزع عنهن لباسهن ويخدش حياءهن ويطاردن كالكلاب الضالة فى مؤسسات الغرب وشركاته . اين انتم وقد كشف الغرب عن حقيقته العدوانية للاسلام بعد ان درج ذلك ومرحله وبدا بوصف الاسلام بالارهاب مما جعلكم تصدقون فرية الارهاب واصبحتم ترددون معهم الكلمة بافواهكم وتروجون لها فى اعلامكم حتى وصل بكم الحال الى ان تعتبروا كل شاب ملتحى وملتزم مجرم وارهابى وكثيراً ما سلمتموهم للغربيين ليرضوا عنكم ولن يرضوا عنكم هذا الارهاب الذى اختلقوه هم بايديهم واستخباراتهم واكثره من فعلهم وصناعتهم فبالله ما معنى ان يفجر انسان مسلم نفسه ليقتل مسلمين أبرياء دون عائد دنيوى او أخروى أيريد هذا الشهادة فالشهادة ليست بقتل المسلمين فالشهادة فى الاسلام فى قتل المعتدى والكافر المحارب فاذا كان الاسلام دين ارهاب اين كان هؤلاء الارهابيون قبل ان يجئ الغربيون لديار المسلمين واين كان الارهاب عند ما حكم هؤلاء الغربيون بلاد المسلمين لعشرات السنين والعجيب فى الامر انه حتي هذه اللحظة لم يعرضوا لنا على الشاشات ذلك الذى فجر نفسه ولو أشلاءه ولو عربته بطريقة مقنعة فهذه التفجيرات تحتاج الى وقفة وتأمل كيف يقتل المسلم اخاه المسلم وهو يتلو صباح مساء (ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً) فالذى يفجر نفسه لامصلحة له آجلة او عاجلة فى قتل هؤلاء لكن المصلحة عائدة للعدو الغازى الذى شعاره إشاعة الفوضي الخلاقة وهي تقاتلوا تناقصوا اختلفوا تشاكسوا اين انتم ايها المسلمون والغربيون يخطون خطواتهم العدوانية تلك بطريقة ممنهجة وممرحلة فبعد أن رسخوا فى اذهان الناس كلمة إرهاب وإرتباطها بالاسلام وهذا هو الاهم عندهم ، انتقلوا الى مرحلة ثانية وبها اماطوا اللثام عن حقيقة عدوانهم للاسلام فبداوا بالحجاب وجعلوه قضية الغرب الاولى ضاربين بمبادئهم عرض الحائط من حقوق الانسان و حرية الاعتقاد والحرية الفردية والتى لامانع فيها عندهم ان يتزوج الرجل الرجل والمرأة المرأة وان تكون هناك اندية للعراة وان تدق اجراس الكنائس وتقيم صلواتها ولكنها ممنوع فيها ان تحتشم الفتاة المسلمة وتستتر وتعف نفسها وممنوع فى تلك الحرية التى فصلت على الرجل الابيض ولا اقول المسيحى لان المسيحى غير الابيض كذلك مطارد ومضيق عليه فى الدول الغربية واصبح مهاجرا غير مرغوب فيه بعد ان استنفد الغرب ثروات بلادهم وجهدهم في اعمار اوربا وامريكا ممنوع في حريتهم تلك إقامة المآذن والخطوة الثانية سوف تكون منع تأسيس المساجد .. وقد قامت أميركا ولم تقعد بسبب إقامة المجمع الإسلامي المقترح بنيويورك. إنه لخزى وعار على الدول الغربية ان تتراجع عن مبادئها وان تصوت البرلمانات الغربية على منع الحجاب واقامة المآذن مصادمين بذلك دساتيرهم .وقوانينهم . أين هم المسلمون وحكامهم وما أنزل فى الحرمين الشريفين يهان ويساء اليه واننا نقدر ما قام به خادم الحرمين من توسيع للحرمين ومن تسهيلات وخدمة لحجاج بيت الله لكن يكون ذلك اكمل اذا إستصحبت خدمة المبانى معها الدفاع عن المعانى وماانزل فى الحرمين من كتاب وحكمه وذلك بالتصدى لقضايا المسلمين والدفاع عن الاسلام صراحة كما يسيئون ويحاربون الاسلام صراحة ولا شك ان خادم الحرمين له كلمة مسموعة لدى الغرب فالمسلمون اقوياء باموالهم واقوياء بعددهم واقوياء بدينهم فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين . لكن من المؤسف ان المسلمين المعاصرين على الرغم من مايتوفر لهم من القيم السماوية الثابتة والتجربة الحضارية الراسخة لا يزالون يفتقرون الى الاستشعارانهم اصحاب رسالة واجب عليهم تبليغها للآخرين ناهيك عن الدفاع والزود عنها كما يفتقدون القيادة التى تستشعر وظيفة المسلم فى الحياة وهي التطبيق للمنهج على مستوى الفرد والجماعة والتبليغ بالتى هى أحسن وانهم لم يستدركوا ان الاسلام لم ياتى لمسابقة الحضارات القائمة بكسبها المادى فى اعمار الارض وبتكديس الثروات او بالتاله على عباد الله والاستكبار فى الارض انما جاء الاسلام ليعيد للحضارات رشدها وعقلها وعلي المسلم ان يستفيد منها في آداء وظيفته فى الحياة وهى التبليغ والتطبيق واذا انطلق المسلم من هذا الفهم فليس هنالك قدر معين اوحد للتعامل مع الدنيا ومكتسباتها مستشعرا قوله تعالى (( قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين)) جاء الاسلام ليفيد تلك الحضارات بالقضاء على الظلم وإشاعة العدل وإستعادة الإنسان إنسانيته وتخلصه من العبوديةوالاستكبار والشقاء . جاء الإسلام ليعدل مسار الحضارة ويضبط حركتها بأهداف خيرة وتوازن سليم ولإزاحة فوارق اللون والعرق وأسباب التعصب والتمييز وتحقيق المساواة وأن التفاضل والكرامة بما يفعله الانسان ويساهم به فى مجتمعه الانسانى لكن المسلمين بهوانهم واستكانتهم وتخليهم عن التبليغ وتقاعسهم عن التطبيق دفع الغرب الى فرض رؤيته الخاصة ومعاييره الثقافية على بقية الشعوب معمما نمطه الخاص عليها فى التفكير والسلوك وذلك دعما للهيمنة الثقافية وفى ظل الهيمنة الاقتصادية هكذا قصدوا ان يكون النظام الثقافى الجديد عبارة عن الخصوصية الثقافية للغرب معممة على غيره من شعوب العالم بما يفضى الى تجريد الانسانية من التنوع الثقافى والتعدد الحضارى الذى تبنى عليه الخصوصيات التى تتميز بها هذه الشعوب وتستمد منها عناصر طاقتها ومعانى وجودها واسباب عطائها وهذا يستلزم ان ينهض المسلمون وينفضوا غبار السنين ويتذكروا واجبهم تجاه الانسانية وذلك بان تكون للمسلمين رؤية ثقافية معرفية تتطلب إختيار الادوات المناسبة ليعرفوا اين يضعوا اقدامهم وان لا يراوحوا مكانهم مدافعين. بل عليهم ان يدفعوا بثقافتهم ويعرضوها كبديل حتمى لثقافات لم يجد الانسان فيها انسانيته وذاته وكرامته. يجب على المسلمين ان يبصروا مواقعهم والحدود المتاحة لهم والسبل التى تحقق لهم المناعة الثقافية والمشاركة الحضارية ونقول للغرب اذا استمر فى تعبئة العالم ضده بسبب هذه السياسات الظالمة والجائرة والاستعلائية فهذه التعبئة سوف تطال كل من ينشد العدل والمساواة ويرفض الظلم والجور وقد بدات نتوءات هذه التعبئة تتفطر وقد وضح ذلك في تسيير قافلةالحرية التى جمعت فى داخلها المسلم والمسيحي والاسود والابيض فكانت وحدة مصغرة للعالم القادم وسوف يعقب ذلك الانفجارالكونى المدوى لهذه التعبئة ضد كل ما هو غربى من ثقافة ودين ومبادئ وفى القريب العاجل وحينها يتلفت العالم لبديل ولان الطبيعة لا تقبل الفراغ سوف يكون الاسلام هو البديل لما له من مميزات تؤهله لذلك ولانه القادر على نزع خلعة الاستكبار والشوفونية التى يرتديها الغرب وذلك بقوله (ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) ومما يبشران السلام هو البديل ان الغربيين لا يزالون فى عراك مع الاسلام مما يدل على ان الاسلام معهم فى تدافع والتدافع يدل على الحركة والتقدم . ومن عجائب الاسلام ان الله جعل من اسباب نصره ان ينصره بعدوه لان تصرفاتهم تلك تروج له فهم بفعلهم هذا مع الاسلام كالذى يحاول اطفاء النار بالهشيم والله متم نوره ولو كره الكافرون . والاسلام قادم لا محالة فترقبوه........