ليس غريباً بعد هذه الواقعة الأليمة إذا لاحظنا الأشقاء من الدول العربية والإسلامية يبدون اهتماماً كبيراً بالكوارث التي وقعت مؤخرا بعدد من الولايات خاصة كارثة ود رملي وأم رمتة التي حطمت المنازل وأغرقت المزارع وشردت الألوف من ديارهم جراء السيول والفيضانات التي شهدتها ود رملي وأم رمتة بالنيل الأبيض مؤخراً. نداء الإنسانية من منطقة (ود رملي وأم رمتة) حرك المشاعر الأخوية والإنسانية ووحد ضمير الشعوب للالتفات لهذه القضية المجتمعية الملحة.. لقد شعرت العديد من الدول الشقيقة والصديقة بحجم المأساة التي يعيشها سكان هذه المناطق المتأثرة بالسيول، والفيضانات. وخلال رصدنا ومتابعتنا نجد السفير السعودي علي بن حسن جعفر كان من السباقين الذين زاروا أهل ود رملي واستمع إليهم وقدم لهم الدعم والسند المتاح في الساعة الأولى من وقوع الكارثة وحين شاهد حجم الضرر الذي لحق بالمواطنين يفوق إمكانات سفارته قرر رفع الأمر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ولم يلبث الناس كثيراً حتى حملت الأخبار البشائر عن توجيهات صدرت من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز عن البدء في إرسال جسر جوي لإغاثة ونجدة المتضررين بالسودان وبالفعل وصلت خلال اليومين الماضيين طائرتان اغاثيتان تحملان عدداً من المواد الإغاثية والإيوائية للمتضررين من السيول والفيضانات وحملت الطائرتان اللتان سيرهما، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ألف خيمة و ثلاثة آلاف بطانية وثلاثة آلاف بساط إضافة إلى مواد طبية سيتم توزيعها على الولايات المتضررة من السيول والفيضانات. وذكر المتحدث باسم مركز الملك سلمان إن هذه المواد سيتم توزيعها عن طريق شريكها المركز المنفذ بالتنسيق مع سفارة المملكة بالخرطوم كاشفاً أن الولايات التي سيتم توزيع المواد لها هي ولاية الخرطوم والنيل الأبيض ونهر النيل موضحاً أن فريقاً مختصاً من المركز سيرافق الطائرتين للإشراف على عملية توزيع المساعدات على المتضررين في الولايات المستهدفة . دولة الكويت الشقيقة كانت حاضرة في ميدان العطاء تعظيماً لنداء الإنسانية بجسرجوي بدأ بوصول طائرة كويتية لمطار الخرطوم تحوي نحو 40 طناً من المواد الإغاثية للمتضررين من السيول والأمطار بالسودان. وقال رئيس مجلس إدارة الهلال الأحمر الكويتي هلال الساير إن الطائرة هي الأولى من جسر جوي، حسب توجيهات سمو الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت في تسيير دعم للسودان للمتضررين من السيول والأمطار والفيضانات.وأوضح أن الطائرة تحمل أكثر من 40 طناً من مواد غذائية وصحية وإيوائية، مثمناً جهود وزارتي الخارجية والداخلية والسفير الكويتيبالخرطوم، مشيراً إلى أن الدعم سيتواصل حسب المتطلبات. الأستاذ عثمان جعفر الأمين العام للهلال الأحمر السوداني ثمَّن جهود دولة الكويت والهلال الأحمرالكويتي، مؤكداً أن الدعم سيصل للمتضررين مباشرة بمناطق التوزيع بالولايات وأن الدعم سيستمر، وأن هناك وفداً من الهلال الأحمر الكويتي للإشراف على عملية التوزيع، وهي خطوة جديرة بالإشادة من (باب سد الذرائع) التدخل الإنساني( السعودي الكويتي) بارقة أمل سيشجع الكثير من الدول للالتفات لحجم هذه الكارثة الأليمة، وهي بكل المقاييس خطوة جيدة ستمكن المتضررين بمنطقة (ود رملي وأم رمتة) بصورة خاصة، وغيرها من المناطق المتأثرة بالسيول والفيضانات من الصمود أمام هذه المحنة التي يعيشونها ولا شك أنها مقدمة لمساعدات إنسانية في طريقها للخرطوم. أخيراً التحية لصاحب الابتسامة والقلب الرقيق السفير علي بن حسن جعفر بقدر ما أسهمت دبلوماسيته في خدمة الإنسانية.