أقام اتحاد الفنانين أمس السبت جلسة وفاء وعرفان بدار النادي في ختام ليالي العزاء لفقيد الفن والبلاد الفنان الراحل صلاح بن البادية، وشرف الليلة بالحضور البروفسير صديق تاور عضو مجلس السيادة والشيخ (خالد إسماعيل الشيخ الجعلي ) الداعية الإسلامي وعضو المجلس الأعلى للتصوف إلى جانب أعضاء اتحاد الفنانين وعدد من أصدقاء ومحبي الراحل ابن البادية وتحدث البروفسير صديق تاور مؤكدا ًأن رحيل ابن البادية يعتبر فقدا عظيماً للساحة الإبداعية لأنه كان أحد رموزها الذين قدموا فناً في غاية التفرد. وقال إن جيل ابن البادية وإبراهيم عوض وسيد خليفة وغيرهم من الكبار قدم رسائل عظيمة تؤكد القيم الكبيرة للفن، وقد أسهم فى تغيير نظرة الناس للفن والفنانين منذ ذلك الزمان، لذلك يجب أن تكون تلك هي القاعدة التي يجب أن يمضي عليها الفن السوداني .وهذه ليست مسؤولية الفنانين إنما مسؤولية الدولة .وقال البروفسير تاور إن الفن لا بد أن يعود قائداً للمجتمع ينشد السمو بالنفوس إلى مراقٍ عالية ولا بد من إزالة كافة المتاريس التي أعاقت مسيرة الفن خلال العهد السابق . وتحدث الشيخ (خالد إسماعيل الشيخ الجعلي) معدداً مآثر الشيخ الراحل صلاح بن البادية وقال إن رسالته الفنية لم تختلف كثيراً عن رسالته الدينية فقد قدم أغنيات اجتماعية تحمل قيماً عظيمة مثل أغنية (حب الناس يحبوك وسالم الناس يسالموك) فى دلالة على ضرورة إفشاء السلام والتحابب بين الناس، كما غنى للوطن وللأرض وللمحبة، ولكن قبل ذلك كان ذاكراً مجيداً لمدح الرسول (ص) ، وكان صوفياً صاحب معرفة وخلق، وقد حمل رحيله خارج السودان بشائر عظيمة تواصلت من خلال الجموع الخرافية التي تدافعت لتشييعه تعبيراً وتأكيداً لمكانته السامية فى نفوس الجميع . واختتم الجلسة الشيخ خالد الجعلي بقراءة آيات من القرآن الكريم والدعاء لروح الفقيد بصورة مهيبة ذرف خلالها الحضور الدموع وهم يبتهلون للمولى عز وجل أن يتقبل الفقيد ابن البادية قبولاً حسناً .
