قد يتساءل البعض عن الأسباب والدواعي التي دعت الجهات العليا تسعي لأجل إحداث تقارب ووفاق بين مجموعتي الصراع في انتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم؟، والعمل على الخروج بقائمة موحدة (تقي المجموعتين) شر الاقتتال في صندوق الاقتراع، وبالمقابل تنهي حالة الشد والجذب التي تسود الإجراءات الانتخابية التي تجري خلال الوقت الراهن، ويعتبر واحد من أكبر الأسباب التي جعلت الجهات العليا تتدخل فيما يجري بساحة اتحاد الكرة هذه الأيام هو حالة عدم الاستقرار الواضحة ولغة الشحن التي تسود الإعلام الرياضي هذه الأيام، بخلاف أيضاً الخلافات والمناوشات التي تحدث بين مجموعتي التطوير والنهضة وهو الأمر الذي استدعى التدخل على نحو عاجل، وطرح خيار الوفاق باعتبار أن الأخير مقبول للكل ويمكن أن ينتج قائمة تدير الكرة إلى بر الأمان خلال الفترة القادمة رغم تحفظات أي مجموعة على نظيرتها، ولكن في النهاية تظل المصلحة العامة هي الخط الفاصل والحاسم لإنهاء كل الأزمات وبالأخص التي تحدث في الوسط الرياضي الذي لم يعد كما كان في السابق، وباتت الأحداث فيه تسيطر على الشارع العام وتحدث عدد من التفاعلات والتأثيرات، التي وبغض النظر عن إيجابياتها أو سلبياتها فإن الناظر لها يتأكد بأن الكرة لم تعد كما كانت وأن التعامل معها كمجرد (لعبة) والسلام انتهى إلى غير رجعة. القصرعلى الخط: مساعد رئيس الجمهورية المهندس إبراهيم محمود حامد أكد دعمه للوفاق ووقفة مؤسسات الدولة مع الرياضة السودانية بصورة عامة واتحاد الكرة بصفة أخص، ووصفه لدى اجتماعه بالقيادات الرياضية بالمؤسسة العريقة وأن له مكانته ودلالاته العميقة التي يجب المحافظة عليها كغيره من المؤسسات. حديث إبراهيم أكد ما انفردت به(السوداني) خلال الأيام الماضية بخصوص دعم الجهات العليا بالدولة لخيار الوفاق. وعلمت(السوداني) بإن اجتماعاً انعقد على نحو عاجل الخميس أمس الأول، بين مساعد رئيس الجمهورية نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني، المهندس إبراهيم محمود حامد، وعدد من قيادات مجلس المريخ برئاسة رئيس النادي جمال الوالي، والأمين العام عصام الحاج وعضو المجلس عثمان أدروب، واستمع مساعد رئيس الجمهورية إلى رؤية نادي المريخ حول ما يجري بانتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم، واستفسر عن الكثير من الأشياء التي جرت خلال الأيام الماضية، قبل أن يعود ويؤكد أنه على المستوى الشخصي يقف مع جميع الأندية ويدعم خطها ورؤيتها، وأنه يرى أن الواقع يفرض ضرورة الحفاظ على استقرار الوسط الرياضي باعتبار أن الأخير من الأجزاء الرئيسية في المجتمع، ولذلك فإن أي شرخ يحدث به ينعكس على الأخير بصورة عامة. تفاصيل الاجتماع: ويقول عضو مجلس المريخ، عثمان أدروب، إن الجلسة مع مساعد الرئيس كانت مثمرة لا سيما في ملف انتخابات الاتحاد السوداني لكرة القدم، الذي يشكل أهمية قصوى لدى كل الأندية باعتبار أنها أمام تحديات جسام على كافة المستويات المحلية والقارية، وهو الأمر الذي يتطلب الحفاظ على الاستقرار والسعي لأجل إنهاء حالة الخلاف والشحن التي سيطرت على الإعلام الرياضي والمجموعات المتصارعة طيلة الأيام الماضية. أدروب يذهب في حديثه ل(السوداني) أمس، بأن أي خيار يتم الاتجاه له بخلاف الوفاق في الجمعية العمومية المرتقبة لاتحاد الكرة يسبب اختلالاً مباشراً في المنظومة الرياضية، وهو ما سيدفع ثمنه الجميع بعد ذلك. وقطع عثمان أدروب بأن اللقاء الذي عقده مجلس المريخ مع مساعد رئيس الجمهورية كان هدفه الأول والأخير هو الحافظ على الاستقرار في الوسط الرياضي، والسعي لأجل إنهاء الأزمة الناشبة التي ستؤثر على الأندية حال استمرارها، لأن انعكاساتها السلبية ستكون أكبر بكثير مما يتخيله البعض، مطالباً كل المهتمين بدعم خيار الوفاق باعتبار أن الوفاق يعبر بسفينة اتحاد الكرة إلى بر الأمان وينهي حالة الجدل والخلاف التي كانت مثارة طيلة الأيام الماضية. كواليس القائمة المرتقبة: بات من المؤكد الإعلان عن القائمة الوفاقية التي ستقود اتحاد الكرة خلال الأربع سنوات القادمة خلال الساعات القادمة، وبحسب مصادر (السوداني) فإن القائمة الوفاقية لن تخلو من المفاجآت، وسيكون موجوداً على رأس القائمة المرتقبة الفريق أول عبد الرحمن سر الختم إلى جانب الدكتور معتصم جعفر الذي تتمثل أهمية وجوده في أنه صاحب علاقات مع عدد من الاتحادات على رأسها الاتحاد الدولي ال(فيفا) إلى جانب الاتحاد الإفريقي ال(كاف) بخلاف منصبه الحالي كرئيس لاتحادات شرق ووسط إفريقيا (سيكافا) وهو ما يشكل إضافة للاتحاد القادم. ومن المفاجآت التي ستحملها القائمة المرتقبة، وجود الأمين العام الحالي للمريخ، عصام الحاج الذي يبدي حماساً كبيراً لعملية الوفاق ويعتقد بأن الوفاق سيكون مخرجاً سليماً للازمة الناشبة حالياً.. بينما لن يكون متاحاً للجهات المسؤولة الدفع بالفريق طارق عثمان الطاهر رغم خبراته التراكمية في القوانين الرياضية، نظراً لأنه يعمل حالياً رئيساً للجنة الاستئنافات الانتخابية، وهو ما يحرمه من المشاركة في العملية الجارية الآن سواء تصويتاً أو ترشحاً. يذكر أنه وفي الوقت الذي تنادي فيه بعض الشخصيات المحسوبة على تنظيم النهضة والإصلاح بإبعاد أمين الخزينة الحالي أسامة عطا المنان حال حدوث وفاق، فإن جهات أخرى ترى بأن عطا المنان كادر إداري من طراز فريد بذل الكثير ويجب الدفع به خاصة وأنه يحظى ب(ثقل) كبير وسط اتحادات (الغرب)، وعلمت الصحيفة أن أي محاولات لإبعاد أي عناصر من (التطوير) خاصة (أمين المال الحالي) ستقابل بمحاولات أخرى لإبعاد بعض أوجه وقادة مجموعة النهضة والإصلاح على رأسهم سيف الكاملين الذي تتحفظ مجموعة التطوير على اسمه.