مؤشرات مصحوبة بمعلومات شحيحة تؤكد أن جولات من الحوار المستمر ما تزال تجري على مستوى عال وبدرجة من "السرية" بين الخرطوموواشنطن، وبات مجرد أخبار شحيحة ترد عن هذا الحوار مكان تفاؤل بأن تقدماً سيحدث في يوليو المقبل، وقد كانت أبرز مؤشرات حالة التفاؤل الزيارة التي قام بها مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول محمد عطا إلى الولاياتالمتحدة، نهاية مارس الماضي، بدعوة من مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ايكل بومبيو، بعدها وفي العشرين من أبريل الماضي طار رئيس هيئة أركان الجيش الفريق عماد الدين عدوي إلى مدينة "بشتوتغارت" الألمانية للمشاركة في اجتماعات رؤساء الأركان لمجموعة (أفريكوم) حيث التقى الفريق عدوي بقائد قوات (أفريكوم) الفريق أول توماس ولدهاوزرو رئيس إدارة التخطيط الاستراتيجي والعمل المشترك واللواء باري سيقوين. أما رئيس اللجنة الوطنية العليا للحوار مع الجانب الأمريكي وزير الخارجية إبراهيم غندور فقد ظل يمتنع عن الإدلاء بأي إفادات رسمية عن تطورات الحوار مع واشنطون بشأن الرفع النهائي للعقوبات ولم يصدر عن الوزير غندور سوى حديث محدود أمام نواب البرلمان الأسبوع الماضي وهو حديث عده المراقبون بمثابة رسالة أراد وزير الخارجية وضعها في بريد مستقبليها حين أشار بأصابع الاتهام، أمام النواب وبحضور إعلامي مفتوح، لجهات قال إنها تعمل على عدم رفع العقوبات الأمريكية عن البلاد. خيار مؤكد: يقول الدبلوماسي وسفير بلادنا السابق في أديس أبابا السفير عثمان السيد في تعليقه ل(السوداني)، إن ما يجري بين الخرطوم وواشنطون مصحوب بهذه الخطوة الأمريكية يؤكد أن العلاقات بين البلدين تتجه إلى تحسن واضح دلالاته أن الولاياتالمتحدة متجهة فعلاً لرفع العقبوات عن السودان. ويكشف السفير عثمان السيد المزيد بالقول: "كنت قبل أيام في زيارة لإثيوبيا وقد التقيت بالمسؤولين هناك وقالوا لي إن المسؤولين الأمريكيين أكدوا لهم أنهم سيقومون بترفيع التمثيل الدبلوماسي مع السودان ورفع العقوبات عنه"؛ ويشير إلى أن ترفيع التمثيل الدبلوماسي الأمريكي من (قائم بالأعمال) إلى (سفير) خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح ويفسر السيد هذا الأمر بالقول: "ذلك يعني أن السفير سيقدم أوراق اعتماده للرئيس البشير"، لأن القائم بالأعمال لا يقدم أوراق اعتماده لرئيس الدولة، وقال إن الولاياتالمتحدة درجت على مثل هذه المواقف مستمثلاً بأنها قامت بتعيين سفير كبير بدرجة "قائم بالأعمال" لإثيوبيا في عهد الرئيس منغستو وهو ما يشير إلى أن أمريكا لم تكن راضية عن منغستو أو سياسة حكومته. ترفيع مؤجل ولكن هل فعلاً ستقوم الولاياتالمتحدة بترفيع تمثيلها الدبلوماسي لدرجة سفير خلال الأيام المقبلة؟ أم أن الأمر مرتبط بتطورات أخرى ستكشف عن نفسها منتصف يوليو المقبل وهو الموعد المضروب للرفع النهائي للعقوبات عقب تقييم ما جرى في مسارات الحوار الخمسة المتفق عليها بين البلدين؟ يجيب أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم د.صفوت صبحي فانوس على السؤالين قائلاً ل(السوداني) إنه يتوقع الخطوة الأمريكية بترفيع التمثيل الدبلوماسي بنهاية الستة أشهر الخاصة بالرفع المؤقت للعقوبات الاقتصادية، لكنه لم يستبعد أن تكون هناك رسالة صريحة أو ضمنية للخطوة الأمريكية إلا أنه يقول إنه لا يتصور أن الدبلوماسية أو الإدارة الأمريكية الجديدة ستتخذ خطوة مثل هذه لأنها إن فعلت سترسل إشارة للخرطوم مفادها أن الأمريكيين مقتنعون وراضون عنها وهذا (كرم غير معهود) من الإدارات الأمريكية في تعاملها مع السودان. ويرى فانوس أن ما يؤكد ذلك أنه ليس هناك إلى الآن جهة رسمية سودانية أو أمريكية أو عبر سفارتها بالخرطوم أكدت صحة النبأ الذي قال إنه في حال حدوثه وأصبح القائم بالأعمال سفيراً سيكون ذلك خطوة كبيرة في طريق تطبيع العلاقات. الخرطومواشنطن.. أهم المحطات 1910م زار الرئيس الأمريكي الأسبق "تيدور روزفلت" السودان قبل أن ينال استقلاله. 1954: أرسلت الولاياتالمتحدة أول مبعوث لها في السودان لمراقبة الانتخابات السودانية. 1969-1971 علاقة سيئة بين نظام نميري وأمريكا بسببه التوجه الاشتراكي لنميري. 1971م: غير نميري توجهه من المعسكر الشرقي إلى الغربي واقترب من المعسكر الغربي. 1973م: اُغتيل السفير الأمريكي ونائبه في الخرطوم على يد جماعة أيلول الأسود الفلسطينية. 1988م: تم تطبيق أول عقوبات أمريكية على السودان نتيجة لتراكم المتأخرات وعدم سداد الديون. 1989م: الولاياتالمتحدة تستعمل المادة 13 من الدستور الأمريكي وتفرض عقوبات على السودان بسبب الانقلاب العسكري. 1993م: صنفت الولاياتالمتحدة السودان من بين الدول الراعية للإرهاب. 1996 م: واشنطن تغلق سفارتها في الخرطوم ونقل العاملين بها إلى نيروبي. 1997م: أصدرت واشنطن حظراً تجارياً على الأراضي السودانية وتجميد الأصول الإجمالية. 2001م: عينت واشنطن مبعوثاً لها في السودان لدفع عملية السلام في السودان. 2005م: تمثيل أمريكي عالي المستوى في حفل توقيع اتفاق السلام الشامل. 2008م: استئناف الحوار بين الجانبين. 2015م: حوار جديد يقوده مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم غندور. 2017م يناير: الولاياتالمتحدة ترفع جزئياً العقوبات عن السودان. فبراير 2017م: أمريكا تعين ملحقاً عسكرياً في الخرطوم. يوليو 2017 ......؟