نفط جنوب السودان سيعاود الضخ خلال ثلاثة أشهر ليصل إلى 200 ألف برميل ثم يرتفع هذا الرقم رويدا رويدا ليعود للمعدلات الطبيعية لما قبل الإغلاق 320 ألف برميل. وربما يصل إلى 500 ألف برميل بحلول 2014 إذا كانت هنالك إكتشافات جديدة. وهذا يعني أن حكومة السودان سيكون لديها مبلغ 2 – 5 مليون دولار يوميا على الطاولة مع (شاي الصباح) وسبب ترددي ما بين 2-5 هو تداخل الأرقام ما بين نصيب المعالجة ونصيب التعويضات وغير ذلك من الخلط (المتعمد وغير المتعمد) ... دعونا نبني على الأقل وهو 2 مليون دولار صافية دون أي خصومات ..! هذا المبلغ ... هل سيذهب للزراعة والتصنيع الزراعي والغذائي ومشاريع الثروة الحيوانية وتحسين السلالات و.... أم سيذهب للبذخ السياسي كما قال الأستاذ على عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية ... أم سيضيع مع (الإسترخاء) كما قال السيد رئيس الجمهورية بنفسه في حواره مع الشروق والنيل الأزرق في الإجابة على سؤال حول فترة (نيفاشا) الإنتقالية التي كان السودان يكسب 12 مليون دولار يوميا؟! بالمناسبة موضوع نفط الجنوب مهدد بإندلاع أي صراعات في الجنوب وهو سيناريو بشع ومؤلم ولكن التجارب عودتنا على توقع البشاعات والآلام في أفريقيا. أما التصدير عبر الشمال فهو مهدد بعد أن تأكد قيام الخط الشرقي عبر كينيا. نعم صحيح سيختلف السيناريو بسبب إكتشاف النفط في شمال غرب كينيا وفي توركانا بإعتبار أن الخط سيكون مملوكا لكينيا وشركة بريطانية وليس حكومة الجنوب ولكنه في النهاية سيكون خيارا بديلا لحكومة الجنوب. هل من غرائب الصدف أن يخرج البترول الكيني في مارس 2012 بعد توقيع مذكرة تفاهم بين جوبا ونيروبي في يناير 2012؟! أم أن (نظرية المؤامرة) لديها رأي آخر؟! بعد ان ظهرت ضرورة لدى الدول الغربية لخروج نفط الجنوب من معادلة الشمال لا بد من الجدية في الأمر .... ولهذا فكت الشركات الشفرة وخرج النفط الكيني للعيان ليعصف بإنفراد الشمال بالجنوب وليعصف بآمال الجنوب في ملكية الخط لأن من يملك النفط والميناء لديه المقدرة على بناء الخط منفردا وبعد ذلك يستمتع برسوم العبور من الدول الحبيسة ... جنوب السودان ويوغندا ورواندا ... ومن مصلحة الدول الغربية أن يهرب الجنوب من الشمال ليقع في أحضان كينيا لا أن يمتلك شرايينها النفطية. من جهة أخرى لقد تم إكتشاف النفط في يوغندا منذ العام 2006 ولكن الخام ثقيل ... ثقيل جدا ويحتاج إلى مزجه بالنفط القادم من الجنوب ... ومن جهة ثالثة هنالك دلائل على وجود النفط في رواندا ... كما أن الأوغادين مليئة بالنفط وإثيوبيا راغبة في الدخول في الخط الكيني البريطاني. خط الشمال مهدد أيضا بمشروع آخر طموح جدا وهو التكرير داخل الجنوب وبيع الوقود لدول الجوار ... وهذا الأمر يحتاج لأمن وإستقرار ولكنه يحقق أرباحا مذهلة تغطي تكلفة الحماية ...! هذه ال 2 مليون دولار مهددة بالزوال ... رجاءا تجنبوا البذخ والإسترخاء!