دوافع الجريمة ما زالت سراً غامضاً، وسيزداد فضول معرفته بعد اكتمال التحريات. فقد تمكنت الشرطة أخيراً من فك طلاسم قصة اختفاء مدير إدارة التشغيل بوزارة التخطيط العمراني مسؤول السقيا في مشروع التشجير بمدينة بورتسودان حمد عثمان خضر المشهور بحمد باراوي بعد أن راجت قصة اختفائه منذ عام وشغلت الرأي العام المحلي بولاية البحر الأحمر لكونه شخصية محورية في المشروعات التنموية. وكان قاسم مشتركاً في العديد من المناشط والفعاليات حيث تداولت منتديات المدينة ورواد مقاهيها وأنديتها ودورها وناشطو مواقع التواصل الاجتماعي قصة اختفاء حمد بروايات متعددة ومختلفة حتى تقدم شقيقه الأصغر بتقييد بلاغ لدى الشرطة باختفاء أخيه حمد. تجميع خيوط الجريمة الشرطة بدأت تحرياتها الأولية التي أشارت بما لا يدع مجالاً للشك إلى أن هواتف الرجل قيد الخدمة وأن شخصاً غريباً يُرسل رسائل تطمينية إلى ذويه عبر رسائل sms وعبر تطبيقات (الواتساب). بعد ذلك عكفت الشرطة بالتنسيق مع هيئة الاتصالات على مراقبة تفاعلات الهاتف وتحديد الأماكن التي تبث منها الرسائل حتى اكتشفت الحقيقة المؤلمة، وهي أن الشرائح المفقودة توجد داخل منزله. على إثر ذلك شكلت الشرطة تيماً للرصد والمتابعة وأكملت إجراءات التفتيش المباغت للمنزل والذي أسفر عن العثور على شرائح أرقام المفقود حمد باراوي وتم على الفور التحفظ على زوجته وبعض من ذويها وهي ابنة عمه وله منها ثلاثة أطفال ولدان وبنت، وسبق أن قام بتطليقها وإرجاعها لاحقاً، وأن شقيق المرحوم حمد متزوج من شقيقتها الأخرى. خيوط الاتهام بدأت تشير إلى الزوجة والتي أنكرت الاتهام جملة وتفصيلاً، لمدة تجاوزت الستة أشهر وفي هذه الفترة بذلت الشرطة جهوداً مكثفة في فك طلاسم القضية عبر إجراء جملة تحريات لكثير من العناصر المشتبه بها، وتم التحفظ على عدد من ذوي الزوجة لإجراءات التحري وإطلاق سراحهم لاحقاً بجانب تكثيف الجهود في التحري حيث تم ترفيع درجة التحري بتشكيل مدير شرطة الولاية اللواء عثمان حسن عثمان ولجنة برئاسة مدير الجنايات العميد شرطة د.عمر عبد القادر والمقدم شرطة عبد الرحيم محمدين والنقيب شرطة محمد أبو فاطمة من المباحث المركزية وعضوية آخرين للإشراف على التحري ورفع درجة التقصي ومضاعفة الجهود لفك طلاسم الجريمة والحصول على مزيد من المعلومات. اعتراف القاتلة كللت الجهود بالنجاح وذلك باعتراف الجانية بقتله وإلقائه في خزان مياه بمنزل مجاور لمسكنهم. مصادر (السوداني) أكدت أن المنزل المهجور هو عبارة عن قطعة أرض تقع قبالة منزل والدة المرحوم وهو الملاصق لمنزله بحي ديم النور مربع (2) كان قد اشتراه المرحوم حمد للجانية إكراما لها وسجل الأوراق باسمها، وما درى أن هذا قبره الأول الذي سيمكث فيه حولاً كاملاً قبل أن تكتشفه السلطات وتسير بقصته الركبان وتنشط بموته أنامل رواد المواقع الإلكترونية ووسائط الاتصال بمختلف اتجاهاتها. ما إن اعترفت السيدة الأربعينية بقتل زوجها حتى شرعت الشرطة في إجراءات نبش الجثمان من مسرح الجريمة وإحالته لمشرحة بورتسودان منتصف ليلة مساء أول أمس وسط تدافع كبير من سكان مدينة بورتسودان من الأهل والمعارف والمتعاطفين، بجانب حضور رسمي كبير تقدمه والي البحر الأحمر بالإنابة اللواء مصطفى محمد نور وأعضاء حكومته ورئيس مجلس الولاية التشريعي أحمد همد وعدد كبير من أعضاء وقيادات المجلس. حضر الجميع حتى الساعات الأولى من فجر أمس الأحد ثم لاحقا تم دفن رفاة المرحوم ظهر أمس الأحد بمقابر السكة الحديد وسط حضور غفير من سكان المدينة، وبعد انتهاء مراسم الدفن سجل الوالي بالإنابة وأسرة المرحوم ورئيس المجلس التشريعي صوت شكر للشرطة على جهودها الكبيرة في حل لغز شغل بال الكثيرين من الذين عرفوا المرحوم في العمل العام وفي المساجد وحلقات الذكر وفعل الخيرات. مدير شرطة الولاية وعد الصحفيين بعقد مؤتمر صحفي فور انتهاء التحري لإماطة اللثام عن تفاصيل الواقعة ولإحاطة الرأي العام بحقيقة ما جرى للمرحوم حمد باراوي.