* يبدو أن السيد رئيس المجلس السيادي البرهان قد سئم من أحاديث الحرية والتغيير الكثيرة حول المحكمة الجنائية وأراد أن يقول فيها قولا واضحا وكذلك الحال بالنسبة للمحابس التي تطاولت على السجناء السياسيين من دون محاكمات إضافة إلى وجود الجيش في اليمن وحتى لا يبدو الأمر خارجا عن سيطرته أو حتى لا يخرج عن سيطرته أكثر من ذلك فعلا لا قولا. وقال البرهان كلمته للتاريخ وهو باقٍ كرجل دولة يعرف مسؤوليته في الحاضر والمستقبل ويعرف متى ينطق ومتى يتحرك، فلقد جاء الرجل للسلطة من موقع المفتش العام للجيش ! * نائب البرهان في المجلس السيادي الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، لم يظهر من بعد الجولة الأخيرة لمفاوضات السلام في جوبا في منبر عام، ولم يُسمع له تصريح رسمي اللهم إلا بعض تسريبات غير رسمية واحدة أمام بعض منسوبيه في قوات الدعم السريع وثانية من جلسة خاصة مع بعض ممثلي لجان المقاومة بالخرطوم، وكل ما سُرِّب عن القائد حميدتي لا يبشر بخير! *واضح – فوق عجز حكومة الفترة الانتقالية – أن هناك قلة ثقة بين مكوناتها وضعفا في الاتفاق على الملفات العامة مع مهددات الاستمرار والاستقرار التي تكتنف المرحلة كلها. * الفريق أول حميدتي وبعد أن قام ببعض الأعمال المهمة الفترة الماضية من خلال دعم متضرري السيول والأمطار، وفك الاشتباك بين النوبة والبني عامر في بورتسودان ومحاولة معالجة مشكلة المواصلات في الخرطوم يبدو أنه آثر الانسحاب بعد عدم استحسان قوى الحرية والتغيير لهذه الأدوار ليترك لها ولحكومتها حق حلول المشاكل العامة إن هي استطاعت! * لم تركن قوى الحرية والتغيير لتصريحات الفريق أول البرهان وواجهتها بعنف لفظي بائن وصل حد التحدي والسخرية والاستفزاز، ولم تحفظ المسافة بينها وبين قائد قوات الدعم السريع حتى بعد خروجه من بعض ميادين العمل العام، فجاءت تصريحات وزير التجارة بضرورة مراجعة الاستثمار في جبل عامر حيث الأعمال التابعة لقوات الدعم السريع، واحتفاء نشطاء (قحت) بالتقرير الأمني حول وجود قوات تابعة لحميدتي في ليبيا، والتلويح المستمر بتقرير لجنة المحامي نبيل أديب حول فض الاعتصام، والذي قال في إشارة لا تخفى دلالتها إنهم قد يستدعون للتحقيق شخصيات على مستوى عالٍ في السلطة ! * نجحت (قحت) من قبل، مستفيدة من زخم الاعتصام في حمل الفريق أول ابن عوف والفريق أول كمال عبد المعروف على التنحي، وأجبرت المجلس العسكري -وقتها- على عملية إحلال وإبدال في عضويته، ولكن السؤال: هل تستطيع (قحت) اليوم فعل ذات الشيء مع البرهان وحميدتي؟! * ربما استطاعت (قحت) إثارة الملفات المتعلقة بقيادة المكون العسكري في المجلس السيادي، خاصة فيما يختص بفض الاعتصام سواء جاء ذكرهم في تقرير لجنة المحامي نبيل أديب أو لا، ولكن إلى أي مدى من هذا الشوط يمكن أن تمضي (قحت)؟ * أيا كان مدى وعدد الخطوات التي سوف تسيرها قحت على طريق مضايقة المكون العسكري في المجلس السيادي، فإنها سوف تدفع به -في الآخر- للمواجهة مستعينا بقوى سياسية معروفة وربما قوى إقليمية ودولية أيضا. * إن قحت التي خسرت الرضا الشعبي في آخر استطلاع على أداء حكومتها، قامت به قناة الجزيرة وقحت التي صرح الأستاذ وجدي صالح وهو أحد قادتها عن عدم رضاهم عنها كتحالف سياسي وقحت التي لم تكسب ثقة المجتمع الدولي والإقليمي، سوف تخسر حربها مع البرهان وحميدتي.