الشيخ درويش رسالة المسجد.. وما أغفلته إتفاقيات الجنوب..! مازالت مؤسسة المسجد في السودان تحتاج إلى المزيد من الجهد والاهتمام حتى يؤدي المسجد رسالته المنوطة به على أكمل وجه.. إذ لا يكفي أن يؤدي الناس صلواتهم في دقائق خاطفة يدخلون ويخرجون دون أن يشاركوا في أي دور يرتقي بخدمات المسجد الثقافية والاجتماعية والريادية وحتى الاقتصادية. وأقل ما يمكن أن تقدمه الجهات المسؤولة وعلى رأسها هيئات الشؤون الدينية والأوقاف والتوجيه وتنمية المجتمع أن تصدر مجلة شهرية فاعلة تُعنى برسالة المسجد ويشارك في تحريرها نخبة من العلماء والمتخصصين المسلمين في مختلف المجالات.. وأن يشتمل كل عدد على موضوع رئيس في شكل دراسة أو بحث يستهدف خدمة بعينها من خلال التقصي الجاد وتقديم البدائل والمقررات العملية.. وقد كان لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة – مثلاً – وبإسم المجلس الأعلى العالمي للمساجد مجلة شهرية إسمها (رسالة المسجد) وكان رئيس تحريرها في الثمانينيات والتسعينيات الصديق الدكتور الصحفي إبراهيم الدعيلج ونخبة من المحررين الممتهنين وليس الموظفين.. وكان تحريرها يغطي إحتياجات المؤسسة المسجدية وقضاياها على نطاق العالم والأقليات الإسلامية على وجه الخصوص. والحقيقة أنني لم أشاهد بعد مجلة كهذه تصدرها الجهات المعنية بالسودان.. وإن لم تكن موجودة فالواجب أن تصدر شهرياً لتغطي فعاليات وزارة التنمية الإجتماعية والتوجيه ونشاطات الأوقاف والحج والعمرة وإلى آخره من مثل هذه المسائل فيجد فيها القاريء ضالته من فتاوى وإرشادات وقوانين ولوائح في ما يخص مثلا مجلس الدعوة وتنظيم أعمال المساجد وشروط التصديق لإقامة المساجد والإشراف عليها وصناديق المساجد وتكوين اللجان وإجتماعاتها وحلها وإستئناف قراراتها وسقوط عضويتها وشروط العضوية وإختصاصات اللجان وكيفية إختيار الأئمة والمؤذنين وإلى آخره مما يساعد المواطن ويوضح أمامه الصورة للتعامل مع مؤسسته المسجدية ليكون فيها عضواً فاعلاً.. وحسب متابعتي فقد كانت فترة الأخ الأستاذ هاشم هارون أحمد الوزير السابق للشؤون الإجتماعية والثقافية ورئيس مجلس أمناء الدعوة بولاية الخرطوم كانت ثرة وزاخرة بالدراسات والنشرات والهيكلة واللوائح وإلى آخره من حراك يصب في تأسيس المؤسسة المسجدية.. ولكن كل ذلك ربما يكون قد تبعثر بين ملفات (البوكس فايل) والأرفف أو انها خزنت وحفظت دون أن تتسع دائرة توزيعها كما تتوزع المجلة بين الأيدي وأمام الأعين في مختلف المواقع فيعلق على موضوعاتها هذا ويشارك في التحرير ذاك وفوق كل ذلك تنداح الدائرة التثقيفية إلى آفاق أرحب بين الناس.. أما أن تصدر نشرات حسب التساهيل والمواسم الدعائية مثل (سنابل الخير) التي لم أرها إلا مرة واحدة.. أو غيرها من المطبقات فإن ذلك يكون كما نقول (تحصيل حاصل) فالأولى والأجدى أن يكون لوزارة تُعنى بالمساجد مجلة شهرية أو دورية فصلية منتظمة خاصة برسالة المسجد.. وسوى ذلك.. فسوف يكون الجهد – مهما كان – منقوصاً ومتخلفاً وعقيماً. ألا يرى ولاة الأمر بأننا متخلفون مثلاً في مسألة الوقف الإسلامي؟ ألم تقف (ساعته)عند أوقاف قديمة مازلنا ننتفع من استثماراتها؟ فالوقف في الإسلام تعددت أغراضه وتنوعت أهدافه وانتقل من الصعيد الديني إلى الصعيد المجتمعي وهذا ما يجعل فاعلي الخير – إن أحسوا بالصدق والثقة – يسعون لتلبيتها من خلال الأوقاف. فالوقف له وجهته الاقتصادية طويلة الأمد التي تقوم على مبدأ خدمة المجتمع.. وهذا ما سبقنا به ما يعرف اليوم بمؤسسات المجتمع المدني. فلماذا لا تكون مثل هذه المجلة المنتظمة الصدور لتحمل في طياتها ما يثقف المسلم حول مفهوم وفقه الوقف بما يجعله يشارك بفاعلية لتحقيق أهداف الوقف وتطويره في مجتمع إسلامي معاصر..؟! فنحن الآن لم نعد نرى من بيننا من يوقف أرضاً أو مالاً أو عقاراً كما كان الأمر في السابق إلا ما ندر.. وأما أن نتحدث عن إحياء شعيرة الوقف في نشرات محدودة فهذا أمر قاصر وقاصر جداً.. إعلانات الصغار: شركات الإتصال تتسابق هذه الأيام في إستخدام الأطفال الصغار في دعاياتها.. فهل يا ترى فكرت في تداعيات هذا الإستخدام من وجهاته التربوية؟ هل نريد لصغارنا التعلق بالهاتف وإدمان الحديث عبره؟ بل ما شأن الأطفال بتكلفة المحادثات بالثانية أو بالساعة؟ وماذا لو كبر هؤلاء الأطفال وتقدموا بمقاضاة من إستغلوهم في مثل هذه الدعايات دون (وعي منهم) وقد أصبح أحدهم رئيساً أو مسؤولاً كبيراً وإكتشف أن مثل ذلك الوضع (الدعائي) ما كان يجب أن (يمرر) في حقه وهو يخطو نحو الزعامة أو القيادة وأن ذاك الماضي يجعله في أقل من مكانته؟!!! يعني من صغره بتاع دعايات!!. سودانيات: كان يتحدث بشوق وحسرة عن زمن (الجرورة) من الكنتين ودفتر الحساب والدين وتسجيل الأرقام بالفحم على الحائط حتى أفاقه صاحبه بقوله: أصحى يا خينا.. نحن النهار دا جارين الزمن ذاته.. يعني جارين ساعة من كل يوم.. وبعد كدا أحسب وعد. وأما المسؤول الذي تفاجأ بالخريف عندما زنقته الجماهير والمياه تغمر الأرض قالها بحماس: والله يا ناس نحن بنعمل كل سنة بجهل كبير.. ثم إستدرك قائلاً: بجهد كبير.. ومن (الإيقاعية) الإذاعية إليكم ما سمعته (فعلاً) قبل فترة مضت: دا لحن جديد لسه ما إتسمع.. من ألحاني وكلمات (....) وأقدمه عيدية وياريت يعجب الجمهور السوداني.. صحاني صوتك وإنتِ واقفة في الطريق.. تطفي في الحريق وأنا أبل الريق بالريق.. (ونسى صاحبنا أن يقول اليتبلبل يعوم عشان يبقى غريق..). خرطوم بالاس: حديث الأخ والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر ومعتمدها جنابو أبو أحمد النمر عن إفراغ وسط الخرطوم من المواقف.. وكذا إفراغ شارع الحوادث من العيادات.. هذا الحديث لو إستحال إلى واقع ملموس فسوف يقود الخرطوم إلى نجوميتها لتصبح خرطوم بالاس بصحيح.. البلاوي والمحن: إن لم يف المانحون بما تعهدوا به فسوف يصبحوا في نظرنا (منّاحين ساكت) وهذا هو حال أصحاب الظروف الإقتصادية السيئة أو ما يسمى economic down terms وكلنا في شرقنا الحبيب نضع آمالاً عراضاً في مآلات (مؤتمرات) تنمية الشرق.. وقد كنا مثلاً نسمع عن تفجير الطاقات.. وبالفعل تتفجر طاقاتنا حتى تزروها الرياح.. وصدق فناننا الشرقي في أيام حكم الرئيس النميري عندما خاطب الرئيس قائلاً وهو يعزف بربابته: (اللواء النميري أوو مزلوم أنسفها).. ويقصد (أنصف المظلوم).. وهكذا ظل النسف للمظلوم دون الظالم.. مورنقا: كلما خرجت من مسجد بحري الكبير بعد صلاة الجمعة من الباب الشمالي وجدت ذلك الرجل الذي يجيد الترويج لبضاعته بصورة تحسده عليها كليات الإدارة والتسويق وإعلانات الإتصالات.. فهو يعلن مثلاً عن دواء في كيس صغير يعالج كل شيء.. وكل سخونة في الجسم إلا سخونة الجيب.. ويتحداك أن لم (ينفعك تعال الجمعة الجاية في المحل دا وقول للناس ديل الدواء دا ما نفعني).. والحقيقة وطيلة سنوات مضت لم أشاهد أو أسمع من يأتي ويقول: (الدواء نفعني أو أذاني).. وهذا ما جعل ظريف المدينة يعلق قائلاً: (يمكن الناس ديل بينقرضوا وبالتالي ما في حد بيجي..). وما يؤلمني حقاً كيف نسمح بهكذا أشياء في عصر العلوم والتطور التقني في العلاج والإستشفاء.. فأنا شخصياً أعرف من إستعمل مثل هذه (الأكياس) وهو شاب في مقتبل العمر فأصيب بالفشل الكلوي.. وهكذا نحن هذه الأيام نجتر الحديث عن (سحر) المورنقا كالببغاوات حتى هلك بسببها من هلك من مرضى السكري الذين تناولوها في شراهة.. وإن كنا نسخر من البائع أعلاه فأيضاً المورنقا أحق بهذه السخرية إن كانت تعالج ثلاثمائة مرض كما يدعي البعض عبر أجهزة الإعلام..! ربما كانت بلسماً لداء واحد أو إثنين.. وأما أن تكون إكسيراً للحياة فهذا ما لا يقبله عقل وإلا أغلقت الصيدليات.. ولم يعد والي الخرطوم في حاجة لإصدار قرارات بإفراغ شارع الحوادث من تكدس الأطباء..! مش؟!. وحتى تعم الفائدة راجعوا حديث الشيخ عبد العزيز طيفور بجريدة الإنتباهة في 29/9/2012م والذي أكد أنها تحتوي على مجموعة فيتامينات وأملاح معدنية فقط ليس إلا.. وأن ما أثير حولها زوبعة ساكت ومجرد سوق شمس لا ضوابط له.. وأفضل منها البرسيم والبقدونس وأضيف أنا الكزبرة كمان. كمبيوتر وضرائب وكمبردج: أطفالنا.. وصبية وشباب اليوم لا يقبلون بالكمبيوتر بديلاً إلا بالكمبيوتر وعائلته.. وهذا ما ينطبق على السكة حديد التي ليس لها من بديل في النقل (كثافة وتكلفة يسيرة وأماناً).. والشكر لأخي الأستاذ نجيب نور الدين الذي وثق لها في برنامج الموجة 60 وبالتالي فإن أي مدرسة أساس حكومية أو خاصة ليس بها معمل كمبيوتر يتيح لكل طلبة الصف بالجلوس فيه قولوا لهم ولها عليكم السلام.. ولا تخدعونا وتخدعوا أنفسكم.. وقبل أن تهجم الضرائب بأسلحتها ومسمياتها المختلفة هذه الأيام شطر المدارس الخاصة (ضريبة أرباح أعمال.. ضريبة كذا وكذا) فالواجب أن تكون هذه الهجمة من وزارة التربية للتأكد من توفير هذه الأساسيات العصرية وإلا أتت بها من عندها وخصمت المبلغ عنوة وإقتداراً كما تفعل في جبايتها لرسوم الإثنين بالمائة من رسوم كل طالب.. وبلا قانون يخول لها هذا الأخذ الذي لا يقابله أي عطاء!. وبمناسبة الضرائب هناك حوارات ومذكرات وإجتماعات تدور هذه الأيام بين وزارات وهيئات وإتحادات التربية والمالية والضرائب وإتحاد المدارس الخاصة لحسم أمر الضرائب التي فرضت بكثافة على التعليم الخاص.. وإن شاء الله سوف نتابع ذلك في الأسابيع القادمة.. وحتى ذلك الحين أحيلكم إلى ما كتبه الأخ الدكتور صلاح عبد العزيز المدير العام لمدارس كمبردج في نشرتهم الأخيرة لشهر سبتمبر 2012م الذي لم يكترث بهذه الجبايات لأن المدارس كل المدارس سوف تغلق أبوابها.. برافو دكتور صلاح.. وكلنا معك في الكفاح.. قضية الجنوب: قال الشيخ علي عبدالرحمن الأمين الضرير – عليه رحمة الله – في ما معناه عندما كنت قاضياً في ملكال وكلما جلست في العصريات أمام منزلي تحدثت إلى بعض المارة وتآنست معهم.. ولا تمر لحظات حتى يشهروا إسلامهم.. لأنهم على الفطرة.. ولا يحتاجون إلى أكثر من التوجيه والتوحيد.. وبالرجوع إلى تاريخ الخدمة المدنية في الجنوب بما فيها النظامية ومنذ الإستقلال فلم نر ونلمس من خدام هذه الإدارة سواء من الشماليين أو الجنوبيين من قدَّم الجديد والمفيد للإرتقاء بالوضع في الجنوب (وكله كان في إطار يا أستاذ بالقزاز وفي الجنوب ما فيش ممتاز).. وفي الشمال لم يحفل الناس بكسب أبناء الجنوب في القرى والمدن للدراسة والإنصهار في المجتمع الكبير.. ومازلت أقول أن الحل الأمثل هو في التعليم والتعليم العام والخلاوي على وجه الخصوص.. إذن ألزموا المعتمدين والعمد والمشايخ وإدارات التعليم في كل أنحاء القطر بإيواء عدد أصابع اليد الواحدة في كل موقع من أبناء الجنوب للدراسة كلما تقدموا لنا طالبين هذه الخدمة خلال الحريات الأربع أو عبر المسارب.. وبعدها شوفوا!! فالمسألة ليست فقط في البترول والتجارة وجمع الفلوس.. بل أن كل ذلك سيأتي بقدر أوفر إن كان التعليم في مقدمة الأولويات.. ولسه ما فات شيء.. ما زالوا (يحنون) ويتعشمون ويأملون في حضننا لهم..!!. وأنا شخصياً ومن موقعي في هذا المجال أعلن عن إلتزامي بهذا العدد في كل صف أساس وثانوي مع الإيواء والكساء والطعام وتذاكر السفر.. جات متأخرة؟ لا.. صبراً جميلاً. درس: في أمسية الأربعاء قبل الماضية وبعد صلاة العشاء بجامع بحري الكبير وقف الشاب الطالب اليمني صاحب (المسلسل إياه أيام هجليج) لينبههم عن مواصلته غداً الخميس بعد صلاة المغرب (درسه) الذي إنقطع منذ بداية رمضان وهكذا كل خميس.. وأنا بدوري أعينه إعلامياً.. وأتساءل وأتمنى إن كان المواطن والطالب السوداني في تعز أو صنعاء بإمكانه أن يفعل ذات الشيء في جامع المدينة الكبير ولا يسأله أحد..! ليتهم يفعلون!.. بل أين شبابنا من أمثاله؟! أجابني أحدهم بأن شبابنا خجول وما عنده شجاعة أدبية ولا أقول قوة عين.. يا زوول ما تضحك: الفتاة العاقلة هذه الأيام توفر بعضاً من حق فطور العريس لتقدمه للمحامي الذي سيضمن لها الطلاق. وهناك من إشترى لزوجته سيارة أحدث موديل ثم أعادها في نفس اليوم لأنه إكتشف أن شبابيكها على الشارع. وبمناسبة (ما يحدث الآن) فإن رجلاً كريماً تزوج فتاة كريمة فأنجبا ولداً أهدوه للجيران (وهل هناك أكرم منا مع الجيران؟.. عمالة وأرض وبترول؟). واحد وعد إبنه إن نجح في الإمتحان فسوف يأتي له بمدرس خصوصي. واحد بلع نصف حبة منوم فنام بعين واحدة. ويا زوول ما تضرب!!.