(العمل هنا يمضي بشكل طبيعي كما ترون)، بتلك العبارة بدأ مسؤول رفيع بإدارة الميناء وهو يتحدث للصحفيين في طوافهم على الميناء الجنوبي الذي تربض فيها البواخر بعلاماتها العالمية البارزة ولم ينس المسؤول أن يؤكد على استمرار العمل في خطوط الميناء كافة، وقال إن ما حدث كان زيادة في الضغط على الميناء بوصول البواخر الكبيرة، مما أدى إلى زيادة فترة التفريغ من (42) ساعة إلى (90) فضلاً عن زيادة في الصادر والورادت إلى البلاد، وقال إن نسبة الصادر زادت بنسبة (35%) والواردات بنسبة (10%) مما استدعى توسعة الميناء لمواجهة حجم الصادرات إلى الإمارات والصين من سمسم وبرسيم وجلود بإقامة كشف جمركي في أي مكان بالميناء بجانب الاستعانة بمساحات جديدة للحاويات بمساحة (150 X 150) متراً كانت تتبع لجهة أخرى في وقت سابق مؤكدا زيادة ورديات العمل في حاويات سوبا إلى ورديتين، وأضاف: "الوضع بالميناء عادي ولا توجد مشكلة". لافتاً إلى وصول (16) ألف حاوية في الفترة الأخيرة تم سحب (12) ألفاً منها. وعن مستوى النقل تابع المسؤول بوصفه بالممتاز جداً. وأوضح المسؤول أن الميناء الشهر الماضي استقبل أكثر من (20) باخرة كبيرة، وبحسب قوله يضم الميناء (4) مرابط يستغرق التفريغ والشحن فيها (22) ساعة، فيما يستغرق ذلك في الموانئ المجاورة في المنطقة (22) ساعة، وعزا التأخير في العمل إلى استخدام كرينات موديلات قديمة صناعة 2012م. وقال المسؤول إن إدارة الميناء تبذل مجهوداً خارقاً فوق طاقتها وإن المسؤولين يرابطون (24) ساعة داخل الميناء، مقراً بأن الميناء تواجهه بعض المشكلات مثل الصادرات غير المطابقة للمواصفات، وأكد أنه بالتعاون مع الشركات والوكلاء يجري حلها بسحب الحاويات من الميناء. ويرى الناطق الرسمي باسم غرفة الترحيلات الملاحية عماد الدين مأمون أن شكاوى المستوردين بالميناء تحتاج لورشة عمل، وعزا ذلك إلى الحصار الاقتصادي على البلاد، وقال: "أحياناً المخلص يكون مسددا للرسوم، لكن يحدث تأخير في الإجراءات البنكية مما يؤدي بدوره لتأخير التخليص"، وقال: "ينبغى ألا تبقى الباخرة في الميناء أكثر من (72) ساعة حتى لا تتسبب في أي تكدس". وأشار إلى أن (90%) من المشكلات تتعلق بالورق والإجراءات مما يؤدي إلى دفع السودان رسوم أرضيات طائلة للشركات العالمية للموانئ، ودعا إلى تفريغ الحاويات في مخازن خارج الميناء وإرجاع الحاويات أيضاً للحد من دفع رسوم أرضيات للوصول إلى (زيرو) في رسوم الأرضيات. وطالب عماد مأمون الحكومة بإصدار قرار سريع يقضي بسحب أية حاوية استمر بقاؤها في الميناء (15) ساعة إلى المنطقة الحرة وتفريغها بجانب تطبيق قانون الموانئ الذي ينص على أنه إذا استمرت البضاعة (90) يوما تباع في الدلالة وإذا كانت تالفة تباد. ونفى الناطق الرسمي باسم اتحاد الترحيلات البحرية توقف خط كوسكو، واعتبر الأمر مجرد شائعة، موضحا أن الخطاب صادر من وكيل يدعى (علي رضا) وهو وكيل جديد لكوسوكو، وأشار إلى أنه ربما موجه للوكلاء بجدة، وأضاف: "الشركة لم ترسل لأي وكيل بالسودان خطابا بوقوف الخط أو أي وكلاء بالعالم" . (كوسكو) تتحدث فيما أكدت شركة كوسكو عبر وكيلها الرسمي شركة أوشن للملاحة في خطاب موجه إلى غرفة التوكيلات الملاحية، بأن (كوسكو) يعمل بصورة منتظمة مع بقية الخطوط التي تتمثل في CMA.EMC.APL.OOCL.COSLOوتملك تلك الخطوط خط سير مجدول حتى نهاية العام. واعتبر المدير العام لهيئة الموانئ البحرية جلال شلية، ما تم تداوله بشأن هروب الخطوط العالمية من ميناء بورتسودان غير صحيح إلا أنه عاد، وأكد وجود بعض المشكلات بسبب زيادة حجم السفن بالميناء وكميات البضائع الواردة وربط بعض المشكلات بارتفاع درجات الحرارة في الفترة من مطلع يونيو التي تستمر حتى نهاية أغسطس.. وتابع شلية: "في شهر يونيو الماضي كان التيار الكهربائي غير منتظم"، كاشفا عن طلبهم من وزارة الكهرباء توفير الاحتياجات للميناء أو إبلاغهم بزمن قدره نصف ساعة قبيل القطوعات واستدرك: "لكنها لم تبلغنا بالقطوعات ولم يلتزموا بتوفير التيار بصورة منتظمة"، موضحاً أن الميناء يملك (6) ماكينات تعمل بالطاقة الحرارية كل واحدة تستهلك نحو (6.5) ميقاواط لكن القطوعات المتكررة انعكست على أداء الميناء بصورة ملفتة وصار التفريغ للبواخر الكبرى يستغرق (6) أيام بدلا عن ثلاثة أيام، وأرجع أيضا التكدس بالميناء الجنوبي إلى أعطال عربات النقل الخاصة بالحاويات. ويمضي شلية قائلا: "لمعالجة الوضع لجأنا لاتحاد أصحاب العمل لتوفير ناقلات للحاويات لكنهم طلبوا مبلغ (700) جنيه نظير نقل الحاوية الواحدة بينما الكلفة الحقيقة لذلك (100) جنيه فقط كما اشترط اتحاد أصحاب العمل نقل كل عربة لعدد (40) حاوية، واصفا ذلك بغير المعقول . التكدس مرة أخرى ولم يستبعد شلية حدوث تكدس في الحاويات بالميناء قبل عيد الأضحى المقبل، وكذلك في حال تم رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان في شهر أكتوبر المقبل. غير أنه عاد إلى القول إن الأزمة التي حدثت موسمية لا أكثر. وبشأن الخطاب الصادر عن خطوط كوسكو الملاحية والذي تم تداوله يقول شلية: "لم يتم إخطارنا رسمياً"، وهدد بمقاضاة أي جهة تقول ذلك.