د.صديق مساعد هو الصديق المقّرب لأسرة المهدي وأبنائه كما تربطه علاقة شخصية وودية إلى حد كبير بمنصور خالد، قال في حديثه ل(السوداني) إن الرجلين تربطهما علاقات شخصية حميمة وأسرية متميزة وأنهما يلتقيان بالمناسبات العامة والخاصة ويتبادلان الحديث بصورة عادية وما يحمد للمهدي أنه رجل لا يربط الخلافات السياسية والفكرية بالعلاقات الأسرية والتواصل الاجتماعي. وأضاف مساعد أن الإمام ومنصور ينحدران من أصل أم درماني وهما أبناء جيل واحد كما أرجع الحساسية الكبيرة في مواقفهم إلى الندية والمنافسة، وأوضح أن منصور رجل مفكر عظيم ورقم سياسي لا يمكن تجاوزه وبذات القدر المهدى، واستدرك مساعد "منصور شخص يمتلك رؤية عقائدية ثابتة تتخالف مع منظومة أفكار المهدي السياسية وربما مع الإخوان المسلمين ومع جميع أطياف اللون السياسي"، مضيفا أن منصور شخص عاصر كل الحِقب السياسية وهو رجل أكاديمي مثقف ومفكر لا يشق له غبار وأن حزب الأمة كان حاضراً في المسيرة السياسية وهذا هو مربط الفرس. غير أن مدير مكتب الإمام، محمد زكي، يذهب في حديثه ل(السوداني) إلى أن الصادق المهدي لا يخلط الخلافات الفكرية والعقائدية مع الروابط الشخصية والتواصل الإنساني، مؤكدا أنهما يلتقيان بصورة عادية وفي أوقات متباعدة ويتناقشان بصورة طبيعية وعادية، رغم الاختلاف الفكري بينهما. ولم ينسَ زكي أن يشير إلى أن الإمام الصادق ود.منصور خالد يلتقيان في عدد من الدول خارجيا، ويحاولان أن لا يُظهرا خلافاتهما للعلن، معتبرا أن الثقافة العالية ومؤهلاتهما الفكرية تؤديان دوراً في ذلك. يناقش ويناوش قبل عامين وجه المهدي في حوار بصحيفة حريات، أصابع الاتهام لخالد بقوله إن الرجل كتب عنه روايات غير صحيحة تحمل عبارات قاسية ضده وطائفة الأنصار بمعلومات مختلفة عن تاريخه ومواقفة، بينما كانت تعليقات خالد حاضرة عن اتهامات المهدي وذلك في حديثه مع الإعلامي العربي سامي الكليب بقناة الجزيرة حيث أشار إلى أن هذا تاريخ يخص الصادق أولا ولا يمكنه تزييف وتلوين التاريخ وأنه يحترم الصادق كمفكر وكرجل جاد وأنه يقصد بالجدية جدية التعامل مع القضايا حيث هناك كثير من السياسيين يجدون أن السياسة بالنسبة إليهم "فهلوة وخطابات" مضيفاً أنه لا يتعامل مع المهدي على طريقة أن ما بينهما حرب شخصية موضحاً أنه إلتقى معه في اجتماعات كثيرة كان آخرها اجتماع تبادلا فيه بعض العبارات وصلت لدرجة التلفظ بعبارات غير كريمة. منصور أكد في حديث سابق له على قناة الشروق الفضائية أنه لا توجد قطيعة بينه والصادق على الصعيد الشخصي كما أن العلاقات مستمرة لافتا إلى أن الصادق يناقش لكنه يناقش ويناوش في ذات الوقت، وأن لديه علاقات طيبة مع كل أفراد أسرته، ودائما ما يكون للمهدي حساسية فيما يكتبه عنه كما أن مواقف الصادق جميعها مواقف حزبية حتى في قضايا الوطن الكبرى وبصورة كبيرة حيث لا يعطي مجالا لأن تكون حادا في الرد عليه. وفي منبر آخر، تحدث خالد لموقع اسكاي نيوز الإخباري أن مكان حزب الأمة لا يزال شاغراً في صفوف التجمع بالساحة السياسية، ولم يفته أن يفتح باب المقارنة المزمنة بينه وبين المهدي مشيراً إلى أن الأخير يعاني من مشكلة حقيقية تكمن في إصراره على تولي دور "الألفة" أي عريف الفصل، واصفا أنه شخص "مأساوي" رغم مقدراته العالية على التعبير، غير أنه يضيف ملاحظة اعتبرها البعض مهمة، أنه على الرغم من دراسته وثقافته العالية إلا أنه يعاني من صراع داخلي بين "أكسفورد والجزيرة أبا" – المكانين اللذين درس فيهما – ويحملان تناقضات فكرية، ويضيف منصور "الصادق يفترض نفسه سيد العارفين ولا يقبل بوجود شخص يحمل رأياً آخر بجانبه"، ويعتبر أنهم صبروا على تصرفاته المزعجة داخل التجمع لأنهم كانوا في حاجة إليه. ضلَّلَ قرنق في حديث جديد ظهر خلال الأيام القليلة الماضية كان مع وكالة الأنباء السودانية قال المهدي: "اليسار كان يظن أن قرنق بمثابة البلدوزر (لكنس) الإسلام من الحياة السياسية وهنالك كثير من الشخصيات التي شاركت في الأنظمة الشمولية أصبحت ناقمة على منصور كما رفض توصيف الرجل للنخب السياسة بأنها فاشلة"، مؤكداً أن النخب السودانية هي الأفضل في المحيط العربي والإفريقي وحققت استقلالاً كامل الدسم ومكتمل الأركان وأنها وضعت أساسا للنظام الديمقراطي. وأضاف المهدي أن منصور يعاني وضعاً نفسياً مما آلت إليه الأوضاع في الجنوب ولدى مواطني الجنوب، الذين كانوا يقولون إن هنالك جماعة علمانية سودانية فكرتها طرد الإسلام من الساحة السياسية السودانية. ويشير الصادق في تقارير إعلامية سابقة إلى أن منصور ضلل المرحوم قرن واشترك في أن يفهم قرنق أن بإمكانه أن يحكم السودان وعلى الجميع الاستعداد بأن يأتي شخص مسيحي. ويضيف الصادق: "بدا طموح قرنق يكبر وأدى منصور خالد دوراً كبيراً في التأثير عليه بأن يسلك الطريق الخطأ"، ويشير إلى أن منصور من مدرسة تنادي بطرد الدين من سياسة الأنصار أو الإخوان المسلمين. عقلية أركان نقاش وربما يتجلى ميول مساعد بالوقوف إلى جانب منصور خالد حيث قال: "هو شخص عمل على توثيق تاريخ الحِقب السياسة السودانية واعتمد على وجهة نظره وأفكاره وعقائده لكنه لا يميل إلى تحريف المعلومات أو تزييفها وكل حزب ينال انتقادا يُعتقد أن منصور يقصد شخصياته". وبحسب مساعد، فإن منصور عندما كتب كتاب (الفجر الكاذب والوعد الحق) هاجمه الإخوان المسلمون بطريقة عدوانية وعملوا على الحد من نشر الكتاب بالبلاد، وهنا تكمن المشكلة في عقلية السياسيين السودانيين التي لم تستطع التخلص من عقلية أركان النقاش في التعبير عن آرائها على حد وصف الرجل والذي أضاف بكتاب منصور (النخب السودانية وإدمان الفشل) هناك تعميم فكري منطقي لكل الحقب السياسية حيث أشار إلى أن منصور رجل قوي المواقف لكن البلاد لم تستفد منه ومن عمقه في تفسير الديمقراطية كما أن طول الزمن لم يستطع أن يُنسي الرجلين تلك الخلافات لأنها فكرية عقائدية كما أن مشكلة منصور تكمن في أنه شخص جريء ويغلب عليه الطابع القانوني، لكن على الرجلين أن يتحليا بالتسامح ويسموان بخلافاتهما ليتجاوزا مرحلة التوتر والاحتداد.