"ميتا" تهدد بوقف خدمات فيسبوك وإنستغرام في أكبر دولة إفريقية    بورتسودان وأهلها والمطار بخير    المريخ في لقاء الثأر أمام إنتر نواكشوط    قباني يقود المقدمة الحمراء    المريخ يفتقد خدمات الثنائي أمام الانتر    مليشيا الدعم السريع هي مليشيا إرهابية من أعلى قيادتها حتى آخر جندي    ضربات جوية ليلية مباغتة على مطار نيالا وأهداف أخرى داخل المدينة    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    منظمة حقوقية: الدعم السريع تقتل 300 مدني في النهود بينهم نساء وأطفال وتمنع المواطنين من النزوح وتنهب الأسواق ومخازن الأدوية والمستشفى    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    وزير الثقافة والإعلام يُبشر بفرح الشعب وانتصار إرادة الأمة    عقب ظهور نتيجة الشهادة السودانية: والي ولاية الجزيرة يؤكد التزام الحكومة بدعم التعليم    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تغييرات الولاة.. توقعات واحتمالات (2)
نشر في السوداني يوم 12 - 09 - 2017


أحمد هارون.. احتمال الاستمرار والمُغادرة
يتمتَّع والي شمال كردفان أحمد هارون بنجومية لافتة، ربَّما من خلال طرحه لمشروع النفير الذي تميَّزت به ولايةُ التبلدي، وتقديمه في كُلِّ القوالب بما فيها الرياضي، إلى تحقَّق التقدُّمُ الكبيرُ لفريق هلال الأبيض في المنافسات الإفريقية.
دخل هارون لمواطن شمال كردفان ذي الحسِّ السياسي العالي بمشروع النفير، الذي ركَّز فيه على أهم قضيَّتَيْن شغلتَا مواطن الولاية، وهما المياه والطرق، خاصة الرابط بين بارا وجبرة الشيخ وأم درمان. أصبحت الولاية محطَّ أنظار الجميع من خلال تنفيذ هارون مشروعات عدَّة بدأها بإضفاء ملمحٍ جماليٍّ جديدٍ على المدينة.
من كروت قوة هارون، صلته الوثيقة بقيادات متنفذة على المستوى الاتحادي وعمله في مواقع مُهمَّة بالمركز، مما مكَّنه من حلِّ كثيرٍ من المشكلات بولايته كما أنه بارعٌ في خلق شعبية له خارج نطاق حزبه – المؤتمر الوطني – لكن بالمقابل يُعتبر ذلك خصماً على حساب الوطني حيث ظلَّ هارون محلَّ اتهام كونه يُهمِّش حزبه وكذلك حكومته ولعل هذا ما يجعل أموال النفير يكتنفها بعض الغموض، وعدم وضوح أوجه صرفها. التحدي الذي يُجابه هارون هو رفعه سقوف طموحات مواطني ولايته مما يُصعِّب مُهمَّته حال استمرَّ في منصبه، فضلاً عن كلفة دعم النفير التي قد تجعل المواطن يتضجَّر من الرَّجل.
مغادرة هارون للولاية واردة وبشكلٍ كبيرٍ خاصةً في ظلِّ الهمس الدائر عن تصعيده في مواقع قيادية أو الدفع به والياً لولاية غنية؛ فحال تم ترفيعه عقب 2020، فهذا يستدعي سحبه الآن من الولاية وتهيئته لمرحلة ما بعد الانتخابات. وقد يتحمَّسُ المركز لسحب هارون من الأبيض بدواعي سد ثغرة أكثر أهمية من شمال كردفان.
عيسى آدم.. تكافؤ فرص المغادرة والبقاء
يدير والي جنوب كردفان اللواء عيسى آدم ولاية معقدة، وذات أوضاع شائكة، ولا يزال مستقبلها غامضاً في ظلِّ وجود تمرد وإن كان قد انحسر وحوصر. مكامن قوة عيسى استفادته من وجوده في المؤسسة الأمنية، وتسخير خبرته العسكرية للتعامل مع أوضاع الولاية سياسياً، فلم يَرْتَدِ عيسى يوماً البزَّة العسكرية، وظلَّ لسانُ حاله يتحدَّث عن السلام لا الحرب، مما هيَّأ مواطني الولاية للسلام.
قام عيسى بحزمة أمور خلقت استقراراً بالولاية لأول مرَّة منذ الحرب الأخيرة في يونيو 2010، وهي كسرُ حائط التخوين الذي كان مُشيَّداً حال تواصل مواطنين مع ذويهم في التمرُّد، وقد سمح عيسى للمواطنين بالتواصل مع المتمردين لدرجة أن الأخيرين كانوا يأتون لمشاهدة مباريات هلال كادوقلي في الدوري الممتاز وحضور حفلات غنائية لفنانين كبار حيث جعل عيسى السلام الاجتماعي مدخلاً لتنمية غير مسبوقة تشهدها المحليات أبرزها الكهرباء والمياه. كما نجح عيسى في منح الإدارة الأهلية مكانتها بدعمها ومضاعفة رواتبها مما ساعده في استتباب الأمن وتوحيد صف مكونات الولاية. وقد أفلح أبكر في تغيير الصورة الذهنية للولاية من ولاية حرب إلى ولاية تنمية وسياحة واستثمار، ربما أن مُهمَّته الأولى كانت عند تكليفه ببسط الأمن والذي تحقَّق بدليل بحضور رئيس الجمهورية لمهرجان الاستثمار والتسوق الأخير.
خبرة عيسى الأمنية مكَّنته من ضبط الخدمة المدنية وضبط المُرتَّبات، وتحديد أولويات الصرف بعد أن كانت الولاية مثقلةً بالديون. قرائن الأحوال تشير إلى بقاء عيسى في موقعه رغم محاولات البعض الدفع به وزيراً للمعادن في الحكومة الأخيرة. أيضاً من الأسباب التي تدفع الحكومة للتمسك بعيسى والياً إعلانه أكثر من مرة استعداده للتنازل عن منصبه مهراً للسلام، وهذا يعني أنه لن يكون مبعث قلق حال تم التوصل لتسوية سياسية مع عبد العزيز الحلو ورفاقه في التمرد.
أنس عمر.. هل بلغ به التعب مداه؟
ما من والٍ تمكن منه الرهق مثل أنس عمر والي شرق دارفور، الذي ظلَّ ومنذ توليه منصبه يُخْمِدُ الحرائق التي لم تنطفئ، رغم هدوء الأحوال بالولاية لأول مرة منذ خروجها من رحم ولاية جنوب دارفور في مايو من العام 2011م. وقد استنزفت الصراعات القبلية خاصة بين المعاليا والرزيقات طاقة أنس وجهد حكومته؛ ومع ذلك وظف أنس خبرته الأمنية والتنظيمية ونجح في إحداث تنمية بالولاية، لم تكن مطلوبة منه بكُلِّ حال. ومضى إلى ما لم يكن متوقعاً منه وهو تخصيص 60% من موازنة حكومته للتعليم، فأحد أسباب تفشي الصراع القبلي انتشار الأمية.
يكاد يكون أنس بنى الولاية من جديد والتي تفتقر للبنيات التحتية ومقار الوزارات وبيوت المسؤولين، وبنهاية العام المقبل ستكون شرق دارفور مثلها والولايات المتقدمة.
مصدر قوة أنس صرامته وعفة يده وقدرته الهائلة على الحركة وإحداث حراك، بالإضافة إلى شخصيته العسكرية باعتباره ضابط أمن ومجاهداً في صفوف الدفاع الشعبي مع وضعية الولاية كولاية حدودية. أما نقاط ضغف أنس فهي استمراره في إدارة حكومته بوزراء من خارج الولاية وإن أثبتت التجربة نجاحها؛ لكن مع ذلك فالمُرجَّح مغادرة أنس للولاية إذ إنه لن يستطيع إنجاز أكثر مما أنجزه وقد بلغ به التعب ما بلغ.
ميرغني صالح.. في (...) هذه الحالة سيُغادر منصبه تغييرات الولاة.. توقعات واحتمالات (2)
أسامة عبد الماجد
شغل الحوارُ الوطنيُّ المؤتمرَ الوطنيَّ إلى حدٍّ كبير في الفترة السابقة. واستنزف طاقاته وجهد مؤسساته من التبشير به إلى الترويج والتعريف بمخرجاته؛ وإن كانت المُهمَّة بشأنه لم تقتصر على الحزب الحاكم. ومع مرور الوقت بدأ الحديث عن انتخابات 2020 يطفو على السطح. ويُعتبر الوُلاة بمثابة جسر عبور المؤتمر الوطني إلى الضفة الأخرى من نهر الانتخابات، حيث تستدعي حزمة من العوامل إجراء جرحٍ وتعديلٍ وسطهم تماشياً مع مطلوبات المرحلة.
أحمد هارون.. احتمال الاستمرار والمُغادرة
يتمتَّع والي شمال كردفان أحمد هارون بنجومية لافتة، ربَّما من خلال طرحه لمشروع النفير الذي تميَّزت به ولايةُ التبلدي، وتقديمه في كُلِّ القوالب بما فيها الرياضي، إلى تحقَّق التقدُّمُ الكبيرُ لفريق هلال الأبيض في المنافسات الإفريقية.
دخل هارون لمواطن شمال كردفان ذي الحسِّ السياسي العالي بمشروع النفير، الذي ركَّز فيه على أهم قضيَّتَيْن شغلتَا مواطن الولاية، وهما المياه والطرق، خاصة الرابط بين بارا وجبرة الشيخ وأم درمان. أصبحت الولاية محطَّ أنظار الجميع من خلال تنفيذ هارون مشروعات عدَّة بدأها بإضفاء ملمحٍ جماليٍّ جديدٍ على المدينة.
من كروت قوة هارون، صلته الوثيقة بقيادات متنفذة على المستوى الاتحادي وعمله في مواقع مُهمَّة بالمركز، مما مكَّنه من حلِّ كثيرٍ من المشكلات بولايته كما أنه بارعٌ في خلق شعبية له خارج نطاق حزبه – المؤتمر الوطني – لكن بالمقابل يُعتبر ذلك خصماً على حساب الوطني حيث ظلَّ هارون محلَّ اتهام كونه يُهمِّش حزبه وكذلك حكومته ولعل هذا ما يجعل أموال النفير يكتنفها بعض الغموض، وعدم وضوح أوجه صرفها. التحدي الذي يُجابه هارون هو رفعه سقوف طموحات مواطني ولايته مما يُصعِّب مُهمَّته حال استمرَّ في منصبه، فضلاً عن كلفة دعم النفير التي قد تجعل المواطن يتضجَّر من الرَّجل.
مغادرة هارون للولاية واردة وبشكلٍ كبيرٍ خاصةً في ظلِّ الهمس الدائر عن تصعيده في مواقع قيادية أو الدفع به والياً لولاية غنية؛ فحال تم ترفيعه عقب 2020، فهذا يستدعي سحبه الآن من الولاية وتهيئته لمرحلة ما بعد الانتخابات. وقد يتحمَّسُ المركز لسحب هارون من الأبيض بدواعي سد ثغرة أكثر أهمية من شمال كردفان.
عيسى آدم.. تكافؤ فرص المغادرة والبقاء
يدير والي جنوب كردفان اللواء عيسى آدم ولاية معقدة، وذات أوضاع شائكة، ولا يزال مستقبلها غامضاً في ظلِّ وجود تمرد وإن كان قد انحسر وحوصر. مكامن قوة عيسى استفادته من وجوده في المؤسسة الأمنية، وتسخير خبرته العسكرية للتعامل مع أوضاع الولاية سياسياً، فلم يَرْتَدِ عيسى يوماً البزَّة العسكرية، وظلَّ لسانُ حاله يتحدَّث عن السلام لا الحرب، مما هيَّأ مواطني الولاية للسلام.
قام عيسى بحزمة أمور خلقت استقراراً بالولاية لأول مرَّة منذ الحرب الأخيرة في يونيو 2010، وهي كسرُ حائط التخوين الذي كان مُشيَّداً حال تواصل مواطنين مع ذويهم في التمرُّد، وقد سمح عيسى للمواطنين بالتواصل مع المتمردين لدرجة أن الأخيرين كانوا يأتون لمشاهدة مباريات هلال كادوقلي في الدوري الممتاز وحضور حفلات غنائية لفنانين كبار حيث جعل عيسى السلام الاجتماعي مدخلاً لتنمية غير مسبوقة تشهدها المحليات أبرزها الكهرباء والمياه. كما نجح عيسى في منح الإدارة الأهلية مكانتها بدعمها ومضاعفة رواتبها مما ساعده في استتباب الأمن وتوحيد صف مكونات الولاية. وقد أفلح أبكر في تغيير الصورة الذهنية للولاية من ولاية حرب إلى ولاية تنمية وسياحة واستثمار، ربما أن مُهمَّته الأولى كانت عند تكليفه ببسط الأمن والذي تحقَّق بدليل بحضور رئيس الجمهورية لمهرجان الاستثمار والتسوق الأخير.
خبرة عيسى الأمنية مكَّنته من ضبط الخدمة المدنية وضبط المُرتَّبات، وتحديد أولويات الصرف بعد أن كانت الولاية مثقلةً بالديون. قرائن الأحوال تشير إلى بقاء عيسى في موقعه رغم محاولات البعض الدفع به وزيراً للمعادن في الحكومة الأخيرة. أيضاً من الأسباب التي تدفع الحكومة للتمسك بعيسى والياً إعلانه أكثر من مرة استعداده للتنازل عن منصبه مهراً للسلام، وهذا يعني أنه لن يكون مبعث قلق حال تم التوصل لتسوية سياسية مع عبد العزيز الحلو ورفاقه في التمرد.
أنس عمر.. هل بلغ به التعب مداه؟
ما من والٍ تمكن منه الرهق مثل أنس عمر والي شرق دارفور، الذي ظلَّ ومنذ توليه منصبه يُخْمِدُ الحرائق التي لم تنطفئ، رغم هدوء الأحوال بالولاية لأول مرة منذ خروجها من رحم ولاية جنوب دارفور في مايو من العام 2011م. وقد استنزفت الصراعات القبلية خاصة بين المعاليا والرزيقات طاقة أنس وجهد حكومته؛ ومع ذلك وظف أنس خبرته الأمنية والتنظيمية ونجح في إحداث تنمية بالولاية، لم تكن مطلوبة منه بكُلِّ حال. ومضى إلى ما لم يكن متوقعاً منه وهو تخصيص 60% من موازنة حكومته للتعليم، فأحد أسباب تفشي الصراع القبلي انتشار الأمية.
يكاد يكون أنس بنى الولاية من جديد والتي تفتقر للبنيات التحتية ومقار الوزارات وبيوت المسؤولين، وبنهاية العام المقبل ستكون شرق دارفور مثلها والولايات المتقدمة.
مصدر قوة أنس صرامته وعفة يده وقدرته الهائلة على الحركة وإحداث حراك، بالإضافة إلى شخصيته العسكرية باعتباره ضابط أمن ومجاهداً في صفوف الدفاع الشعبي مع وضعية الولاية كولاية حدودية. أما نقاط ضغف أنس فهي استمراره في إدارة حكومته بوزراء من خارج الولاية وإن أثبتت التجربة نجاحها؛ لكن مع ذلك فالمُرجَّح مغادرة أنس للولاية إذ إنه لن يستطيع إنجاز أكثر مما أنجزه وقد بلغ به التعب ما بلغ.
ميرغني صالح.. في (...) هذه الحالة سيُغادر منصبه
القضارف: محمد كبوشية
ميرغني صالح سيد أحمد والي القضارف وجد تأييداً شعبياً في الأوساط السياسية والاجتماعية في بداية تعيينه والياً على القضارف، وربما كان مردُّ ذلك خطاب صالح الأول والذي خاطب فيه أشواق وقضايا وأحلام مواطن الولاية من تشييد للطرق وتوصيل للمياه وتنمية واستقرار الشريط الحدودي، وقد كانت فترة العامين الأولى للرجل شهدت حركةً دوؤبةً ودعماً سياسياً من قِبَلِ المركز بزيارة النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن بكري حسن صالح للقضارف مرتين وزيارة نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن لذات الغرض وأغراض أخرى مما شكَّل رأياً عاماً وسط الشارع بأن الرجل مدعوم بقوة من المركز.
ميرغني صالح كان صريحاً وواضحاً في حواره مع (السوداني)، أنه سيعود يوماً ما للولاية الشمالية في إشارة واضحة وهمس ازداد انتشاراً هذه الأيام بأن صالح زاهدٌ في السلطة وأنه ينتظر اكتمال تنفيذ مشروع شبكة مياه القضارف، والتي تُعتبر أكبر شبكة مياه في البلاد والعمل في طريق الحواتة المفازة الفاو، وبعدها سيُغادر دون أن يُطلب منه ذلك، ومن المعلوم أن صالح قادم من ولاية حكمها رئيساً للمجلس التشريعي ووالياً قبل أن يعفيه رئيس الجمهورية بعد خلافات شهيرة شهدتها الولاية الشمالية.
المُتابع للحراك السياسي بالقضارف يجد أن صالح نجح في إخماد وقطع دابر التيارات المتصارعة داخل حزب المؤتمر الوطني وعاد الهدوء للحزب الذي كان متناحراً ما بين مجموعات معلومة تسعى للسيطرة عليه، فأدخلهم الرجل كلهم داخل أمانات الحزب وصاروا الآن جسماً واحداً وإن كان التململ يبدو واضحاً في أحاديثهم بأن صالح بعيد عن الاهتمام بشؤون الحزب وبرامجه.
بقاء أو ذهاب ميرغني صالح أصبح مرتبطاً بتنفيذ مشروع مياه القضارف، وقد أعلنها في نفرة دعم تنفيذ مشروع مياه القضارف النائب الأول للرئيس بقوله: (ميرغني صالح ده قاعد يا ناس القضارف)، وذلك عندما علت الأصوات مطالبة بذلك بعد إشاعات قوية سرت عن الاتجاه لتغيير بعض الولاة بالبلاد، وإن كان هنالك بعض الأصوات ترى أن ميرغني صالح لم يُحقِّق شيئاً وأن مشروع مياه القضارف يُواجه مشكلات مالية وهندسية، وأن طريق الحواتة المفازة الفاو، تم تدشين العمل به قبل الخريف ولم تبدأ الشركة عملها فيه بعد، بالإضافة لمعاناة المهجرين وعدم تنفيذ المعابر.

العوض.. جرد حساب
الخرطوم: شهدي نادر
بالتعمُّق في السيرة الذاتية التي يحملها والي الولاية الشمالية علي العوض، يجد أنها سيرة تتطابق مع متطلبات ولاية زراعية في المقام الأول، لكنه منذ وطأة أقدامه لأرض النخيل والرمال تتحرك من تحته بفعل الصراع السياسي الذي يدور رحاه في ولايته، والذي عجز في بدايته في أن يعالجه.
العوض عمل على إعادة ترتيب وضع سياسي معقد باستيعاب مجمل الرؤى السياسية في إطار الحكومات التي يقوم بتشكيلها خصوصاً الحكومة الأخيرة، مما أسهم في إعادة الهدوء المطلوب للتفرغ عبر المؤسسات التنفيذية والتشريعية لتحقيق تطلعات مواطن الشمال بوقوفه على مسافة واحدة من كل الأحزاب.
العوض بعبوره لمطبات المعارك السياسية، جنح للنظر في أسِّ ما يقعد بولاية تذخر بإمكانيات من الممكن أن تسد بها ظمأ الخزانة العامة للدولة، حيث شرع في كهربة المشاريع الزراعية لدفع العجلة الإنتاجية التي تنشدها الدولة على أعلى المستويات ما تكلل بإتمام كهربة (500) مشروع زراعي، فضلاً عن مواصلة العمل في كهربة مشاريع زراعية أخرى على أرض الولاية.
لكن على الضفة الأخرى هناك بعض السلبيات التي يتحدَّث بها البعض بأن مشاريع النهضة شملت محليات دون الأخرى التي تطالب بنصيبها من التنمية، مثل محلية دلقو التي تعاني من سوء الخدمات وعلى رأسها الطرق، فضلاً عن وادي حلفا الذي يعاني مواطنه من تنامي التعدين الأهلي في الوادي واستخدام السيانيد المادة في مصنع للتعدين بقرية صواردة ما أدى إلى احتكاكات كثيرة بين أهالي المحلية ومُلّاك المصنع، وهو ما حسبه البعض على حكومة العوض التي لم تتحرك بالسرعة المطلوبة لتلبية مطلب أهالي حلفا الناقمين كذلك جراء افتتاح معبر أرقين على الضفة الغربية دون وجود رابط له مع الضفة الشرقية، ما عدوه إلحاق ضرر بهم استناداً على الخدمات التي يقدمها الأهالي للعابرين الذين ستخف أقدامُهم بعد افتتاح المعبر الجديد عن المنطقة الغربية التي كانت مقصد المسافرين من مصر وإليها.
:::


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.