أصل الحكاية أن محامياً تقدم بعريضة أمام نيابة الكلاكلة نيابة عن مجموعة من المحامين المحتسبين، حملت في فحواها أن (مزمل فقيري) أساء إلى النبي صلى الله عليه وسلم في محاضرة ألقاها وسط طلاب الداخلية. بالفعل دونت النيابة بلاغاً تحت المادة 126 ق ج المتعلقة بالردة وقام المحامي الشاكي بإحضار شاهد اتهام وأحضر فلاشاً يحوى مواد ومقاطع فيديوهات قدمها كمستندات اتهام ضد الرجل، وأُحيل الملف إلى قسم شرطة الكلاكلة والتي قيدت الإجراءات، وبعد أن تم التحري مع المحامي الشاكي والشاهد والاحتفاظ بالفلاش كمستند اتهام تم تحرير أمر قبض في مواجهة المتهم، حيث أوصت النيابة بالقبض عليه وإطلاق سراحه بالضمان عقب أخذ أقواله. ظلت الشرطة تبحث عن المتهم إلى أن تحصلت على رقم هاتفه ولم يكن يعثر له على موقع بسبب تكرار سفره إلى الولايات، وفور العثور على هاتفه أجرت شرطة قسم الكلاكلة اتصالاً هاتفياً الخميس الماضي بالمتهم والذي أبلغ الشرطة بأنه مريض ووعد بالحضور إلى قسم الشرطة يوم الأحد وبالفعل حضر يوم أمس الأول الأحد إلى قسم الشرطة وتم أخذ اقواله في يومية التحري. تراجع واعتذار لم ينكر (فقيري) التهم التي نُسِبَتْ إليه إلا أنه فاجأ التحري بأنه اعتذر عما قاله وأحضر معه مستندات تثبت اعتذاره في مقاطع فيديو منتشرة باليوتيوب، وأفاد في أقواله بأن ما قاله كان في وقت مضى وأنه عاد لذات المجموعة من الطلاب الذين ألقى إليهم المحاضرة واعتذر عما قاله، فور أخذ أقواله قامت الشرطة بإطلاق سراحه حسبما أوصت النيابة بالضمان العادي. ولفتت مصادر شرطية إلى أن الملف عقب إكمال التحريات فيه ستتم احالته للمحكمة للفصل فيه. تراجع يقول مزمل فقيري في مقطع فيديو نشره باليوتيوب وأعلن فيه تراجعه عما قاله إنه لم يكن يقصد سوى إيصال الفهم للطلاب بأسهل العبارات المتداولة بينهم. وأوضح فقيري في سياق اعتذاره أنه لم يكن يعلم المعنى الحقيقي لتلك العبارة وأنه حينما علم معناها الحقيقي أدرك مدى إساءته للرسول صلى الله عليه وسلم. ليست الأولى يقول مصدر قانوني - فضل حجب اسمه - أن فقيري سبق وأن أدلى بمحاضرة أخرى أساء خلالها لبعض صحابة رسول الله ووصفهم بالجهل والابتداع الأمر الذي اعتبره تطاولاً على الصحابة. وأضاف ذات المصدر أن الرجل سبق وأن أطلق تصريحات كفَّر فيها الصوفية والشيخ البرعي، كما أنه هاجم عددا من العلماء أمثال عبد الحي يوسف وفي ذات يوم وفاة د.عبد الله الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي السابق أطلق الرجل تصريحات وصف فيها الترابي بالكفر، وأضاف المصدر أنه وقتها كاد يتسبب في أزمة بينه وبين عناصر حزب الشعبي ما أدى لتقدمهم بشكوى أمام السلطات الأمنية، موضحاً أنه وقتها صدر قرار بإخلاء مسجد الحرمين الذي اتخذه فقيري وأتباعه نقطة انطلاق لهم، وأمرت السلطات بإخلائه بالقوة الجبرية ما أدى لاصطدامات وقتها وشغب سيطرت عليه الشرطة آنذاك. الخطيب المعروف محمد مصطفى عبد القادر سبق أن أطلق تصريحات إبان محاضرة تم نشرها على صفحات اليوتيوب تحدث خلالها عن (مزمل فقيري) وتناول فيه تاريخه ووصفه ب(العصبجي) ووصفه محمد مصطفى بالجهل في محاضرته المسجلة باليوتيوب، وقال إن الرجل انضم لجماعة أنصار السنة جناح (الإصلاح) في وقت قريب وأنه كان يطمح لاعتلاء منصب قيادي – حسب قوله - بجماعة أنصار السنة، لافتاً إلى أن (فقيري) قاد عملية اقتحام المركز العام لجماعة أنصار السنة المحمدية وألقى القبض وقتها على عناصر الجماعة أثناء وجودهم بمكاتبهم بالمركز العام، ووقتها أصبح كادراً كبيراً بسبب قيادته للاقتحام ومن ثم بدأ الرجل في تكوين جماعة خاصة به.