ذكر بيان من المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأمريكية هيثر ناورت أن قرار إلغاء العقوبات سيسري اعتباراً من الثاني عشر من أكتوبر الجاري، مشيراً إلى أن القرار جاء في أعقاب جهد دبلوماسي استمر لمدة ستة عشر شهراً أحرز خلاله السودان تقدماً في هذه المجالات الرئيسية. وقال البيان إن القرار جاء عقب التشاور مع وزير الخزانة و مديري المخابرات الوطنية، و الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (المعونة الأمريكية)، وأن وزير الخارجية الأمريكي سينشر إشعاراً في السجل الفيدرالي بعد أن قام بتقديم تقرير إلى الرئيس بشأن الإجراءات الإيجابية التي اتخذتها حكومة السودان أثناء فترة الإبلاغ المقررة خلال الأشهر التسعة الماضية والتى أسهمت فى موافقة الإدارة الأمريكية برفع العقوبات. واشنطن بوست ذكرت صحيفة (واشنطن بوست) إن السودان بدأ فى معالجة المخاوف بشأن مكافحة الإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان ضد المدنيين في إقليم دارفور، ويأتي قرار رفع العقوبات وإنهاء الحصار الاقتصادي المفروض على السودان بعد خطوة إدارة ترامب في إزالة اسم السودان من قائمة الدول التي يمنع رعاياها من دخول الولاياتالمتحدة وكان السودان البلد الوحيد الذي أزيل اسمه من قائمة الحظر. وتقول (واشنطن بوست) إن القرار أغفل عقوبات أخرى في الوقت الحاضر إلى جانب إبقائه على العقوبات المفروضة على الأفراد الذين صدرت بحقهم أوامر اعتقال تتعلق بجرائم مرتكبة أثناء النزاع بدارفور –على حد زعمها - فضلاًً عن عدم إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وهو ما سعت الحكومة السودانية لحله وقدمت من الدلائل ما يمكن من إزالة السودان من القائمة إلا أن الولاياتالمتحدة تجري حالياً استعراضاً مستقلاً لهذه المسألة . وقد خففت العقوبات مؤقتاً في يناير الماضي قبل مغادرة الرئيس باراك أوباما منصبه، وفي يوليو، مدد الرئيس ترامب رفع العقوبات لمدة ثلاثة أشهر، ليتم رفعها قبيل الموعد المضروب . السعودية : لفتت (واشنطن بوست) إلى أن المملكة العربية السعودية ،ودول اخرى حثت الولاياتالمتحدةالأمريكية على التخفيف من حدة التوتر على السودان لتشجيعها على الابتعاد عن إيران، وفي السياق يرى مسؤولون أمريكيون أن السودان حقق تقدماً في مكافحة الإرهاب عما كان عليه الحال في أوائل التسعينيات ويقول مسؤولون في السودان إنه منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، يتعاون السودانيون مع المخابرات الأمريكية، في وقت يرى فيه مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية أن الإدارة الأمريكية ستواصل دفع السودان إلى تحقيق مزيد من التقدم بما في ذلك تمهيد الطريق أمام مليونين من المشردين داخلياً الذين فروا من الحرب بإقليم دارفور قبل أكثر من عشر سنوات وتمكينهم من العودة إلى قراهم بسلام، وفى سياق القرار أكدت الولاياتالمتحدة استمرار جهودها لتحسين العلاقات الثنائية مع السودان ورهنت أي تطبيع آخر للعلاقات باستمرار تقدم حكومة السودان في المجالات الخمسة المذكورة . سلمان أول المهنئين تلقى رئيس الجمهورية المشير عمر البشير اتصالاً هاتفياً أمس من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هنأه فيه برفع العقوبات المفروضة على الخرطوم من قبل الولاياتالمتحدة بصورة نهائية، وقال خادم الحرمين الشريفين إن الشعب السوداني عانى كثيراً من الحظر وتبعاته، في وقت أعلن فيه الملك سلمان زيادة فرص الاستثمار السعودي بالسودان حتى يستعيد عافيته الاقتصادية، وتلقى البشير أيضاً اتصالات هاتفية من العاهل المغربي والرئيس التونسي والرئيس التشادي، والرئيس اليمني، الرئيس السنغالي، ورئيس جزر القمر، أمير قطر، وأمير الكويت والرئيس الاثيوبي والرئيس الغامبي. المعارضة ترحب : رحبت قوى معارضة سودانية استطلعتها (السوداني) بالقرار الأمريكي برفع العقوبات مطالبة الحكومة باتخاذ مزيد من الإجراءات السياسية والاقتصادية التي تضاعف الاستفادة من الإجراءات الأمريكية. فرحة في الشارع : على صعيد الشارع السوداني ، فقد استقبل المواطنون القرار بفرحة كبيرة لجهة تفاؤله بإمكانية إسهام القرار في تخفيف حدة الغلاء في الأسواق والاستفادة من التقنية الأمريكية وخفض قيمة الدولار في السوق. وطالب مواطنون استطلعتهم السوداني الحكومة بالعمل على الاستفادة من القرار وتوجيهه لصالح المواطن المكتوي بنيران غلاء المعيشة. رجال الأعمال : وفي رد فعل سريع أعلن اتحاد الغرف التجارية عن خطط تستهدف الأسواق المالية العالمية بغرض استقطاب الأموال وتدويرها لدفع التنمية بالبلاد. وكشف الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية د. يس حميدة، أن الخطة تستهدف أسواق المال الإقليمية والعربية والإفريقية والآسيوية والأمريكية وذلك لما لديها من مواعين وفوائض أموال كثيرة جداًً يمكن استقطابها واستخدامها في حركة تنمية البلاد، وفي السياق أكد الأمين العام لاتحاد أصحاب العمل بكري يوسف أن رفع العقوبات سيدعم الاستمرار في التواصل والحوار مع مؤسسات القطاع الخاص الأمريكي خاصة في غرفة التجارة الأمريكية والغرفة العربية الأمريكية. وتوقع بكري أن تشهد نهاية أكتوبر الجاري اتصالات جديدة بين الطرفين. الدولار ينخفض : انخفضت أسعار الدولار أمس فور إعلان قرار رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان ووصل سعر الدولار في السوق الأسود إلى (18.6) جنيه وذلك حتى ساعة صدور الصحيفة، فيما توقع خبراء اقتصاديون انخفاضاً كبيراً في أسعار الدولار خلال الفترة القادمة. وكشف اتحاد أصحاب العمل عن خسائر مالية سببتها الشركات والجهات الوسيطة التي تستغل لتحويل الأموال خارجياً تتراوح مابين (500-700) مليون دولار سنوياً، وأوضح الناطق الرسمي لاتحاد أصحاب العمل أمين عباس ل(السوداني) أن رفع العقوبات له دور كبير فى حل مشكلة التحويلات المالية، مشيراً إلى أن انسياب حركة الأموال والتعامل مع المصارف العالمية سيسهم في تفعيل التجارة الدولية والاستقرار في سعر الصرف دون تأرجح . وفي السياق توقع أمين أمانة السياسات الاستراتيجية بالاتحاد سمير أحمد قاسم، هبوط أسعار الدولار ل(15) جنيهاً ثم إلى أقل من (10) جنيهات عقب تنفيذ حصة الإصلاحات الاقتصادية والتنموية وزيادة الصادرات، مضيفاً أن رفع العقوبات نهائياً سيؤدي إلى انفتاح اقتصادي وتنموي في البلاد خاصة أن فرص الاستثمار هي الأكبر لها بين الدول العربية والإفريقية، بما ينعكس إيجاباً على التضخم والحد من ارتفاع الأسعار وتكلفة المعيشة للمواطن، ثم إيقاف هجرة العقول والكوادر السودانية للخارج . جاهزية البنك المركزي أعلن محافظ البنك المركزي حازم عبدالقادر، جاهزية القطاع المصرفي السوداني لمرحلة ما بعد رفع العقوبات، وأشار حازم إلى أن رفع الحظر يسهل المعاملات المصرفية مع العالم الخارجي ، إلى جانب انسياب وزيادة موارد النقد الأجنبي والاستثمارات الأجنبية بالبلاد، إضافة إلى خفض تكلفة التمويل والمعاملات الخارجية، بما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أن القرار جاء نتاج تضافر الجهود مجتمعة وحنكة وفد التفاوض والدبلوماسية التي قادتها وزارة الخارجية. صمت حكومي : على الرغم من إيجابية القرار الأمريكي إلا أن الحكومة السودانية آثرت عدم التعليق انتظاراً لوصول وزير الخارجية إبراهيم غندور المتوقع عودته فجر اليوم من جنوب إفريقيا والذي من المقرر أن يعقد مؤتمراً صحفياً عند الحادية عشرة من صباح اليوم. مواقع التواصل الاجتماعي : سيطر حدث رفع العقوبات مطلقاً على التداول في وسائط الاتصال الاجتماعي ودار نقاش كثيف على حوائطها حول جدوى القرار، وأعلن الكثيرون ترحيبهم المطلق بالقرار في حين قلل البعض من قيمة القرار لجهة أن تاثيره سيكون محدوداً في الوقت الراهن.