لا يجد المُتابِع كبير عناء في مُلاحظة انتشار أمراض القلب في الآونة الأخيرة بدرجة كبيرة حتى سُميت بأمراض العَصر، وتعدّدت أسباب الإصابة بها، بل وأصبحت تتصدّر قائمة الوفيات بكل بلاد العالم وليس السودان فقط، وبحسب مُختصين، فإنّ التغذية الخَاطئة تُعد واحداً من الأسباب الرئيسية وراء ازدياد نسب الإصابة بأمراض القَلب، فقد أوضح اختصاصيو التغذية أنّ عدم الانتظام في تناول الوجبات وتناول الوجبات الدسمة، يسبب السمنة عند النساء، هذا مع زيادة عدد المُدخِّنين من الرجال والتوتُّر النفسي، أضف الى ذلك الأساليب الخاطئة في تناول الشاي والقهوة والمشروبات الغازية، وتُعد أمراض القلب من الأمراض المُكلّفة جداً، ووصف اختصاصيون واستشاريون نسبة زيادة أمراض القلب بالسودان بأنّها مُخيفةٌ لإصابة أعداد كبيرة من الأعمار دون سن الأربعين، بجانب أمراض السكري والضعط، وطالب الاختصاصيون، المواطنين السودانيين بالإكثار من ممارسة الرياضة والتقليل من الأملاح والإقلاع عن التدخين ومُحاربة السمنة. (.....) هذه هي الأسباب اختصاصي القلب بمستشفى الشعب د. صلاح محمد إبراهيم تَحدَّث ل (السوداني) عن أمراض القلب، وتحديداً الذبحة الصدرية – باعتبارها الأخطر - فقال: هي عبارة عن ألم يضغط أو يعصر على الصدر، ينتج عن (نقص في الإمداد الدموي والأوكسجين الوارد إلى عضلة القلب) أو انسداد وتشنج في الشريان التاجي (الأوعية المُغذية لعضلة القلب) الذي يُغذِّي عضلة القلب وينتشر الألم من الصدر ليشمل منطقة الظهر وما بين الكتفين والأكتاف ليظهر حالة من عدم الارتياح في تلك المنطقة لدى غالبية الناس، وأضاف: هنالك أسباب كثيرة تؤدي الى الذبحات الصدرية منها الضغوط النفسية والزعل وأكل الدهون الذي يؤدي الى زيادة الكولسترول في الجسم وارتفاع ضغط الدم، وتنتج نتيجة زيادة الكولسترول وارتفاع ضغط الدم، إضافةً الى الضغوط النفسية والأمراض المسببة لتصلب الشرايين وأمراض فقر الدم واضطراب النظام القلبي أو قُصُور تلك العضلات ويكون ألماً شديداً مع خطر قليل جداً أو معدوم لعضلة القلب "نوبة قلبية" لأن العلاقة ضعيفة بين شدة الألم ونقص الأوكسجين، ويمكن أن تحدث النوبات القلبية من دون ألم بتاتًا في بعض الأحيان، لكن السبب الرئيسي للذبحة هو الداء القلبي الإكليلي وينتج عنه تصلب في الشرايين القلبية، ويُصاب مريض القلب بذبحة صدرية عندما يقل وصول الدم للقلب نتيجة لأمراض الشرايين أو أمراض متعلقة بالقلب وارتفاع ضغط الدم، وأضاف: أحياناً تحدث لأسباب وراثية مثل اضطراب القلب وعدم انتظام ضرباته لتضخم عضلات القلب "أي توسع في عضلات القلب"، أو لوجود ضيق الشرايين ويزداد الخطر عند كبار السن، وقال انّ المستشفى تأتيها العديد من الحالات يومياً من جميع الفئات العُمرية فوق العشرين عاماً وأصبحت المستشفى تُعاني من قلة الأسِرّة داخل مبنى الحوداث خَاصّةً بعد إغلاق مستشفى الخرطوم التعليمي. صورة قاتمة!! ومن ناحيته، قال استشاري القلب والقسطرة بمستشفى الشعب التعليمي يعقوب مرزوق بمُنتدى الساحة الخضراء للاحتفال باليوم العالمي للقلب – أول أمس - إنّ السودان من أكثر الدول في القارة الأفريقيه إصابةً بأمراض السكري والضغط التي تُؤثِّر سلباً على القلب، وأشار إلى أنّ 8 أمراض تُصيب القلب هي تصلُّب الشرايين، وكهربية القَلب وغيرها، وكشف في حديثه بمُنتدى الساحة الخضراء للاحتفال باليوم العالمي للقلب في وقت متأخر من ليلة أمس الأول عن تكدس وازدحام في حوادث القلب بمستشفى الشعب التعليمي، التي وصلت نسبة التردد اليومي لمرضى القلب إلى (400) مريض يومياً. وأوضح أنّ (60%) من مرضى القلب من خارج ولاية الخرطوم، وأقر بوجود عجز في عدد اختصاصيي أمراض القلب بالسودان، بيد أنه أشار الى أن الخرطوم هي الأفضل بين جميع الولايات من حيث عدد الاختصاصيين والاستشاريين، وأكّد أنّ بعض الولايات لا يُوجد بها اختصاصي أو استشاري أمراض القلب. ومن جانبه، قال اختصاصي أمراض الصدر بمستشفى الشعب التعليمي حسام الدين سليمان، إنّ هنالك ازديادا في عدد المصابين بأمراض القلب عند جميع الفئات العُمرية، وأكد انخفاض عَمليات تهتك صمامات القلب التي كانت مُنتشرة بصورة كبيرة في السابق، ونفى وجود أيّة مشاكل لمريض القلب، بيد أنه أقر بأنّ ارتفاع عدد المُصابين والتردُّد اليومي من أكبر المشاكل التي تُواجه العاملين في المستشفى، مُنوِّهاً الى أنّ التردُّد اليومي لمستشفى الشعب التعليمي يتراوح بين (400 – 700) مريض يومياً. ثلاثة أنواع ولتخصيص الحديث، عاد د. صلاح محمد إبراهيم ليقول ل(السوداني): إنّ الذبحات تنقسم إلى ثلاثة أنواع (الذبحة الصدرية المُستقرة، وغير المُستقرة وذبحة مُتغيِّرة "برنزميتال")، ويُمكن أن تأخذ عدّة أشكال وعلامات عند ظهورها، فهي ليست مرضاً بحد ذاتها مثلها مثل بقية الأعراض المرضية "الحمى وألم المفاصل" تنبِّه لوجود مرض في شرايين القلب، مما يصعب على أطباء القلب أن يجزموا بالإثبات أو النفي تحديد ألمها ونوعها، لأنّها نذيرٌ لوجود حالة مَرضية لا يُمكن إهمالها أو التهاون معها، ويجب التعامل بحذرٍ حتى تثبت الفُحوصات غير ذلك، وأضاف: المستشفى يتردّد عليها أكثر من (300) مريض أعمارهم في أواخر العشرينات الى فوق الثمانين عاماً (30 – 40) منهم يعانون من أزمات قلبية (15 – 20) يُصابون بالذبحة القلبية يتوفى منهم (2 – 3) يومياً، مؤكِّداً أنّ هنالك طرقاً مُتعدِّدة لعلاج الذبحات والقسطرة تعتبر من العمليات الأكثر شُيوعاً لفتح الشرايين المسدودة أو إجراء جراحة التفافية باستخدام وعاء دموي سليم لتشكيل طريقً آخر لتوريد الدم إلى القلب أو وضع دُعامة، وهي عبارة عن جهاز صغير يتم وَضعه لفتح انسداد الشرايين وتحسين تدفق الدم، لكن لا يُحدّد العلاج بعد مرور 24 ساعة على الأزمة القلبية وبعدها يُقرِّر الطبيب المُشرف إذا كانت حالته تَحتاج إلى قسطرة علاجية أو أيِّ نوعٍ آخر للعلاج، لأنّ العلاج يحدد حسب قوة الذبحة، مُشيراً إلى أنّ عمليات القلب المفتوح "القسطرة" تكلفتها عالية والحكومة لا تدعم التكاليف، وأن جميع المُستهلكات الطبية للعملية تتم بالعون الذاتي والمالية الاتحادية تدعم فقط 40% من العلاج المُوحّد داخل المستشفى، وأضاف أنّ 60% من المرضى الموجودين داخل المُستشفى قادمون من الولايات، لأنّ مستشفى الشعب أصبح المرجع الوحيد لحالات الإسعاف وحوادث القلب والصدر خَاصّةً بعد إغلاق مُستشفى الخرطوم التعليمي ممّا زاد الضغط على المُستشفى. الوقاية خيرٌ من العِلاج وفي خاتمة الحديث، لا بُدَّ من صرف روشتة تحوي إرشادات تقي من شر الذبحات انتشرت في الفترة الأخيرة بصورة غريبة وسريعة، وبحسب اختصاصيين تحََدّثوا ل (السوداني)، فإنَّ الأدوية والعمليات الجراحية ليست الشفاء الوحيد إذا لم يُحافظ المريض على نمط مُعيّن في حياته لينعم بصحة جيدة ويحسِّن حالة قلبه، عليه أن يبتعد من التدخين وأن يكون أكثر نشاطاً من الناحية الجسدية مع مُمارسة التّمارين الرياضيّة باستمرار والالتزام بالطعام الصحي قليل الدسم، مع الإكثار من الأطعمة الحاوية على الألياف كالفواكه والخُضراوات وعدم الإكثار من الكافيين والمواد المُنبِّهة، فالجرعة الزائدة منها قد تُؤدِّي إلى أضرارٍ في الأوعية الدموية المُغذية للقلب، ويُخفِّف من وزنه إذا كان زائداً إضَافَةً إلى التحقُّق من مُستوى الكولسترول في الدم، وفحص ضغط الدم والسكري بصُورة دورية، وتخفيف التوتُّر والضغط النفسي مع تجنُّب شُرب الكُحول والمواد المُشابهة لها في التركيب، لما لها من أثرٍ سيئٍ على الصحة العامّة وعلى صحة القلب والأوعية الدموية بشكلٍ خاصٍ.