(السوداني) حاولت أن تكشف حقيقة ما أثير حول رحيل الصادق الوكيل المفاجئ بعد أن كان يمثل روح الحكومة بنشاطه الكثيف والملحوظ في ملفات مياه القضارف وتنمية الشريط الحدودي والصحة بالولاية. نفي : مغادرة الصادق الوكيل لمقعد وزارة الصحة والتي نفاها مدير مكتب إعلام الوالي في بيان رسمي ووصف خلالها مغادرته للقضارف بالإجراء الطبيعي بطلب من الوزير ذاته لقضاء إجازة لفترة شهر مع أسرته بالخرطوم والذي سرعان ما تجاوزه أنصار الوكيل الذين نشروا العديد من البوستات بوسائل التواصل الاجتماعي وصفوا فيها مغادرة الوكيل للقضارف بالكارثة في إشارة واضحة لاستقالة الوكيل مشيرين إلى أنه سيستلم منصباً رفيعاً بالعاصمة كشف عنه الصحفي حسن محمد علي، بتعيينه مديراً لجامعة المغتربين بالإضافة لتعاقده للتدريس بجامعة بحري .. الصادق الوكيل سبق له أن غادر القضارف بعد أن خاض صراعاً شرساً مع البروفسير الأمين دفع الله والي القضارف آنذاك وانتهى به الأمر خارج دائرة السلطة التنفيذية وهو ذات الأمر والذي يختلف هذه المرة بأن خلافات الصادق الوكيل كانت واضحة مع وزير المالية عمر محمد نور والذي كان رافضاً لتكليفه الجديد بسبب التقاطعات التي حدثت بينه وبين الوكيل لدرجة أنه رفض إنابة الوكيل له في وزارة المالية في آخر مأمورية غادر فيها القضارف لدولة الصين وأيضاً وزيرة الرعاية الاجتماعية الأستاذة عواطف الجعلي والتي دخلت مع الصادق الوكيل في مشادات حادة كان آخرها داخل اجتماع مجلس الوزراء بسبب إصرار وزير الصحة الوكيل على إشرافه المباشر على ملف التأمين الصحي بعد محاولات عدة قادها الوكيل بتكليف الدكتور إبراهيم عبدالرحمن المدير التنفيذي للتأمين الصحي بمنصب مدير عام وزارة الصحة في خطوة وصفت بالمخالفة الصريحة بتولي شخص لمنصبين رفيعين لينتهي الأمر باستقالة إبراهيم من منصب مديرعام الصحة ويدخل في صراع خفي مع الوكيل حول إدارة التأمين الصحي ظهر جلياً بعد أن أسرت وزيرة الرعاية الاجتماعية لمقربين منها بأنها ستغادر القضارف ما لم يضع والي القضارف حداً لتدخلات الوكيل في شؤون وزارتها. صراعات تخفت بريق الوكيل: طوال العامين اللذين تولى فيهما الصادق الوكيل، دخل الرجل في صراعات عديدة داخل الحقل الصحي بدأت بقراره القاضي بمنع طلاب (الأتاش) من التدريب إلا بعد توزيعهم من المجلس الطبي والوزارة وفق الاحتياجات وتصدى له اتحاد الأطباء ليتطور الأمر لاعتقالات شملت عميد كلية الطب البروفسير جمال خالد والبروفسير عثمان بخاري ودخل الوكيل في صراع آخر مع الإعلاميين بالقضارف بفتح بلاغات ضد عدد منهم كان أبرزهم الصحفي عمار الضو وخلق أزمة إدارية مازالت آثارها باقية بهيئة الإذاعة والتليفزيون بسبب تدخله في نقل عدد من الموظفين دون الرجوع لمؤهلاتهم وإمكاناتهم مما دعا المجلس التشريعي للتدخل في عدد من المرات لمعالجة التشوهات التي أحدثتها قرارات نائب الوالي. ما بين ميرغني والوكيل: علاقة الشيخ ميرغني صالح بنائبه الصادق الوكيل كانت ( سمناً على عسل) إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تراجعاً كبيراً في هذه العلاقة وما يدل على ذلك تكليف الوالي لعدد من الوزراء لإدارة شؤون الولاية عند مغادرته للخرطوم بالرغم من وجود الوكيل وحتى في الإطار السياسي بحزب المؤتمر الوطني فقد اختار ميرغني صالح الأستاذ عمر محمد نور وزير المالية لرئاسة القطاع الفئوي بديلاً للوكيل والذي كان يترأس القطاع في العامين الماضيين وكشف برلماني ورئيس لجنة بتشريعي القضارف فضل حجب اسمه عن واقعة تسببت في خلاف ما بين الوكيل وميرغني صالح بعد أن أراد الوكيل التصديق بإجازة بدون مرتب لإحدى قريباته دون الرجوع للوالي الذي أصدر أمراً بإيقاف الإجازات بدون مرتب إلا بعد الرجوع إليه شخصياً. ووصفت هذه الخطوة بالقشة التي قطعت شعرة معاوية ما بين الرجلين .. استقالة أم إجازة: الصادق الوكيل وعقب انتهاء اجتماع مجلس الوزراء الولائي قام بمغادرة كل قروبات الواتساب والفيس بوك وحزم حقائبه وغادر ظهراً إلى مقر إقامة أسرته بضاحية جبرة بالخرطوم وحاولت(السوداني) التواصل معه إلا أنه رفض الرد على هاتفه وعلى الرسائل النصية وقد شوهدت السيارة الخاصة بالوزارة تعود غافلة إلى القضارف بدونه. وتشير مصادر وثيقة الصلة بالرجل بأنه قرر ترك المنصب والتفرغ لحياته الخاصة وأنه سيتسلم يوم السابع والعشرين من الشهر الجاري منصباً رفيعاً بجامعة المغتربين وهذا ما أكدته جهات ذات صلة بملف إدارة شؤون الولاية في الوقت الذي نفى فيه مكتب إعلام الوالي خبر الاستقالة وقال إن الوكيل دخل في إجازة لفترة شهر لظروف أسرية ... الوضع الآن بالقضارف تسوده حالة من الحذر والترقب وكل من حاولت الصحيفة استنطاقه رفض الحديث المباشر ولكن جميعهم يتفقون على أن مغادرة الوكيل للقضارف لا تختلف عن سابقتها وأن الرجل كان بإمكانه أن يقدم خبراته وإمكاناته للولاية لو أنه ترك الدخول في صراعات دون معترك لما يحمله من خبرات كبيرة أوصلته لمنصب وزير دولة بوزارة الصحة الاتحادية في يوم من الأيام. ووصف مراقبون رفض الوالي للاستقالة ومنح الوكيل إجازة لفترة شهر بالخطوة العقلانية لترتيب البيت الداخلي وإعادة قراءة المشهد السياسي بالولاية والذي يتوقع له أن يلتهب مجدداً.