٭ حظي التشكيل الجديد لحكومة ولاية القضارف بقيادة والي الولاية المهندس ميرغني صالح باهتمام كبير من مجتمع الولاية الذي يتابع أداء الحكومة بدرجة تفوق مجتمعات الولايات الأخرى، ربما للحس السياسي العالي لمواطن الولاية، ومعروف أن قهاوي وسط البلد تعتبر منبراً سياسياً مفتوحاً يتم من خلاله تشريح واقع الولاية ومن خلال زياراتنا المتكررة في إطار العمل الصحفي كنا نتناول السياسة علي كوب شاي «مظبوط» بعكس واقع حال الحكومة وقتها. ٭ وربما قد يتغير الحال الآن عقب إعلان الحكومة الجديدة، ومن الملاحظات الخاصة بها : أولاً : إذا بدأنا من الوالي المهندس ميرغني والذي له دربة في العمل العام ولكن الاهم أنه يتفوق علي ولاة القضارف الخمسة السابقين «الضو الماحي، كرم الله عباس، الضو عثمان، عبد الرحمن الخضر والأمين دفع الله» وجميعهم عندما جاءوا للقضارف كانوا لأول مرة يتقلدون المنصب، بينما ميرغني كان والياً علي ولاية مهمة وحيوية «الشمالية» أكسبته خبرة كبيرة ثانياً : الملمح العام لحكومة ميرغني أنها حكومة الكفاءات حيث تملك عناصر تمتلك خبرة في مجالها على رأسها وزير الصحة د. الصادق قسم الله الوكيل، الذي شغل ذات المنصب بالولاية وكان أميناً سياسياً للوطني، والراجح أنه سيكون نائباً للوالي وسيكون خير معين له كونه من أبناء القضارف ويعرف كل صغيرة عن مجتمعها، والصادق كان وزيراً للدولة بالصحة الإتحادية، وزيراً للصحة بالجزيرة، وأميناً للصندوق القومي لتطوير الخدمات الطبية ومديراً لمستشفي الأمل بالخرطوم، هذه العلاقة المتجزرة مع المركز ستجعل وزارة الصحة بالقضارف من أكثر نظيراتها بالبلاد تحظي بإهتمام خاص ومعلوم أن العمل الصحي يحتاج إلى دعم مركزي وبإمكان الصادق فتح قنوات للتواصل حتي مع مؤسسات دولية. ثالثاً : حالة الوكيل تنسحب على وزيرة الشوؤن الإجتماعية عواطف محمد علي الجعلي وهي برلمانية معروفة وقانونية وسبق أن تولت ذات المنصب بمسقط رأسها نهر النيل .. ولها علاقات قوية بالمركز ستعود بالنفع علي القضارف، كما أن وزارتها تشرف علي جهات تملك أموالاً طائلة «الزكاة ، المعاشات ، التأمين الصحي» ومعلوم عن عواطف نزاهة اليد مما يجعل عمل الوزارة يسير باطمئنان فضلاً عن ذلك شخصيتها قوية وستخلق حيوية لمجلس وزراء الولاية. رابعاً : ماذكر أعلاة يتطابق مع الخبرات التي يتمتع بها وزيرا المالية حسن كوبا كوكو والزراعة عبد الله سليمان عبد الله، فالأول من الشخصيات الاقتصادية المعروفة في وزارة المالية الإتحادية، مما يعني أن القضارف لن تغلب حيلة في معرفة مداخل ومخارج المسألة المالية، وسيكون يسيراً لكوكو إخراج المال من فك الوزارة الإتحادية دون أن تقضم يده .. أما عبد الله سليمان شغل ذات المنصب من قبل بالولاية وهو أكاديمي عمل بمشروع الجزيرة، مما يعني أن العملية الزراعية لن تستعصي عليه. خامساً: وقريباً من الوزراء السابقين وزير التخطيط علي المدني حمد النيل الذي يستوزر لأول مرة، ولكنه كان مديراً عاماً لوزارة التخطيط العمراني بسنار، مما يعني إمتلاكه لأدوات عمله، وهو من القيادات الإسلامية المعروفة «نائباً للأمين العام للحركة الإسلامية في سنار» ومعروف عنه الاستقامه وهي صفه مهمة في وزارة تسببت في الإطاحة ببعض الولاة. سادساً: وزراء الثروة الحيوانية حمد النيل أحمد سعد «الحزب الإتحادي»، والوزير إدريس نور ضرار الأمين السياسي لحزب التواصل ووزير الثقافة والشباب والرياضة، بشير حماد إبراهيم «الأمة الفدرالي» من الوجوة الجديدة عدا الأخير الذي كان معتمداً للرئاسة. سابعاً: الملاحظ في المعتمدين وهم إثنتا عشر معتمداً ، أن عشرة منهم يتبوأون المنصب لأول مرة، مما يعني أن القضارف الأولى في تطبيق سياسة التغيير، والاثنان القدامى هما معتمد الفاو محمد عبد العزيز «الرهد سابقاً» والتي سمي لها الآن عمرو موسي الذي كان معتمدا بالرئاسة ومكلفا بعدها لمحلية القلابات الشرقية. ويلاحظ في أن أغلبهم من الشباب ومن قيادات الوطني بالمحليات وآخرين من القوات النظامية «العقيد شرطة الطيب الامين» معتمد بلدية القضارف - العميد شرطة «م» عثمان الدومة معتمد القريشة - لواء ركن «م» محمد حسن «ود الشوك» معتمد باسنده وهي محلية حدودية وتحتاج بالفعل إلى شخصية عسكرية .