*(الجموع تتدافع أمام مباني القوات المسلحة، ومدير جهاز الأمن الأسبق صلاح قوش بالتنسيق مع قيادات التغيير يفتح شارع القيادة لعبور الثائرين) تلك هي عبارة الزميلة الأستاذة لينا يعقوب التي وردت أمس في زاويتها المقروءة بهذه الصحيفة (لأجل الكلمة) في إطار وصفها لما حدث في يوم 6 أبريل من العام المنصرم، وكان نصيب هذه الجملة على مواقع التواصل الاجتماعي من الإبراز وردود الأفعال والتحليل والاتفاق مع مضمونها والاختلاف معها الكثير والمثير والغاضب والراضي والشامت، حسب ما صدر من اصحاب المداخلات بمختلف توجهاتهم وانطباعاتهم ورغباتهم . * كما هو معلوم فإن كاتبة الزاوية بخوضها في معتركات الإعلام وبأوجه متعددة صقلت مهنيتها واحترافيتها وهما من موجبات المصداقية، ذلك طبعا بغض النظر عن حقها الخاص في إبداء رأيها إن أرضي البعض أو أغضبهم، وما واقعة الوثيقة الدستورية المزورة التي أثارتها ببعيدة عن الأذهان،، لذلك فلا أخال إن إيرادها لهذه الواقعة بهذا السفور تجافيه الحقيقة . * بغض النظر عن توصيف دور مدير جهاز الأمن الأسبق صلاح قوش فيما حدث من تغيير وهذا ما أقرت به قيادات بارزة أمثال الإمام الصادق المهدي ومحمد وداعة وآخرين في تأكيد علي وحدة الهدف والتعاون لبلوغه ولكن ما إن تحقق المطلوب جاء التنكر له ولدوره من بعض الحلفاء بل ذهبوا لأبعد من ذلك في السعي للتخلص منه سريعًا علي وقع الخوف والرعب من توقع يسكن في مخيلاتهم، رغم أن الآخرين كانوا يرغبون في اعتقادي في إكمال الأهداف بطريقة ما.. من جانب آخر انتهز المناوئون لقوش في فترة النظام السابق حالة (اللوجة) فيما بعد 11 أبريل كحالة مثالية علي درجة عالية من السخونة لحرمانه من نتائج ما صنعت يداه . * التصريحات التي اطلقها قائد قوات الدعم السريع الفريق ( حينها ) محمد حمدان دقلو أمام التجمع الكبير لقواته في معسكر السليت، ووقائع الاحتجاجات والتظاهرات كانت تتكاثف فيما قبيل السادس من ابريل بأن قوات الدعم السريع ستحمي البلاد فقط من الفوضى والاعتداء علي الممتلكات العامة ولا علاقة لها بقمع الاحتجاجات وقعت بردًا وسلامًا في قلوب الفاعلين بالحراك وكان لها من الأثر الكبير في سرعة وتيرته،، ثم جاء تمنُّعُهُ عن الاشتراك في المجلس الانتقالي برئاسة الفريق اول عوض بن عوف الذي كان بمثابة الرافعة التي قلبت الطاولة في اقل من أربع وعشرين ساعة ويتنحي ابن عوف، حينها رفع المعتصمون في أعلى النفق البوستر الشهير (حميدتي الضكران الخوَّف الكيزان)، وحين يبدأ التفاوض الأول فيما قبل فض الاعتصام تشرئب الانتهازية وتمارس الضغوط وينعت حميدتي وقواته بالأوصاف الإجرامية والعنصرية، وكأن كلما اتحد هدف (لاجت) في مرامه الأظنان . * هذه الحالة من غير النموذجين أعلاه ظلت متلازمة الفترة الانتقالية التي تشكلت بعد فصول التغيير وتتكرر وقائعها حسب موضوعاتها بشكلٍ مضطرد بين مكونات الفترة الانتقالية واكثر داخل الحاضنة السياسية (قحت)… يتم الاتفاق على هدف مرحلي ثم تحل عليه المنازعات وانتهازية الفرص بغرض حشد اكبر قدر من المكاسب في زمان لا يتكرر مرة اخرى حسب الاعتقاد السائد: يتم الاتفاق على الوثيقة ويتنازع حول الصلاحيات، يقر تشكيل حكومة كفاءات مستقلة وتفرض القوى السياسية كوادرها، يكثر الحديث عن رؤية اقتصادية وميزانية متماسكة و يختلف على قضية الدعم وتجابه شروط البنك الدولي ويبقى فصيل على محطة انتظار أصدقاء السودان، يطرق ملف السلام وتتشعب مساراته، يلتئم اجتماع مشترك للمجلس السيادي ومجلس الوزراء و(لقحت) لمجابهة جائحة كورونا ويقرر إنشاء صندوق قومي لمجابهة الكارثة المحدقة ويتم إعلانه بواسطة رئيس مجلس السيادة في بيان مشهود ويتحول (بقدرة قادر) الي حملة سياسية باسم (القومة) لتحويل الانتباه عن الأزمات الخانقة وإعادة (بريق الثورة) الذي خشي من خفوته، وتستشري (الكيزانوفوبيا) وآخر أعراضها ادعاء انقلاب متوهم قادم وينفي الجيش بالاستحالة . *نسخ متعددة تحوي صياغات أهداف الثورة تصيب (بالزغللة)، واحاديث كثيرة عن مسارات متعددة لتحقيقها تُشعِر بالدوار،، والحال غارق في أزماته، والشعب يرزح في معاناته، والخارج يضغط من أجل مصالحه ومطامعه وبعض من بالداخل يتماهى،، فمن سيرسم الأهداف وكيف السبيل الي تحقيقها؟ ثم لم تكتمل بعد العظة ب (كرونا) .. إلى الملتقى