ينابيع الحنان...حالة (جفاف)..! الخرطوم : وجدان طلحة اين ذهب الكلام المعسول..؟ اين ذهبت الحنية التى تزين سماء حياتهما الزوجية..؟ الى متى الغياب ؟ .. لماذا تبدلت المودة والرحمة الى كراهية وانتقام ؟ لماذا اصبح كل يتمنى رحيل نصفه الآخر, لماذا يحدث البتر دون بنج ؟ بل وفي كثير من الاحيان يتمنى أن يتم ذلك بسرعة، لماذا ولماذا..؟ اسئلة كثيرة تطرحها حقائق بدايات الحياة الزوجية التي يكون فيها الاهتمام بالآخر من كل النواحي مثل الحب , والحوار الموضوعي , والترفيه، وغيرها، لكن المشاهد تتبدل وتختتم النهايات نفسها بصور اخرى ويجف نهر الكلام المعسول رويدا رويدا الى أن يصل درجة التوتر والغليان ثم تحول المنزل الى حلبة يتصارع فيها الزوجان، حتى يحدث (الطلاق) والذي لا يمت بصلة لمثل تلك البدايات...والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا يجف نهر الحب بين الزوجين..؟ طينة وعجينة: ربة المنزل سمية صالح تقول إن جفاف الحياة الزوجية يعود الى المجتمع السوداني الذي لا يعطي الرجل حق التعبير عما يجيش بخاطره، ويصوّر له أن التعبير ينقص من رجولته, وهذا جعل قاموس الرجل خاليا من الكلمات الجميلة التي تكون بمثابة دعاش لحياتهما والتي تحتاجها المرأة, والغريب في الامر أن الرجل السوداني اصبح مدمنا للمسلسلات التي توجد فيها الرومانسية الى حد الترف ويكتفي الزوج بمشاهدتها و(يسد دي بي طينة والتانية بي عجينة) . طلبات وبس: اما الموظف سامي المعز فقال :(لو جف نهر الحنان ما في مشكلة , لكن المشكلة أن لا تدوم العشرة الطيبة نفسها، وفي الاساس الرجل اصبح لا يطيق دخول المنزل لانه وعندما تطأ قدمه باب المنزل تقابله الزوجة بوجه مليء بالشر , واضاف : اليس هذا سببا كافيا يجعل الرجل "يشرد" من البيت؟!) وقال إن الرجل صار لا يدخل في حوار مع زوجته ودائما تلقى على وجهك قائمة من طلباتها وطلبات العيال وتلزمك بإحضارها أو توفير المبلغ , واضاف أن بعض النساء يحاولن أن يعكسن من خلال اللبس أو امتلاكهن للحلى في المناسبات انهن يعشن في سعادة كبيرة وعلى العكس تماماً الرجال فهم دائما صريحون في الحديث عن مشاكلهم. حالة ترنح: ويرى خليل عابدين أن الجفاف الذي يصيب الحياة الزوجية يعود لانشغال الزوجة بالابناء والاهمال للدور الذي تقوم به تجاه زوجها, والحديث بينهما لا يتعدى تربية واحتياجات الابناء , واضاف أن هناك بعض الازواج حتى الحوار (يشتاق اليهم) وتستمر الحياة على هذا المنوال دون أن يستشعر اي منهم دوره تجاه الآخر , وقال إن هذا احد الاسباب التي تجعل الرجل يسعى جدياً في الارتباط بأخرى وربما هذا الامر يجعل الزوجة تصحو من حاله الترنح التي اصابتها ولكن بعد فوات الاوان . رأى مختصين استاذ علم النفس د. نصرالدين أحمد قال :(إن الحياة الزوجية من المراحل المهمة في حياة الانسان وهي مرحلة يتم فيها تطبيق كل ما اكتسبه الانسان من عادات وتقاليد وبالتالي فإن الحياة الزوجية اولا تعتبر (تجربة جديدة) للطرفين وهي ما تسمى بحالة (الانتقال) حيث يأتي الزوج والزوجة من اسرتين نشآ وتربيا فيهما الى حياة جديدة تختلف عن الحياة السابقة من عدة نواحٍ اهمها المسؤولية , واضاف أن طبائع الزوجين غالباً ما يكون هناك اختلاف بينهما، ومن خلال ذلك فإن ما يسمى (بالتفاعل الزواجي) ومسألة الحوار الاسري والاحتكاك في هذه التجربة تنشأ منه جوانب ايجابية متعددة وكذلك بعض السلبيات التي تطل ومن هنا فإن التعامل مع هذه السلبيات يحتاج الى حنكة ومسؤولية فإذا كانت كذلك نجح الزوجان في تلافي هذه السلبيات واهم مبدأ فيها انه لا يوجد شخص كامل , اما اذا كان التعامل مع هذه السلبيات بطريق خاطئة وانعدام التفاهم فإن هذه المشكلات تتراكم الى أن تصل الى بعض الظواهر واهمها صعوبة الحوار والتفاعل بين الزوجين في المنزل أو احيانا ما يسمى ب(الخرس الزواجى) وبالتالي معالجة هذه المشكلات تتم من خلال الجلوس والحوار وتجاوز سلبيات الآخر والثقة المتبادلة والوضوح.