ما يعيد الحديث عن المنظومة الخالفة للسطح مجددًا ما تم تناوله في وسائل إعلامية عقب حل الأمين العام للمؤتمر الشعبي علي الحاج للجنة كونها نائب الأمين العام للمؤتمر الشعبي أحمد إبراهيم الترابي عندما كان علي الحاج خارج البلاد وذلك إبان الأزمة الخليجية، ووفق ما قررهُ الراحل الترابي فإن المنظومة الخالفة من مهام الأمين العام للمؤتمر الشعبي، الخبر وفق وسائل إعلامية كان مصدره القيادي بالشعبي عمار السجاد منسوبًا لمسؤول الإعلام في المكتب السياسي بالشعبي عبد العال مكين وأن اللجنة كونت خارج الأطر التنظيمية ولكن وفق تصريحات صحفية أمس للسجاد فقد أوضح قائلًا إن ما ورد في أكثر من ثلاث صحف أمس أن لجنة المنظومة الخالفة التي تم تعطيلها(وليس حلها على حد علمه) قد كونها د. أحمد إبراهيم الترابي لافتًا إلى أنها معلومة خاطئة والصحيح أن قرار المؤتمر الأخير بانطلاق المنظومة الخالفة المتجددة وتكليف الأمانة العامة باتخاذ التدابير الكفيلة أن ذلك يعني حل المؤتمر الشعبي (وإنخسافه) كما وردت في المنظومة بهذه العبارة مشيرًا إلى أن حيثيات قرار المؤتمر جاءت في صفحتين، اللجنة كونتها الأمانة العامة ولم يكونها د. أحمد إبراهيم الترابي وكان هو الأمين العام المكلف عندما كلفت الأمانة العامة هذه اللجنة بعد أن سافر الأمين العام إلى ألمانيا وبحسب إفادة د. أحمد الترابي والحديث للسجاد فإن الأمين العام كان على علم بتكوين هذه اللجنة وتم التشاور معه عبر الهاتف فيما رأست اللجنة نائب الأمين العام د ثريا يوسف ونائب رئيس الهيئة التشريعية بالحزب د محمد الأمين خليفة. توقيت الطرح كثر الحديث والتداول عن المنظومة الخالفة عقب رحيل الترابي وأخذت حظها من التداول ثم عاد الغموض ليلف ذلك المشروع وما يتعلق بتفاصيله لكن قيادات الشعبي التي جددت في أكثر من مقام الحديث عن المنظومة جعل سقف بروزها هو الحريات حيث أشار الأمين العام الأسبق للمؤتمر الشعبي مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم السنوسي في وقتٍ سابق إلى أن "المنظومة الخالفة" التي انشغل بها الترابي قبل وفاته تنتظر إطلاق الحريات في السودان لاسترجاع التجارب السابقة، مشيرًا إلى أنها مفتوحة لكل أحزاب السودان، بل للعالم بأسره، وأكد أن تصور هذه المنظومة مكتوب وخطواتها واضحة ولن تتأثر برحيل مبدعها حسن الترابي، ذلك الجدل الذي يشتعل ويخبو يجعل السؤال ينحى إلى مناحٍ أخرى على الأقل حول وجود المنظومة الخالفة نفسها، وتشير الإعلامية مزدلفة محمد عثمان إلى أن فكرة المنظومة الخالفة طُرحت من الراحل الشيخ حسن الترابي كبديل لحالة الترهل التي اكتنفت الأحزاب السودانية وتوحيد الأحزاب الإسلامية وتشير مزدلفة في حديثها ل(السوداني) أمس إلى أن المشكلة لا تتعلق بتوقيت طرح المنظومة الخالفة وإن كانت ستجد القبول أم لا ولفتت إلى بحثها عنها ولم تجدها كما طلبتها ولم تجد ردًا، وقالت وإن المنظومة الخالفة غير موجودة ولا يوجد شيء مكتوب وأن الشيخ لم يضع الملامح العريضة لها، إنما كانت محض أفكار طرحت في اجتماعات عامة مبديةً أسفها أن يطلق شخص بقامة الترابي أفكارًا ولا يتم الوصول إليها واعتبرت التحدي الماثل أمام الأمين العام للمؤتمر الشعبي علي الحاج هو الترويج للفكرة وماهيتها، هذا إذا كانت موجودة. من جانبه اعتبر القيادي بالمؤتمر الشعبي أبو بكر عبد الرزاق أن الحديث عن المنظومة الخالفة سابق لأوانه وذلك حتى يتحقق مناخ الحريات وأيّ حديث عنها هو سابق لأوانه لافتًا في حديثه ل(السوداني) أمس إلى أنها من مسؤولية الأمين العام فقط وأوانها حين يتحقق التحول الديمقراطي في السودان لافتًا إلى أنها مكتوبة وعبارة عن رؤية استباقية تنبؤية لحزب جديد سرية مُنحت فقط لأمناء الولايات الأوائل بينما يتم تنوير الأعضاء بها. أسرار المنظومة بالمقابل يشير القيادي بالمؤتمر الشعبي د. المحبوب عبد السلام إلى عدم إطلاعه على المنظومة الخالفة لكنهُ يقر بوجودها وأنها مكتوبة وطبعت في كتيب تقع عدد صفحاته بين ال(50 60) صفحة وزعت لعدد من الشخصيات المستهدفة بالدعوة لافتًا إلى أن الإصدار الأول وقع في أربع صفحات وبعد فترة طورها الترابي نفسه لتعبر عن رؤيته أثناء مرحلة حوار الوثبة وبعده. كاشفًا في حديثه ل(السوداني) أمس إلى وجود تفاصيل كثيرة في مرحلة الدعوة إليها والتبشير بها لم تعلن للرأي وهي بالتالي غير معروفة، فالشيخ كان يتحدث عن عشرات اللقاءات والمقابلات التي جمعته مع رموز وشخصيات ذات أثر في المجتمع ومن مشارب مختلفة، بما يشي أن رؤية المتظومة تجاوزت النظرية لتمشي في الأرض. موضحًا أن الراحل الترابي لا يكتب التفاصيل التي تكشف الخطة السياسية بل يركز على الرؤية التي تهدي العمل، لافتًاً إلى أن ما سُمي بالمنظومة هي رؤية وليست خطة، رؤية للسودان وكيف يرى السودان مستقبله مع إحساس كبير بالخطر الداهم ، لتنتفي بذلك الحاجة إلى التنافس السياسي حيثُ ينبغي التعاون والحفاظ على وحدة وإستقرار السودان وهو الدافع له لكتابة المنظومة، وأضاف: المنظومة الخالفة ليس اسم رؤية الترابي بل هي وصف لحالة التجديد التي استنها من قديم ألا يرتهن للأسماء بل يتجاوزها لجديد التحديات وأنها أقرب لمفهوم الكتلة التاريخية والحد الأدنى الذي يحدث تواليًا لكتلة تقوم بتثبيت البلد من التجزئة. ويعتبر المحبوب أن الخلافات التي تبرز للسطح مؤخرًا تتعلق بضعف التنظير لدى قيادة الشعبي وغياب النظرة الكلية التي تقارب بها القضايا الفرعية، مشيرًا إلى اعتبار البعض أن شرح قيادة بالشعبي للمنظومة على شحه لم يزد الأمور إلا غموضاً، لافتًا بذلك إلى أن إلغاء ندوة للقيادي بالشعبي بشير آدم رحمة للحديث عن المنظومة قبل أشهر وتبرير ذلك بارتباط المنظومة بسقف أعلى للحريات، وهي من بين القضايا التى ذكرت حول الخلاف بين الأمين العام ونائبه. وأضاف: الحزب الحديث يقوم على رؤية وبرنامج وقيادة منتخبة إلى أجل ومراقبة ومحاسبة أثناءه، لكن الظاهر من الأمور أن المؤتمر العام الأخير للشعبي لم يبسط رؤية للنقاش تراجع الماضى وتنظر للحاضر وتخطط للمستقبل، وانتخب الدكتور علي الحاج بتفويض لا يتضمن رؤية وبرنامج عليهما إجماع ، ولو أن الظروف أضطرت البعض إلى ذلك، فالرأي العام ينتظر الرؤية والبرنامج التي تتيح معرفة كيف أضحت الخالفة..؟