* ما كنت أود أن أشغل هذه المساحة واشغل القارئ بموضوع لو أنه مسني شخصيا لما أعرته انتباهة لكنه مس صديقة عزيزة وإنسانة عظيمة هي الفارعة أخلاقا ومهنة أستاذتنا يسرية محمد الحسن ملكة المايكرفون في الإذاعة والتلفزيون وحاملة القلم في (أخبار اليوم). * مساء أمس عندما كنت أقضي الوقت بين مجموعات واتساب المختلفة داهمت صفحتي الشخصية العديد من الرسائل التي تحوي دردشة في العام (اسكرين شوت) طرفها الأستاذة يسرية في قروب(مبدعون)الذي أنشأه لمجموعة من الإعلاميين والناشطين في الفنون الصديق الأستاذ عابد سيد أحمد ولقد كان لي (دلو)مليان في تلك الدردشات! * الشاهد أن بعض أعضاء القروب المعني درجوا على كسر حدة النقاشات حول الوضع العام مثل هذي الأيام بالمزاح الذي لا يفسد ودا ولا يتجاوز قضية ولطبع الإبداع فيهم كانوا ينقسمون إلى فريقين على طريقة كرة القدم ويتبادلون الرسائل على طريقة الباصات ليتم التقرير في النهاية اي الفريقين قد فاز بالجولة، فريق أنصار النظام السابق وعماده من الإسلاميين أم فريق أنصار الحرية والتغيير؟! * أعجبتني في البدء الثقافة الرياضية العالية للأستاذة يسرية محمد الحسن وهي تقود فريق الحرية والتغيير – توزع الباصات وتحرز الأهداف وتحسب المخالفات في بعض الأحيان بلا حياد! * سألتها مرة عن سر تلك الثقافة الكروية الكبيرة فذكرت لي جانبا من سيرتها رفقة كبار المعلقين الرياضيين في الإذاعة والتلفزيون أمثال علي الحسن مالك وعبدالرحمن عبد الرسول. * لما كانت النتيجة دائما في صالح فرقة الحرية والتغيير في تلك المساحة الرحبة من المزاح والود الشفيف دخلت (يسرية) مساء معلنة أنها ستقف اليوم الى جانب فريق الإسلاميين رفقا بهم ورحمة من الهزائم المتكررة وهاهنا تعالت المنشورات بعضها مرحب وبعضها مستنكر من غير زعل (تزعل في شنو وتزعل من منو ؟! وكل الناس صحاب -كل الناس أهل والماهم قراب قربهم العمل) * لاطفت الأستاذة يسرية ساعتها وأرسلت لها في القروب قصيدة للقطب الاخواني سيد قطب مطلعها (بسم الله ابدؤها تحياتي -الى اختي الى ذاتي)فإذا بأحدهم او إحداهن يقوم بنقل كل (الدردشات) لرقم في أمريكا ليشتعل موقع (فيس بوك )شتائم وتهديد للأستاذة يسرية ووعيد بوضعها في (فتيل)لأنها خانت الثورة والثوار بل امتد التحريض لمنعها من دخول التلفزيون الذي عادت إليه ظافرة بعد انتصار الثورة! * لقد اتخذ الأمر شكلا جديا ومختلفا بعد إغراق هاتف الأستاذة بالعديد من الرسائل المتوعدة للدرجة التي نصحها فيها بعض الأصدقاء اتخاذ إجراءات قانونية تحفظ حقها وتأمن جانب شرور الراسلين والناقلين * لقد تأذت الأستاذة يسرية كثيرا من هذا السلوك المشين وهي ليست في حاجة لشهادة مني او من غيري حول مسيرتها الإعلامية المهنية التي امتدت عشرات السنين حوت العديد من المحطات الكبيرة والخطيرة أشهرها على الإطلاق إصرارها على مواصلة قراءة نشرة الأخبار عندما كانت طائرات العقيد معمر القذافي تقصف إذاعة أم درمان وانهزم بعض الرجال وبقيت هي راكزة وناطقة (هنا ام درمان -نتعرض الآن لقصف جوي). * سوف يظل الذين شتموا يسرية أمس وهددوها وتوعدوها صغارا أمام تاريخ باذخ و امرأة نخلة وان لم تكن هي الثورة فمن الثورة ؟! * نقف إلى جانب الأستاذة يسرية محمد الحسن لاتخاذ إجراءات قانونية في وجه الذين يريدون إفساد حياتنا الاجتماعية مثلما أفسدوا حياتنا السياسية وان كان ظني ان دافع هذا العمل القذر شخصي ينطلق من نفوس مريضة لا علاقة لها لا بالثورة ولا بالسياسة وإنما هو (فحيح)من بعض(الدبايب)في بعض القروبات والمؤسسات الإعلامية والذين سيبقون في الجحور وتبقى يسرية في الثغور!