أساليب متعددة ظلت تشهدها عمليات تهريب العملات والذهب بكل المطارات العالمية، إلا أن الضبطيات التي شهدها مطار الخرطوم كانت مثار تعجب نسبة لغرابة بعض الأساليب ولعل العملات الصعبة التي ضبطت أثناء تهريبها داخل لحوم مفرومة كانت هي آخر وأغرب الأساليب التي تناولتها الصحف قبل ساعات. فمنذ أن ارتفعت أسعار الدولار أصبح تجار العملة والمتعاملين بالدولار يتجهون لتهريب العملات الصعبة إلى خارج السودان الأمر الذي كان له اثر سلبي أدى لتصاعد وتيرة أسعار الدولار إلى حد اضطرت فيه رئاسة الجمهورية للإعلان عن عقوبات صارمة لكل من يتعامل مع العملات الحرة وفرضت عليها حزمة من الإجراءات والتدابير، وصاحبت تلك الإجراءات عمليات اعتقالات واسعة طالت المتعاملين بالعملات الحرة . ضبطيات نوفمبر خلال الشهر الجاري تجاوزت ضبطيات الدولار المهرب نحو (3) ضبطيات، ضبط خلالها عملات صعبة كانت في طريقها لخارج البلاد. بيد أن الملاحظ أن المهربين لم يكونوا سودانيين فقط بل أجانب ايضاً يقومون بتهريب العملات إلى خارج السودان.. وقبل يومين ضبطت جمارك المطار تُركياً حاول تهريب (60) ألف دولار إلى خارج السودان بإخفائها بين طيات ملابسه وتم ضبط المتهم واتخاذ التدابير اللازمة في مواجهته. وتوقع خبراء جمركيون تزايد عمليات ضبط العملات المهربة هذه الأيام بسبب الإجراءات الصارمة المتخذة في البلاد. ويرى الخبراء أن المهربين يمكن أن يستغلوا أشخاصاً في عمليات تهريب العملات ويقومون بتنظيم رحلات خارج السودان وتوزيع العملات على الأشخاص المستهدفين وإخراجها خارج السودان ومثل هذه العمليات تستغل فيها الفتيات أيضاً. وأشاروا إلى أن تلك العمليات تبدو مقاربة لعمليات تهريب الذهب حيث يقوم أحد المهربين بتوزيع مجوهرات على مجموعات من الفتيات على أن يرتدينه ومن ثم تنظيم رحلات لهن إلى خارج السودان، ويعدن بعد أقل من يومين بلا مجوهرات نظير مبالغ بسيطة وتحمل تكاليف الرحلة وحذر الخبراء من هذا النوع من التهريب. وطبقاً لمتابعات(السوداني)شددت سلطات الجمارك رقابتها على المنافذ وتوقعت ابتكار طرق حديثة للتهريب وكثفت وجودها عبر المطارات والموانئ ورفعت الحس الأمني لعناصرها. كيف يعمل المهربون؟: يقول مصدر مطلع فضل حجب اسمه ل(السودانى) إن مهربي العملات والدولار يسعون دوماً لتطوير أساليب تهريبهم وأحياناً يستغلون حيلة الإخفاء داخل بطانات الحقائب وأحياناً في مقابض الحقائب والتى تحوى انابيب بداخلها تستغل في تهريب العملات ومثل هذه الأساليب يتم كشفها بواسطة جهاز الأشعة السينية وسبق أن تم ضبط عملات أجنبية مهربة داخل علب كريمات وأحياناً يتم تهريبها داخل علب السجائر كما يتم أحياناً تهريب العملات بإخفائها داخل علب العطور. ويضيف المصدر أنه سبق وأن تم ضبط نساء يخفين عملات داخل ملابسهن الداخلية وهي من الطرق التى تبدو غريبة بعض الشيء ولا يقف الأمر عند ذلك فحسب بل إن هنالك نساءً أحياناً يقمن باستغلال أعضائهن الأنثوية في تهريب العملات والمخدرات، وفي مطار إحدى الدول ضبطت سيدة تقوم بتهيب مخدرات وعملات قامت بربطها بخيط وإدخالها عبر فتحة المهبل إلى عنق الرحم وأنها شرعت في تهريبها إلا أن الأشعة ضبطتها وأخضعت للكشف الخاص حيث عثر على خيط وباجتذابه تم استخراج الكمية المهربة من مهبل السيدة. ويضيف المصدر أن هنالك طرقاً أخرى ففي بعض الأحيان يتم ضبط عملات مهربة عقب إخفائها داخل عمامة أحدهم مشيراً إلى أن طريقة لفها حول الرأس كثيراً ما تثير شكوك رجال الجمارك وأيضاً (الباروكة) التي تستخدمها النساء كثيراًً ماتستغل في تهريب العملات والمجوهرات نسبة لوجود فراغ بينها وبين فروة الرأس بالإضافة إلى أنها تمسك بالرأس بإحكام ورغم ذلك يتم كشفها. أساليب وعمليات أخرى: قبل أيام قلائل اشتبهت عناصر الجمارك أثناء عمل وردية الكرار بأحد المسافرين كان متجهاً لإحدى دول الخليج وقام عناصر الوردية بتفتيش متعلقاته وعثروا على علب صغيرة أو صناديق تشبه صناديق الدواء وقرروا تفتيشها حيث عثروا بداخلها على مبالغ مالية طائلة بلغت (126.988) دولاراً بجانب عملات اخرى عبارة عن (170.800) ريال سعودي كان ينوي المتهم تهريبها إلى خارج البلاد وتم ضبط تلك العملات قبيل التصاعد التدريجي لأسعار الدولار بساعات، مما يشير إلى أن هنالك شبكات أو جهات ضالعة في الأمر تقوم بتحليل اتجاهات سوق العملة، وتعمل على جمع العملات الحرة من الأسواق ومن ثم تهريبها إلى خارج البلاد في خطوة يرى مراقبون أنها تهدف لهدم الاقتصاد القومي. محاولة أخرى لمسافر تم تفتيش حقائبه ولم تعثر السلطات على أي شيء مثير، إلا أنه وأثناء عبوره بوابة التأمين وبواسطة أشعة أكس لاحظ مراقب الشاشة أن هنالك أشياء ملفوفة بأحجام صغيرة مخبأة بين بطانات الحقيبة ليتم توقيف المسافر وتم تفكيك أجزاء الحقيبة وعثر بداخلها على (83.680) دولاراً إلى جانب ضبط (43.950) ريالاً سعودياً بالإضافة إلى ضبط (44.500) درهم إماراتي. خلال الشهر الماضي وأثناء عمل أفراد وردية الصديق التابعة لإدارة جمارك مطار الخرطوم اشتبهوا في أحد المغادرين وعند عرضه على جهاز الأشعة السينية تم ضبط عملات أجنبية كان يخفيها بطريقة خفية داخل أنابيب مقبض الحقيبة وبلغت نحو (44) ألف دولار و(127) ألف ريال سعودي إلى جانب (6750) ريالاً قطرياً و(500) يورو كان المتهم ينوي تهريبها إلى خارج البلاد. وفي ذات الشهر أحبطت سلطات مطار الخرطوم عملية تهريب سبائك ذهبية وعملات أجنبية كانت مخبأة داخل ملابس (4) عمال يتبعون لإحدى شركات الخدمات العاملة في المطار، وتم إيقاف المتهمين بعد التأكد من تورطهم في عمليات التهريب ودخولهم إلى ساحات المطار الداخلية لوضعها في حقائب الركاب الذين اتفقوا معهم ومن خلال التحري أرشد المتهمون على أصحاب السبائك والتي تخص المسافر (خ)، والمبلغ يخص المسافر (م)، والذين تم توقيفهم واتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهتهم .