ابتدر الحديث مساعد رئيس الجمهورية إبراهيم السنوسي، معلناً استعداد السودان لتقديم الدعم المالي والعسكري والجهاد بالنفس للدفاع عن القدس، وأضاف مخاطباً المصلين ب(الجامع الكبير) في الخرطوم: إذا دعمناهم مالياً أو عسكرياً لا تتحدثوا وتقولوا إن السودان أولى وأحوج.. القضية أصبحت قضية دين ومصير أمة، وتابع : نحن أهل (الإنقاذ) ومن مؤسسيها ولن نسمح لعميل بيننا. وقطع السنوسي بأنهم كحكومة في الحركة الإسلامية والوفاق وطني ضد التطبيع مع إسرائيل وقال سنخرس كل الألسن التي تنادي بالتطبيع مع إسرائيل ولن يحدث ذلك ونحن أحياء على هذه البسيطة وإلا بعدها سنقطع أشلاء يتقاذفنا الطير. وقطع السنوسي بأن الخرطوم خرجت اليوم تأكيداً على أنها عاصمة اللاءات الثلاثة، وأنها عادت لتقول للعالم نحن أصحاب اللاءات الثلاثة وسنطبقها قولاً وعملاً. الخروج الصاخب: تزامن حديث السنوسي مع صحوة شعبية عبرت عن نفسها غضباً بالخروج في تظاهرات حاشدة بوسط الخرطوم عقب صلاة الجمعة احتجاجاً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتراف بلده رسمياً بالقدس عاصمة لإسرائيل، وجاء خروج المصلين مصحوباً بهتافات ضد أمريكا وإسرائيل، استجابة لدعوات الاحتجاج على القرار الأمريكي ببدء إجراءات نقل سفارة واشنطن إلى القدس التي تضم المسجد الأقصى وكنيسة القيامة. واشنطن تحذر: خروج الخرطوم في تظاهرات سلمية تحمل لافتات الاعتراض على القرار الأمريكي جاء متسقاً مع رد الفعل في عواصم عربية أخرى، بيد أن السفارة الأمريكيةبالخرطوم سارعت ليل أمس الأول –الخميس- لتحذير رعاياها من ردود فعل الغاضبين، ومطالبتهم بتوخي الحذر حيال احتجاجات ستشهدها البلاد، رفضاً لقرار الرئيس ترامب بشأن مدينة القدس. وأضافت في بيان لها: اعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل، واعتزامها نقل سفارتها من تل أبيب إليها، قد يثير احتجاجات في السودان. وناشدت السفارة رعاياها، البقاء على معرفة بالبيئة المحيطة والأحداث المحلية ومراقبة الأخبار المحلية للحصول على التحديثات. كما طالبتهم بتجنب مناطق المظاهرات وتوخي الحذر حيال أي تجمعات أو احتجاجات كبيرة. ونصحت السفارة الأمريكية موظفي البعثة بالحد من نشاطهم خاصة يوم الجمعة، لأن هناك احتمالاً أكبر للاحتجاجات.. الوجع الفلسطيني: ما أن انتهى خطيب الجمعة من صلاته المفروضة، إلا وكان المايكرفون يتنقل من خطيب إلى خطيب، بيد أن (السوداني) كانت لها جولتها لاستنطاق أعضاء بارزين في الجالية الفلسطينيةبالخرطوم، وأبتدرت اللقاء بالأمين العام للجالية الفلسطينيةبالخرطوم د. عمر حمد الذي أكد بأن الغضب الذي تشهده مساجد الخرطوم ينم عن مدى عمق ارتباط الوجدان السوداني بالقضية الفلسطينية واهتمام الشعب السوداني بها، واصفاً إياها بالقضية العربية الإسلامية، وأضاف: القضية لا تحتاج لشجب أو استهجان القرار بقدر ما أنها تحتاج إلى وقفة وقرارات جريئة بعد انحياز الإدارة الأمريكية إلى الكيان الصهيوني وإعلان القدس عاصمة للدولة الصهيونية. عمر قطع بأن القرار الأمريكي لم يكن ليصدر لولا الغفلة التي يعيشها العرب، واستغلال أمريكا للظروف التي تحيط بالمنطقة ويعاني منها العالم العربي كالتفتت والتشرذم والتقاتل فيما بينهم وترك القضية الأساسية. منوهاً إلى أن الشعب الفلسطيني في الداخل سيقاوم ويناهض القرار، وأضاف: كل الخيارات متاحة والأدوات مفتوحة ولا أحد يعلم ماذا سيحدث في الانتفاضة الغاضبة التي سيقوم بها الشعب الفلسطيني. وأشاد الأمين العام للجالية الفلسطينية بالشعوب العربية ووقفتها مع القضية الفلسطينية رغم موقف حكوماتهم المتخاذل دوماً بانصياعها للحكومات الأمريكية، مؤكداً أن الإدارة الأمريكية إذا علمت بحجم الغضب الشعبي الذي يهدد مصالحها فإنها ستعيد النظر في قرارها. ليست فلسطين وحدها من جانبه أكد عضو اتحاد الطلاب الفلسطيني د.محمد حيدر في حديثه ل(السوداني) إدانته واستهجانه للقرارات الأمريكية المنحازة للكيان الصهيوني وقال ندعو كل الشعوب للوقف خلف الشعب الفلسطيني لأن القضية ليست قضية فلسطين وحدها بل هي قضية كل مسلم فالمسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني يستهدف العالم العربي، وأضاف: فإن لم تقف بقية الدول مع الشعب الفلسطيني الذي يمثل رأس الحربة، فسوف يأتي عليهم الدور، داعياً الشباب العربي إلى عدم الانشغال بسفاسف الأمور، معتبراً إياها أموراً أراد الإعلام الغربي أن يلهيهم بها عن قضايا الأمة وعن الدين، وتابع: لذلك آن الأوان لأن نتوحد لإعلاء راية الحق. من جانبه يرى عضو اتحاد طلبة فلسطين د.أحمد هاني محمد في حديثه ل(السوداني) إن اليوم هو يوم نفير عام نصرة للقدس والمسجد الأقصى، وأضاف: وهذا أمر يهم المسلمين جميعاً وليس العرب فقط، داعياً جميع الشعوب المسلمة أن لا يعودوا إلى بيوتهم وأن ينتفضوا في وجه الحكومة الأمريكية ليعلو صوتهم ويؤكدوا لأمريكا والكيان الصهوني أن القدس عربية إسلامية، وستبقى كذلك وأن القرار الأمريكي حبر علي ورق ولن يغير من الواقع شيئاً.