فالإعلامي الإماراتي المدير السابق لقناة "أبو ظبي الرياضية" محمد نجيب غرد معلقًا على زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للخرطوم بوصفٍ عنصري تجاه القيادة السودانية. على خليفة تلك التغريدة أمرت النيابة العامة في أبوظبي بضبط وإحضار الإعلامي. وأشارت دائرة القضاء في سلسلة تغريدات على "تويتر" إلى أنّ القرار جاء "على خلفية نشر تغريدة عنصرية، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي لنشر تغريدة تضمنت ألفاظا وتعابير عنصرية. وهو ما يعتبر سلوكًا مجرّمًا وفق قانون مكافحة التمييز والكراهية، مشيرة إلى أن "مكانة المتهم كإعلامي تعطي الجريمة أبعاداً إضافية، وذلك لكونه شخصية عامة". بيد أن نجيب سارع إلى حذف التغريدة وقال في تغريدة أخرى "الإخوة الأعزاء أبناء السودان الشقيق، أعتذر عن إساءة بحق الرئيس عمر البشير. ثقوا بأنني لم أكتب تلك التغريدة وسأثبت ذلك أمام المسؤولين". وفي الوقت الذي وصفت فيه هذه التغريدات وغيرها بالعنصرية اعتبرها المحلل السياسي بروفيسور حسن مكي أنها تنم عن جاهلية وفراغ فكري ونفسي في العالم العربي، مشيرًا في حديثه ل(السوداني) أمس إلى أن هناك جهات تدفع للإعلام لتحريك مشاعر العداء. إعلاميون مصريون لم تكن تلك التعليقات هي الأولى والأخيرة؛ فالإعلامي المصري أحمد موسى وصف في برنامجه (على مسؤوليتي) بقناة "صدى البلد" الرئيس التركي بالنازي، وعلق على أن الزيارة هي "استعمار تركي عثماني جديد للسودان"، أما محمد الغيطي فقد هدد السودان، عبر برنامجه "صح النوم" على شاشة LTC المصرية، قائلا: "عندي حاجات لو قولتها نظام البشير مش هينام"، وأضاف الغيطي تعليقًا على اتهام الإعلام المصري بأنه غير ناضج موجهًا حديثه إلى غندور: "إذا لم تعترف بفضل المصريين فأنت لئيم يا سيادة الوزير"!. أما من خلال برنامج "بالورقة والقلم" فقد رد الإعلامي نشأت الديهي على غندور قائلاً: "لا تزرع الشوك لأنك ستأتي يومًا حافيًا". وكان وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور قد علق سابقًا خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية تركيا مولود شاويش على ردود فعل بعض الإعلام المصري قائلًا: استغربنا جدًا لمثل هذه الردود لكن لا نأخذ كل الشعب المصري بجريرة بعضه ولكن البعض لا يفهمون كيف تدار العلاقات بين الدول، وأنا متأكد أن من أثاروا هذه الأمور لو لم تكن الزيارة ناجحة جدًا ومهمة جدًا لما أثاروا تلك النقاط فبالتالي "فليمت بغيظه من يمت وليفرح بسعدنا من يفرح". تغريدات مُختلفة وسيم يوسف الذي جرى تعريفه على أنه داعية إسلامي أردني يحمل الجنسية الإماراتية كتب مغردًا من به جينات الاستعباد والعبيد سيحن قلبهُ للدولة العثمانية البائدة فأغلب من يصفق لها اليوم هم عبيد لأحزابهم، فيما غرد سعودي آخر: "جنودكم لم يأتوا مجانًا اسألوهم كم يتقاضون شهريًا". وعلى خلفية هذه الأحداث مؤخرًا يتبين أنها لم تكن المرة الأولى على الأقل من مصر فقد قابل الإعلام المصري زيارة والدة الأمير الشيخ تميم بن حمد بن خليفة الشيخة موزا للسودان في مارس وزيارتها للأهرامات بالسخرية حيثُ سخر الإعلامي المصري محمد الغيطي، في برنامجه "صح النوم" من شكل الأهرامات السودانية، واصفًا إياها بأنها "جبنة مثلثات". وهو الأمر الذي حدا بسفير السودان بمصر عبد المحمود عبد الحليم، إلى اتهام الإعلام المصري بشن حملة ممنهجة ضد السودان والسخرية من تاريخه. أما فيما يتعلق بملف سد النهضة فقد نشرت صحيفة اليوم السابع المصرية متسائلة: لماذا قبل السودان أن يخون مصر في قضية سد النهضة رغم أن القاهرة تتعامل معها منذ منحها الاستقلال كجزء من النسيج المصري؟ والدور السلبي للسودان في ملف السد يظهر "العقدة" التاريخية لدى معظم السياسيين السودانيين تجاه مصر. تهور إعلامي الشاهد أن تلك التعليقات وإن اختلفت مناسباتها لم تتجاوز مستواها الشعبي فعلى المستوى الرسمي لم تظهر أيّ ردود فعل. ويعتبر السفير الرشيد أبو شامة أن ما ينتهجهُ الإعلام المصري ما هو إلا لعبة وتعبير عن الرأي الرسمي للدولة مشيرًا في حديثه ل(السوداني) أمس إلى أن ذلك يعبر عن رواسب تجاه السودان منذ الاستقلال. بالمقابل يشير الإعلامي المصري محمود هدهود إلى أن مصر بات لديها مؤخرًا تهور إعلامي في التعاطي مع أيّ حدث فالخارجية المصرية أصدرت بيانًا ردًا على مقالة بالإيكونومست انتقدت أداء الرئيس المصري، وعندما أعلنت الجزيرة وثائقي عن التجنيد الإجباري في مصر، سارعت القوات المسلحة المصرية إلى إصدار وثائقي قصير واضح جدًا أنهُ مفتعل كرد استباقي على الجزيرة، لافتًا إلى أن هناك خفة في الأداء الإعلامي المصري الرسمي وشبه الرسمي يظهر في الاندفاع نحو التعليق على أحداث ليس من المفترض أن يكون هناك تعليق استباقي عليها كزيارة رئيس دولة إلى دولة من دول الجوار. وأضاف هدهود في حديثه ل(السوداني) أمس: تهتم مصر جدًا بما يدور في السودان ويمكن اعتبارها مع ليبيا أهم دولتين في العالم بالنسبة لمصر، لافتًا إلى أن المواقف الإعلامية هنا تعقد الموقف وتوتر العلاقات.