أظهر تقرير لجنة التحقيق القضائي حول انقلاب 17 نوفمبر 1958م التي تم تشكيلها بعد ثورة أكتوبر، إنكار رئيس الوزراء وزير الدفاع عبد الله خليل خلال أقواله، إجراءه أي اتصالات بقادة الجيش بغرض دفعهم لاستلام السلطة عبر تنفيذ انقلاب عسكري، فيما رد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الفريق إبراهيم عبود على هذا الإنكار بقوله إن خليل "هو صاحب الفكرة"، ولو طلب إيقاف تنفيذ الانقلاب لتم هذا الأمر بكل سهولة. وأوردت الحلقة الأخيرة من التحقيق السياسي حول انقلاب 17 نوفمبر 1958م، جانباً من أقوال عبود أمام لجنة التحقيق القضائية والتي أشار خلالها إلى أن رئيس الوزراء وزير الدفاع ألحَّ عليه لأكثر من مرَّة على تنفيذ الانقلاب واستلام السلطة، وقال: "عبد الله خليل كان يجري ورانا عشان ننفذ الانقلاب، ويرسل زين العابدين صالح، وهذا يعني أن الانقلاب تم بضغط وأوامر منه". وأضاف في جزئية ثانية: "عبد الله خليل هو صاحب الفكرة بتاعت الانقلاب أساساً، وهذا أمر معروف للجميع، وقد نفَّذنا الانقلاب لإنقاذ البلاد، ولو عبد الله خليل قال بلاش الحكاية كنا في ثانية ألغينا كل شيء، ولأن الأمر صدر منَّا للقوات كان يمكن إصدار أمر مُضاد بإيقاف كل شيء.. لمّا عملنا الانقلاب لم نكن نعتقد أنه شيء غير مشروع، فهو تم نتيجة أوامر متسلسلة من سلطات الجيش، وبدأت بأمر وزير الدفاع". يُذكَر أن عبد الله خليل تقلَّد وزارة الدفاع في الحكومة القومية، التي ترأسها رئيس الحزب الوطني الاتحادي إسماعيل الأزهري، وظلَّ محتفظاً بحقيبة الدفاع خلال ترؤسه للحكومات الائتلافية مع حزب الشعب الديمقراطي لحين قيام انقلاب 17 نوفمبر 1958م.