الاسلاميين وعووا الدرس سيرة القذافى ليست كلها خطأ الحريات الآن تنتزع ولا تمنح ما هو محور التقييم الرابع؟ هو المحور الاجتماعي أو المشروع الاجتماعي والذى أعتقد أنه الآن فى مأزومية.. فالطبقة الوسطى وهى الطبقة المبدعة والمرشحة للتجديد والرابطة لكل الشرائح والطبقات الأخرى قد (غتست) قالها هكذا بعد أن ضرب كف يده اليمنى بباطن يده اليسرى وصمت قليلا ثم واصل.. هؤلاء الذين كان دخلهم أكثر من ألف جنيه وكان هذا الدخل يكفي لإيجار البيت والمعيشة ومواجهة مصروفات التعليم أقصد بهم أساتذة الجامعات والمهنيين والأطباء والصحفيين وضباط الجيش.. هذه الشريحة أزيحت بواسطة شرائح تحتية او كان ينظر إليها بأنها طبقات تحتية. سمِّ لنا هذه الشرائح التحتية؟ يعني مثل الرعاة ونتيجة لأن كيلو اللحم أصبح يساوي عشر كيلو أرز ويعادل خمسين جريدة يومية، فالرعاة تغير وضعهم المجتمعي.. كذلك الحال مع المغامرين والباحثين فى مجال التعدين والذهب ارتفعوا ارتفاعا اجتماعيا كبيرا وبسط لهم فى الرزق، كذلك الشريحة التى جاءت عن طريق الاغتراب، كذلك الشريحة التى صعدت عن طريق الفساد وهنالك الشريحة المربوطة برجال الأعمال والبنوك (الآن مجالس إدارات البنوك تأخذ 5% من أرباح البنوك). هذا تردٍّ كبير بالطبع فى نظرك؟ نعم أزمة كبيرة فى أي بلد يكون أعضاء طبقته الوسطى فى حاجة للزكاة. أذن تجربة الحكم وخلال هذه السنوات الطويلة يابروف كانت عالية الكلفة وهزت كل شيء؟ قسمت الحركة الإسلامية مشروعها ووحدتها وكلفت السودان وحدته وخلفت كل جراح دارفور هذه. والله... نعم أعتقد أنها كانت مكلفة ولكني أراها الآن فى طريقها للانفراج.. فما تم من اتفاق فى أديس أبابا يدل على أن الجنوبيين لأول مرة يعوا الدرس وأنه لافكاك لهم من الشمال ففى الخمسة عشر شهرا المنصرم خفضوا مرتبات الضباط ومؤسسات الدولة وإن كان هناك مافي دولة وكاد يحدث عندهم تمرد عام (قال عام ممدودة) ولولا أن الاتحاد الأوربي يدفع لهم 241 مليون يورو سنويا والولايات المتحدة تدفع لهم المبلغ والأمم المتحدة نفس المبلغ بمجموع بليون يورو سنويا لانهار الجنوب دولة ومجتمعا وهم يعرفون قيمة الشمال ويعرفون أن كل ماينسجونه من كتب حول الإبادة والاغتصاب والرق كلها قصص ما أنزل الله بها من سلطان وأنها مجرد إسقاطات نفسية فكرية صنعها الرجل الأبيض واتضح لهم جغرافيا أنه لا جدوى للجنوب من دون الشمال وفشلت الكنيسة فى ربط الجنوب بشرق أفريقيا واقتنعوا أنهم ليس لهم مكان فى التاريخ إلا بالاتجاه شمالا. عفوا دعنا من الجنوب قليلا..ألم نعِ نحن فى الشمال الدرس أيضاً؟ نحن أيضا لن نكون بدون الجنوب، اهتز اقتصادنا بشدة عقب الانفصال واقترب من الانهيار لماذا لا ترى هذا؟ هذا مؤكد أن جوبا فضاء مهم للخرطوم ولكن ليس كما قلت.. شيل العامل بتاع البترول، البترول بعد 23 سنة لن يكون لا في الشمال ولا في الجنوب وحين يكون الأمر كذلك فلا بد أن يعتمد كل على موارده الذاتية ونحن فى العام القادم سيكون لدينا إنتاج ضخم من الحبوب ولدينا عائدات ضخمة من الذهب، الربيع العربي وفر لنا انفتاحا جيدا وعلاقات خارجية مبشرة. مشكلة النخبة الإسلامية هي هذا التفكير نحو الشمال العربي مع أنه ثبت أن عافية الاقتصاد السوداني مرتبطة كليا باستواء العلاقات مع الجنوب أولا وثانيا؟ من قال هذا؟ الخبراء. فالمفاضلة الاقتصادية كلها لمصلحة الجنوب. الاحتياط المائي والغطاء النباتي والحيواني كلها فى الجنوب وهو سوق لمنجاتنا الصناعية المحلية هذه إنشاء (قالها بالانجليزية)... هذا كلام نظري فالسعودية وهي من أكبر الاقتصادات ليس بها غطاء نباتي ولا مائي.. قطر.. لماذا تقوم قطر بكل هذه الأدوار؟ لأنها امبراطوريه مالية فى حين أن الكنغو هي أكبر دولة بها غطاء نباتي ومصادر مائية فى أفريقيا ومع هذا فهي دولة محطمة ومفلسة وفاشلة... فالجنوب الآن ما فيه غير الضجر والملل وذبابة التسي تسي... كدى أمشى أعمل صحفي فى الجنوب ثلاثة أشهر لا أظنك تستطيع أن تصبر. عفوا بروف مدن كثيرة فى الشمال لا تستطيع الصبر فيها ثلاثة أشهر.. أنت تقول هذا من هنا ولكن الجنوب يمثل مصدر أساسي للحياة لكل قبائل الحدود من لدن جنوب النيل الأزرق وحتى دارفور؟ هذه العملية استمرت خمسمائة عام فماذا كان وقعها؟ ماذا أضافت؟ الزراعة والرعي يابروف تقيم عماد 70% من سكان السودان؟ هذا جدل.. السودان فى الشمال ومنذ خمسمائة عام أقام الممالك من موارده الخاصة... حتى السودان الحديث اعتمد على مشروع الجزيرة والسكك الحديدية وميناء بورتسودان.. فالجنوب حتى سنة 48 كان مناطق مقفولة..أنا طبعا أتفق معك حول حقيقة أن القبائل الحدودية من المهم استواء العلاقات مع الجنوب لكن اقتصاد الدولة الحديث لا يقوم على ذلك فلنفرق بين الاقتصادات المجتمعية واقتصاد الدولة الحديثة، فإذا راجعت ميزانية السودان فى الخمسين سنة الماضية ستجد أن دارفور والجنوب كانتا عبئا على الاقتصاد والى الآن.. ففى كل السودان لا توجد منطقه لديها فائض تعطيه للحكومة المركزية ال26 ولاية قبل الانفصال وبعد الانفصال تظل خصما على الحكومة المركزية. إذن هذه ليست علة خاصة بالجنوب وحده؟ علة الجميع نعم نعم أصلا المنطقة المنتجة هى منطقة النيل.. كانت تأتيه التجارة من غرب أفريقيا.. من مالي.. الآن لو قلت لدول الخليج نعطيكم النيل وتعطونا البترول سيقولون لك هذه صفقة رابحة. وماذا فعلنا نحن بالنيل لماذا نحن غير قادرين من الاستفادة منه؟ هذه مسألة أخرى مرتبطة بالإنسان والأرض والعدوان الخارجي و... دعنا نتحدث يابروف عن أزمة الحكم.. وبعد 23 سنة هل سيؤمن الإسلاميون أن من الأفضل لهم التصالح مع الديمقراطية والتداول السلمي كما ينعم بهذا إسلاميو مصر وتونس؟ لا بديل لهم.. لا بديل لهم إلا الإيمان بكرامة الإنسان والديمقراطية وفتح النوافذ على العالم الخارجي و.... من يقل لهم هذا؟ أنت !! وأنت يابروف؟ أنا قلت هذا عن طريقك من خلال هذا الحوار..أنت الذى ستنقل قولي عبر هذا الحوار الصحفي طيب وبما أنك قريب منهم هل تشعر حقا بوجود قناعة حقيقية فى داخلهم بضرورة هذا التحول فى المفاهيم؟ مؤكد. إذن أقرب محطة لإنجاز هذا التحول هو الانتخابات القادمة؟ هل سيتم هذا؟ لا بديل.... فالآن هنالك وعي كبير وهنالك انفتاح وهنالك تفكر ورؤى وموازنات وأكيد أنه بعد 23 سنة من السلطة لابد أن تفكر فى أنك تودع هذه الأمانة للأجيال الجديدة وتكون بمثل ما استشهد الناس لإقامة هذا النظام فيجب علينا نحن الذين لم تكتب لنا الشهادة ألا نكون أقل وفاء منهم.. فعليهم إذن الاستشهاد بالتخلي عن الوظائف. هل المؤتمر الوطني بكلياته سيستوعب أن ينتقل لمربع المعارضة بعيدا عن كراسي السلطة طائعا مختارا؟ أرجو أن يكون هذا واضحا بالنسبة لهم وأن الديمقراطية تعنى التداول السلمي للسلطة وكما حكمت تحكم، وتستطيع أن تقدم نموذجا فى السلطة ونموذجا فى المعارضة. يابروف مفردات الدستور الإسلامي كانت مفردات تفرقة أكثر من كونها مفردات وحدة وكانت مجرد شعار سياسي تخلى عنه أصحابه عندما صعدوا الى السلطة و.. شوف شوف الإسلاميين ليسوا قادمين من الجنة. هم خرجوا من الرحم السوداني بكل تشوهاته وكل طقوسه وكل مآلاته وأشواقه وبالتالي هم ليسوا شيئا واحدا فيهم المجاهد وفيهم من هو غير ذلك.. فيهم من عندو(دينوميتر) يقيس به تصرفاته وفيهم من عنده (دنياميتر) يقيس بها تصرفاته. يابروف أنا أقصد المجموعة الحاكمة الآن.. كلهم رفعوا شعار الدستور الإسلامي وهاجموا به المنافسين ثم تخلوا عن هذا وحكموا بدستور علماني عندما احتاجوا لإشراك الحركة الشعبية فى الحكم؟ هذه مراجعات كبيرة.. كثير من السودانيين يقولون ويتحدثون الآن عن الدولة المدنية بوعي فالهوية الآن الغالبة هى الثقافة العربية الاسلامية وهذه الهوية هى مشروع الأغلبية والكثيرين يريدون حرق هذا المشروع بالأقليات وباسم حقوق الأقليات هذا غير مقبول. رجعنا مرة أخرى للعموميات..أنا أظن يابروف أن مشروع الأغلبية فى السودان ليس مشروع الثقافة العربية الاسلاميه بل الديمقراطية هي مشروع الأغلبية فى السودان. أبدا..أنا أعتقد أنهما يتكاملان ولا يتعارضان والناس يطرحون هذين المشروعين وكأنهم خطين متوازيين هنالك مسببات فالأغلبية العربية الاسلامية فى السودان ومنذ المهدية كانت ضحية التدخل الخارجي وبمسميات متععدة سواءً كانت حقوق الإنسان وحماية الأقليات وسحق هذه الاغلبية..أنا أعلم الآن أن كل المكونات السياسية إذا حكمت أمة أو إسلاميين أو اتحاديين أو حتى الشيوعيين فسينزلون الى مطلوبات المرجعيات الاسلامية لأنها مطلوبات الأغلبية. أذن لماذا تتخوفون من المشروع الديمقراطي فى السابق وكثيرون من الاسلاميين يرفضونه حتى الآن؟ هذا قصور فى الرؤى فالقوى الاسلامية فى تونس ومصر وغيرها تتجه الآن للديمقراطية لتحقيق مطلوباتها الفكرية ولكني أيضا أظن أن العدوان الصارخ على الإسلاميين هو الذى جعلهم يصدون عن الديمقراطية فيعتبرونها آفة، فمؤامرات الجيش ضدهم فى الجزائر والسودان معروفة ماهو الدرس إذن؟ الإسلاميون وعووا درس أن يصبروا ويصابروا وألا يستعجلوا الرد بالانقلابات العسكرية فالانقلابات العسكرية كالعمليات الجراحية وهى قد تكون فاشلة فى بعض الأحيان. فما تقول للذين تنادوا قبل أيام لكتابة دستور إسلامي وقالوا إما دستور إسلامي أو الجهاد؟ أقول لهم (ورونا) مفهوم الدستور الاسلامي وأن يأصلوا كثيرا من المفردات أولا.. فلو سألت أحد الصحابة عليهم الرضوان عن كلمة دستور فلن يفهم شيئا فهي ليست مفردة عربية ولكن إذا قلت له عهد أو ميثاق فسيفهم وعليهم ألا يستخدموا كلمات مبتدعة ل يعرفها السلف أنفسهم أما إذا كان مقصود بدستور اسلامي تطبيق الشريعة فإنها مطبقه فى كثير من المجالات وقوانين الأحوال الشخصية ولكن إذا أرادوا أن يقولوا إن هنالك مرجعية اسلامية فى شأن نظام الحكم فالقرآن كله فيه آيتين عن الشورى وليس فيهما تحديد معين ويمكن إسقاط مفهوم الآيتين على الديمقراطية فينتخب الناس حكومتهم... طبعا إذا كانت الديمقراطية تعنى مطلق الحريات فهذا لا يمشي مع الطبيعة الاسلامية لأن حرية المرأة فى جسدها تزني وتجهض مثلما يسمح بذلك فى أمريكا وأوربا فهذا يتعارض معنا وغير مباح فى الشريعة الاسلامية. الغرب نفسه لديه تقييد للحريات فقانون عداء اللاسامية؛ فالذى ينكر الهولوكوست يتعرض للسجن عشرين عاما... فعايز أقول داخل الديمقراطية هناك البعض يعلي شأن بعض الأشياء والبعض الآخر يخفض شأن بعض الأشياء حسب الثقافات، فهنالك قيم الدولة المدنية وحقوق الانسان وسيادة القانون وحرية الصحافة يجب أن نعض عليها بالنواجذ فأنا لا أقبل أبدا بمسألة الرقابة القبلية أو البعدية على الصحف؛ الرقابة يجب أن تكون فقط قضائية. هل بينك وهذه الجماعات حوار مباشر حول هذا؟ يعني.. لم ينقطع أصلا التواصل بيننا.. هم لديهم إسقاطاتهم الدينية وأنت لا تستطيع. حتى فى الصلاة فى المساجد كانت تدور مضاربات بين القابضين فى الصلاة وبين الباسطين يضحك ورأينا بعض الناس همهم فى الدين صراع المقابر هدم القباب والمزارات فهذه إشكالات. هل ترى أن صراع الدستور الإسلامي هو بذات شاكلة صراع الباسطين والقابضين؟ ألا تراه أعمق من ذلك؟ أبدا والله ما أعمق لكن الجماعات الإسلاميه كلها مطالبة بضبط المصطلحات حتى تستطيع تحديد ماذا تريد حتى لا تدور فى الفارغ. بروف الحركة الإسلامية فى السودان الآن أصبحت مسبوقة من قبل الحركات الاسلامية فى المنطقة فكيف تدرك هي هذا؟ كل الحركات الإسلامية فى المنطقة كانت كالأيتام.. فالإخوة فى تونس تحركوا من السودان وبعض الإخوة فى مصر تحركوا من السودان كذلك الجزائر والمغرب واليمن تأثروا كثيرا بنا ولكن كل تلك الدول أعمق منا فى التقاليد الإسلامية فمصر أرض النبوة تحرك فيها الأنبياء وهي مركز إشعاع إسلامي وثقافي في العالم ولكن الحركة الإسلامية فى السودان امتد وهجها وقدراتها من انطلاقتها من الجامعة وجمعت بين الثقافة الاسلامية والعصرية وبجهد ذاتي وكانت سباقة فالمراكز الاسلامية فى أوروبا أنشأها السودانيون. عفوا بروف أنا لا أقصد السبق التاريخي. أقصد السبق المفاهيمي.. هذه الحركات صعدت للحكم جماهيريا وديمقراطيا. فى ليبيا لولا أن الحركة الإسلامية فتحت الحدود وسمحت للقوات بالدخول لما سقط القذافي.. فالقذافي لم تسقطه الضريات الجوية. يابروف الإسلاميون فى الشق الآخر قاتلوا الى جانب القذافي وهنا أقصد المرحوم خليل وهذا مايؤخذ على الإسلاميين أنهم يقاتلون مع السلطة حسب المصلحة. شوف.. الذى يتحدث إليك الآن (يقصد نفسه) سافر مع القذافي الى تمبكتو ودخل معه الى جمعية الدعوة الاسلامية. فالقذافي كان له إسهاماته فى العمل الإسلامي فى مرحلة من المراحل وليست كل سيرة القذافي خطأ والذين يحكمون ليبيا الآن كانوا مع القذافي.. فالقذافي لو كان يعلم اللحظة التاريخية التى كان يجب أن يترك فيها السلطة لأصبح يزار فى ليبيا كولي من أوليائها فللرجل أفضال على ليبيا وجعل منها قوة عسكرية ويكفي أن حلف الأطلسي احتاج الى ثلاثين الف طلعة جوية لكسر شوكته فمن يتحمل من الدول الآن هذا، لكنه مثله مثل غيره تجاهل مسألة الحريات والجيل الجديد مثل علي عبد الله وزين العابدين وحسني مبارك و.... هل ثمت من فى المنطقة يتجاهل هذه اللحظة التاريخية التى يجب فيها التخلي عن السلطة؟ مؤكد. يوجد مؤكد. وأرجو أن يكون لنا درس لنا نحن فى السودان إذن أنت ترى أن هذه اللحظة التاريخية قد حانت فى السودان؟ أكيد أكيد أكيد. وإذا لم يستشعر بها المؤتمر الوطني؟ إذا لم يحدث فستبرز القوة البديلة مؤكد. هل تتوقع إذا فاتت هذه اللحظة التاريخية على الحكام أن تعبر عن نفسها بعنف؟ أرجو ألا يحدث ذلك..أرجو ألا يحدث ذلك. دعني أقول لك بصراحه يابروف إني أشعر أن هنالك مشكلة فى ممارسة الشورى والتناصح فيما بينكم كإسلاميين داخل تنظيم واحد؟ أين المشكلة؟ إذن من يستطيع مثلا أن يقول للرئيس من باب النصح أن 23 سنة من الحكم تكفي؟ أنت. أنا؟ ولماذا ليس أنت؟ أقصد جيلكم الحالي، الزمن القادم هو زمانكم أنتم. ولكن جيلكم هو من ثبت هذا النظام فما هو دوركم؟ نحن الآن لا نصلح... نحن نستعد لمرحلة المعاش وبعضنا لمرحلة مابعد المعاش. جيل الحركة الإسلامية الآن محارب... قلت ضاحكا أسموا أنفسهم بالسائحين. الحريات الآن تنتزع ولا تمنح، فإذا ظل الوضع كما هو لن تبرز القوة الجديدة المنوط بها الاستمرار. مؤتمر الحركة الإسلامية؟ ماذا يراد به فى هذا الوقت؟ أولا هو يأتي فى ظروف الربيع العربي.. الربيع العربي قائم على مفاهيم الشفافية والحركة الإسلامية تريد أن تعوض مافاتها من ذلك، ثم هنالك مراجعات كبيرة وسط الاسلاميين وهذا يحتاج الى حوار ثم أن دائرة العمل الإسلامي قد توسعت جدا لم تعد هي تلك الدائرة الطلابية فى جامعة الخرطوم فالآن طلاب الحركة الاسلامية فى السودان يتجاوزون ال50 ألف طالب، فنحن محتاجون مؤتمرات وليس لدينا جريدة داخلية للتواصل والسؤال هو كيف يتم تجديد القيادات ومراجعة التجربة الماضية والمشروع المستقبلي. نتوقع تغييرات على مستوى الدولة إذن من خلال مؤتمر الحركة الإسلامية؟ لابد من هذا فالرئيس عندما تحدث عن عدم التجديد لنفسه كان يقصد هذا ونائبه علي عثمان عندما تحدث عن الجمهورية الثانية كان يقصد أن تأتي وجوه جديدة فإذا كانت الجمهورية بنفس الوجوه القديمة فما فى داعي لنحت هذا المصطلح. عفوا السيد علي عثمان أطلق هذا المصطلح من باب المواساة لانفصال الجنوب؟ حتى لو كان هذا المصطلح قيل لهذا يجب أن يأخذ وضعه الطبيعي إذن الجمهورية هي مشروع تجديد حقيقي على كل الأصعدة؟ يجب أن يكون كذلك على مستوى المفاهيم والرؤى والأشخاص وكل شيء من يقود هذا؟ الحوار.. الحوار القائم الآن سيفضي الى هذا فلا بد لهذا الجيل أن يبرز ويتكلم. جيلنا يجب أن يفكر فى المعاش وأن يكون وضعنا استشاري وروحي. كل هذه مفردات الربيع العربي.. هل ترشح أن يحدث ربيع عربي داخل القوى السياسية نفسها ويبدأ بالحركة الإسلامية؟ وأرجو أن يقود القائمون على أمر المؤتمر الوطني هذا بأنفسهم وألا يأتي هذا نتيجة مماحكة ومشادة. بروف سعت الحركة الإسلامية لتخطي الطائفية فى السودان وحاولت تمزيق مكونات الأنصار والختمية ولكنها تستعين الآن بهذا المكون الطائفي عبر رموز منه فى دست الحكم هل هذا يضاف الى فشل مساعي الحركة الإسلامية عموما؟ هذا كان قصر نظر.. من تريد أن تحكم؟ شعب وسلسلة من الأجيال.. لا يمكن أن تلغي لمصلحة الحفيد، الحركة الإسلامية تريد أن تكون الحفيد فكيف لها أن تلغي الجد والحركة الإسلامية بدأت تعترف بمكونات السودان كله وتنوعاته ثقافات وأجيال ومفاهيم ومن الصعب أن تسقط الحركة الإسلامية فهمها على الآخرين؟ هذا جيد من ناحية ولكن المخيف أن بعض الإسلاميين يستبدل الخطاب الإسلامي بالخطاب العنصري ممثلا فى منبر السلام العادل؟ هو تيار استفاد من الظرف العام، ظرف الحروب والتعدي وأخطاء نيفاشا والقصور الذى لازمها وحماقة الذين تمردوا أمثال عقار والحلو أنت تعكس الأمور تمرد هؤلاء جاء نتيجة التعبئة ضدهم من قبل هذا المنبر؟ هذه وجهة نظرك ولكني لا أعتقد ذلك فهؤلاء كنا نمد لهم يدنا فى نيفاشا فلا يصافحوننا. هذه بعض ترسبات الخطاب الديني العنيف الذى وجهتموه ضدهم طيلة السنين الماضية الخطاب الديني ليس رصاص هو خطاب هم أيضا كان لديهم خطاب نعم ولكن جراح الحرب ومآسيها وقعت عليهم هم دون سواهم هذا جدل تاريخي من بدأ ومن تأذى كيف ترى مستقبل هذا التيار؟ أرى أن تتاح له الفرصة ليعبر عن نفسه وعندما يصل الى السلطة سيقدم تنازلات بعد أسبوعين فقط لأنه لابد من الحوار والتسوية والاتفاق ثم لن يأتي تيار للحكم فى السودان ليفرض على الناس شيئا..لقد اتضح أن المزاج العام هو الأقوى والأكثر تأثيرا من كل التيارات التى تعرض نفسها للحكم فحتى لو حكموا بعد شهور سيختلفون ويتنازلون وسيتطبعون مع المجتمع الاسلامي. مثل مافعلتم أنتم؟ مؤكد. ولكن من يتحمل كلفة تجريب المشاريع السياسية الخاصة هذه؟ مؤكد هذه هي المشكلة (تكلفة التجريب) هنالك اتهام لكم ولك أرجو أن يتسع له صدرك حالة العداء الشديد التى تكنونها للجنوب جعلكم تمسكون تجاهه بالخطاب الديني الجهادي باليد اليمنى وتمسكون بالخطاب العنصري تجاهه باليد اليسرى..أين العقدة؟ لا هذا الحاجز ليس محصورا هكذا.. انظر الى العلاقة بين الشمال والجنوب منذ أيام عبود ونميري لماذا تتجاهل هذا؟ بالنسبة لنا أول تزاوج بين شمالي وجنوبي فعلته الحركة الإسلامية. يابروف التزاوج بين الشمال والجنوب قديم. قد تكونوا فعلتموه بأهداف سياسية حزبية. غير صحيح نحن أبرزنا قيادات جنوبية حقيقية قادت العمل الحزبي والدعوي فى الشمال والجنوب وهي أسماء معروفة وأصيلة أعذرني ولكني أشعر أنكم تتحدثون وكأن تاريخ السودان بدأ معكم وينبغي أن ينتهي معكم. أكون مخطئا إذا فكرت هكذا ويكون غيري مخطئا أذا فكر هكذا. هذا عمليا موجود فمثلا عندما تتحدث عن أسلمة الجنوب وتعريبه تتحدث وكأن الحركة الإسلامية هى التى فعلت هذا مع أنه من المعروف أن هذا تم عبر عمليات تواصل تاريخية طويلة قد تكونون نقطة فى بحرها؟ مؤكد مؤكد ولكن نقطة هذه شوية بسيطة (وانفجر ضاحكا).. قل.. دعنا نقل نحن سطرا فى هذا الكتاب هل تتوقع أن يصمد الاتفاق الأخير؟ يقع ثم يقوم ويقع ثم يقوم.. ولكنه سيستمر.. المبوظاتية هنا وهناك كثيرون وحايشتغلوا. استفسار يابروف.. قلت فى حوار سابق إن الخلافة الراشدة كلها استمرت 30 عاما مع ملاحظة أن أطول الخلفاء عمرا يقتلون... ما المغزى من هذا؟ أردت التنبيه أن الجماعات تحب التجديد حتى لو كان للأسوأ تحت شعار مابكيتم من شئ إلا وبكيتم عليه فالذين قتلوا عثمان بكوا عليه والذين قتلوا عليا أيضا بكوا عليه والذين قتلوا عبد الحميد فى تركيا بكوا عليها و... هل بكيتم على الديمقراطية؟ والله حتى لو لم نبك عليها نؤكد أن الحكام الذين حكموا السودان من خلالها من أعظم أهل السودان.. يعني لا نستطيع أن ننتقص من مكانة الزعيمين عبد الرحمن المهدي والسيد علي الميرغني، وأستطيع أن أصف الأزهري بأبي القومية السودانية ولكن إعلامكم أخطأ فى فترة من الفترات فى حق الرموز وحاول تشويه كثير من صورتها ما يقوله الإعلام والصحف لا يدحض حقائق التاريخ الموجودة فى الكتب وهذا الإعلام سيخطئ ويتعلم ويستفيد. إذن تريد أن تقول إن السودانيين بدأت تنتابهم حالة ضجر. مؤكد ملل وضجر ولا بد أن تبرز وجوه جديدة من خلال القدرات الذاتية والعطاء والممارسة متى ذهبت لآخر مرة لدار المؤتمر الوطني؟ قبل سنتين؟ ومتى كان آخر مرة قابلت الرئيس البشير؟ فى زواج ابنة الشهيد عبيد ختم؟ هل يمكنك أن تقدم له نصحا مباشرا من خلال هذا الحوار؟ ليس هنالك إشكال وهو من أحسن الناس الذين لديه سماحة وقدرة على الاستماع. فما هي نصيحتك له من خلال هذا الحوار؟ التجديد وسيادة القانون و... هل يشمله هذا التجديد؟ نعم. والتداول السلمي للسلطة واتساع الصدر خصوصا خصوصا للصحافة.