أعفى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وزير الصحة أكرم علي التوم دونا عن بقية الوزراء المستقيلين بناء على طلب رئيس الحكومة الانتقالية في اطار ترتيب هياكل الحكم ومواءمتها مع مطالب الشارع التواق لإحداث التغيير بناء على مطالبات مليونية 30 يونيو الاخيرة التي طالب خلالها الثوار بتصحيح المسار. كواليس ما جرى صباح الخميس كانت دعوة معنونة للوزراء لاجتماع طارئ في مجلس الوزراء خلاله كان واضحا أن حمدوك وضع يده على اعوجاج في طاقمه سبب قصورا وكان سببا في خروج الشارع لتصحيح المسار الذي بدأ بإقالة مدير الشرطة ومطالبة الوزراء تقديم استقالات جماعية في محاولات اعادة الأمور الى المسار الذي ينبغي أن تكون فيه وفقا لرؤية الشارع حيث طالب حمدوك الوزراء بتقديم استقالاتهم ليستجيب كل الطاقم باستثناء وزير الصحة أكرم علي التوم الذي صدر قرار بإعفائه من منصبه. فلاش باك مثل وزير الصحة حالة من الجدل المتواصل وصل قمته ابان ازمة كورونا التي سلطت الاضواء على اكرم على التوم ووزارته حيث كانت خلافاته مع اللجنة العليا لمكافحة الجائحة في كيفية التعامل مع الازمة بداية من اشكالية ادخال العالقين وصولا لإقدامه على نشر توصية الوزارة بمد فترة حظر التجول الشامل في البلاد وتقليل ساعات الحركة في مقابل اعلان الحكومة عبر قرار اللجنة استئناف اعادة الحياة لطبيعتها بشكل حذر لجهة المصاعب التي تواجهها عملية الاغلاق الكامل للبلاد في ظل تطاول الحظر. خلافات ممتدة الخلافات بين اكرم والآخرين لم تقتصر على لجنة مكافحة الجائحة وانما تمددت لتشمل وزير المالية المستقيل إبراهيم البدوي الذي اتهمه التوم بالتصرف في اموال الدعومات المقدمة للتصدي لجائحة كورونا وسبقت ذلك كله معارك دارت رحاها داخل الوزراة مع عدد من المدراء وصلت هي الاخرى ذروتها خلال الآونة الاخيرة حين آثر عدد منهم الاستقالة والترجل عن العمل رغم أن عددا منهم جاء الى الوزارة في عهده وبطلب منه للعمل معه الا انه اختلف معهم واختار الاستغناء عن بعضهم حين كل مشكلة فضلا عن قرارات اغلاق المستشفيات وما ترتب عليه من انتقادات عليه وعلى الوزارة مرورا بمعركته مع شركات الأدوية ومستورديها التي كان نتاجها الازمة المستعصية على الحل حتى اللحظة. قرار متأخر واعتبر بروف ابوبكر ابراهيم استاذ علم الامراض القريب من الوزارة للسوداني إن قرار اقالة اكرم التوم تأخر كثيرا، مبينا أن ازمة كورونا دفعت بما يجري في الوزارة الى الواجهة وعرت اكرم وطريقة ادارته المختلة للوزارة، مشيرا الى أن استقالات كوادر الوزراء و مدرائها واشكالات المستشفيات وازمة الدواء كانت كلها أعراضا لما سببه اكرم للقطاع الصحي الذي كان انقاذه في قرار اعفائه. اقالة متوقعة بينما ذهب مدير مستشفى الأمين حامد للاطفال، د. والي الدين الفكي في حديثه للسوداني إن اقالة الوزير اكرم علي التوم كان متوقعا لجهة صعوبة الوزارة ووجودها تحت الاضواء، الامر الذي اوجد اصطفافا ما بين مؤيد ومعارض لسياسات اكرم التوم حيال الملفات المرتبطة بالوزراة والتي طفت الى سطح الاحداث مما اوجد الحاجة لعملية تقييم موضوعي، مبينا انه بحكم قربه من القطاع فإن التوم حاول واجتهد بيد أن الاختلاف حول الوزارة وسياسات اكرم كان كبيرا.