محل (...) الشهير لبيع التمباك، لم يكن هو الوحيد الذى شهد مثل تلك النقاشات المحتدمة، فالعديد من محلات التمباك في العاصمة القومية بالأمس كانت ساحة للنقاشات والملاسنات و(الاشتباكات) أحياناً، وهو مارصدته (كوكتيل) أمام محل تمباك شهير بأمدرمان، حيث قام أحد الزبائن باستفزاز البائع بشدة، ليقوم الأخير برشقه بأحد الأوزان الحديدة المستقرة إلى جانبه، ولولا تدخل بعض الأجاويد الحاضرين لحدث مالا يحمد عقباه. (2) إبراهيم-صاحب محل تمباك بوسط الخرطوم- قال ل(كوكتيل) إن جميع الأكياس التي لديه قد نفذت، وأضاف أن ذلك الأمر عرضه لخسائر فادحة وذلك بسبب الانخفاض الهائل في نسبة الشراء، فالكثيرون-على حد تعبيره- كانوا يصلون إلى المحل ويعودون أدراجهم دون الشراء وذلك بعد أن يكتشفون نفاذ الأكياس من المحل، بينما قام آخرون بشراء (علب كريمات) من محلات مجاورة وقاموا بافراغ محتواها وغسلها ومن ثم جاؤوا بها إليه ليعبئ لهم بداخلها التمباك، واختتم إبراهيم حديثه ل(كوكتيل): (بصراحة بالطريقة دي حنقفل كلنا، واحتمال كبير نشوف لينا أي شغلانية تانية). (3) على ذات السياق تحدث ل(كوكتيل) عبد الله محمد-بائع تمباك- حول الموضوع، مشيراً إلى أنه أصيب بالرهق جراء المشادات التي تحدث ما بينه والزبائن بسبب انعدام الأكياس، وواصل: (لما تعبت شديد من النقاش والشد والجذب قفلت المحل).!...أما رفيقه حسن الطاهر فقد أكد أن الوضع صار صعباً جداً على مهنتهم عقب إيقاف التعامل بالأكياس، وزاد: (نحنا تحديداً مفروض نتعامل معاملة خاصة لأنو الأكياس عندنا ضرورية وليست كمالية).! (4) بالمقابل، لم تخلُ مواقع التواصل الاجتماعي في السودان من تناول ذلك الحدث بالكثير من التندر والسخرية، ورصدت (كوكتيل) عشرات البوستات الإسفيرية أمس وهي تتحدث عن موضوع انعدام أكياس التمباك، ومن بينها بوستات (التمباكة) أنفسهم والذين أكد بعضهم أن قرار إيقاف أكياس التمباك كان أصعب عليهم بكثير من قرار زيادة الرغيف، أما آخرون فقد تناولوا الموضوع من باب السخرية، حيث قام بعضهم بإرفاق صور ل(علب كريمات) مشيرين إلى أنها البديل القادم، بينما قام آخرون بالإشارة إلى عودة قوية لعهد (الحقة)-والتي كانت تستخدم قديماً في حفظ التمباك-. (5) مصادر عليمة أكدت ل(كوكتيل) أن هناك حلولاً قادمة وضعتها الجهات المختصة لتفادي الآثار السالبة الناتجة عن قرار منع الأكياس، ومن بين تلك الحلول مايعرف ب(الأكياس الذكية)، وهو الحل الذى سألت عنه (كوكتيل) عدداً كبيراً من أصحاب محلات التمباك، ليؤكد بعضهم عدم علمهم بمثل هذا الأمر، بينما تعامل آخرون مع ذلك الحل بسخرية كبيرة، حيث قال أحدهم وهو يطلق ضحكة عالية: (الأكياس الذكية دي لما ترميها في الشارع بتمشي تفتش مكان النفايات براها).! (6) عموماً، المشهد الآن أمام محلات التمباك بالعاصمة يشهد توتراً كبيراً، فالغالبية العظمى من الشباب المتعاطين للتمباك يرفضون رفضاً قاطعاً العودة لاستخدام (الحقة) التي وصفها بعضهم بالحل (المتخلف)، بينما يجد أصحاب محلات التمباك صعوبة كبيرة في تفهم وتقبل الزبائن لقرار منع الأكياس، وهو ذات الأمر الذي دفع بعضهم للإعلان صراحة عن تفكيرهم الجاد في إغلاق محلاتهم تلك، أو تحويل تخصصها إلى تجارة أخرى لا تكون (الأكياس) عنصراً أساسياً فيها.!