لعناية سعادة الفريق أول/عبدالفتاح البرهان مع التحية والتقدير في إطار صراعات الحياة المتجددة بين الخير والشر والتنافس الحامي بين القيم الإنسانية لتسود ، يرى أهل الفقه أن من الشروط الجوهرية للتوبة الإصرار على عدم العودة للماضي والمخالفات التي تودي بصاحبها نار جهنم والثبات على التوبة في وجه المغريات ووساوس الشيطان ليقفز التائب الى دائرة التوابين والمتطهرين الذين يحبهم الله وتلك بالطبع بضاعة غالية ومهرها نفيس ، وعلى ذلك المنوال وعلى فكرة التوبة ودعاتها نسج أحد الشعراء بيتاً من عيون الشعر عاب فيه على الصالحين وأئمة الخير الردة القبيحة عن ما يدعون الناس إليه ، فقال (لا تنهي عن خلق وتأتي بمثله * * * عار عليك إذا فعلت عظيم) . مناسبة هذه المقدمة سعادة السيد/رئيس مجلس السيادة أن السيد/وزير الداخلية كان قد أصدر في وقت سابق قراراً شجاعاً بتكوين لجنة تختص بمعالجة قضايا ضباط الشرطة المفصولين تعسفياً في عهد النظام البائد اعتباراً من 1989م الى 2019م ، وهذا قطعاً قرار يسعى لتحقيق العدالة المنشودة وإنصاف كل من لحقه ظلم ، والعدل كما يقولون هو أساس الحكم ولا تستقيم أحوال المجتمع إلا به في كل زمان ومكان خاصة أن ثورة ديسمبر التي تفجرت وروت أرض السودان بدماء الشباب الطاهرة آلت على نفسها تطبيق الشعار الذي رفعته وهو الحرية – السلام – والعدالة ، وهو الشعار الذي يجبر خاطر المظلومين وكل أصحاب (الغبائن) التي طال عهدها، وهو شعار يناسب أشواق الناس في إقامة دولة العدل التي تسود فيها سيادة القانون وتنطفئ به كل بؤر التوتر والحروب المشتعلة في إطراف السودان ، وفضلاً عن ذلك كان الفصل التعسفي أو ما يعرف بالصالح العام يجد استهجان كل الشرفاء لأنه معيار غير إنساني وغير حضاري ولا يتفق مع المعايير التي أوجدته المنظمات الدولية كضمانات مستحقة لحقوق الإنسان في العمل والعيش الكريم، وبالطبع القرار الشجاع لوزير الداخلية في بحث قضايا المفصولين تعسفياً والذي أشرنا اليه في صدر هذا المقال بديهى أن ينم عن قناعات السيد الوزير إلا أننا تفجأنا وفي عهده وتحديداً في 27فبراير2020م بكشف إحالات ضباط شرطة لم تشهد الشرطة مثله في كل تاريخها حيث تقول الإحصاءات أن عدد المحالين بلغ (1115) ضابط شرطة مما عدته كل الدوائر القريبة من الشرطة أن هذه الإحالات وبهذا العدد الضخم شكلت سابقة ، مما يعني أن التعسف ما زال موجوداً ويحظى برعاية كاملة من مسؤولي ثورة الحرية والتغيير . السيد/رئيس مجلس السيادة كشف المحالين تعسفياً أمام منضدتكم حسب التسريبات ، وهم إخوة لنا وزملاء لا نحمل لهم إلا النوايا الطيبة والدعوات لكم بالتوفيق في جبر ضررهم بما أوصت به اللجان التي تكونت لذلك الغرض ، فقط نشير الى أن التعسف لم يقف عند تلك الكشوفات بل تمدد في عهدكم الميمون وعهد الحرية – العدالة – السلام ، عهد دولة القانون والدليل على ما نقول إحالات (27/2/2020م) والغريب في الأمر أن الكشوفات (شالت سيدة وخلت حرم) .