بحضور تسعة من أولياء دم الشهيد عقدت المحكمة أمس الجلسة الثالثة لمحاكمة رائد الدعم السريع المتهم بقتل الشهيد حنفي عبد الشكور الذى لقي مصرعه في (3)يونيو الماضي 2019م بام درمان في حادثة دهس بسيارة المتهم . وطوّقت مركبات الشرطة منذ الصباح مبنى المحكمة، وأغلقت الطرق المؤدية إليها .. بالدخول إلى قاعة المحكمة تم تعقيم جميع الحضور والزامهم بارتداء الكمامات للحد من انتشار جائحة كورونا..و بدأت المحكمة بتسجيل هيئة الاتهام عن الحق العام والحق بالاضافة الى هيئة الدفاع. مشاهد ال(سي دي) والصور بدأت الجلسة بمشاهد مقطع الفيديو الذي يوثق للحادثة، قال المتحرى بانه وبتاريخ 5/1/2020م تم العثور على مقطع تم تصويره من قبل أحد الثوار ومدته(19) دقيقة والمقطع يوضح الحادثة ، كما تم عرض مجموعة من الصور للعربة أداة الجريمة وهي عبارة عن معروضات في البلاغ بعدها تم تسليم العربة الى الادلة الجنائية ، وأكد المتحري للمحكمة بأن الشخص الذي صور المقطع لم يتم التحري معه لانه أرسل المقطع مع شخص أخر خوفا على نفسه ، موضحا أنه تم تحويل المقطع من الشخص الى رئيس القسم وتم نقله بعدها بفلاش . وبعد مشاهد المقطع بدأت هيئة الاتهام بمناقشة المتحري الثاني وكيل نيابة ام درمانجنوب ممدوح عبد الله، الذي أكد أن الحادثة وقعت فى الساعة السابعة صباحا، وأن المتهم كان يقود عربة بوكس دبل، قادما من الشمال الجغرافي الى الجنوب حينها تم اعتراضه من قبل الثوار وكان من ضمنهم الشهيد حيث كان يطالبونه بالرجوع، وأضاف: (حينها رفض المتهم الرجوع واستعدل خلف وقام بعكس الشارع ). وأبان المتحري أن المتهم زاد السرعة على بعد (10) خطوات من الشهيد، وقام بدهسه بالصدام الامامي للعربة على صدره .. وكشف المتحري عن ان المتهم تم تتبعه بواسطة ثلاثة أشخاص بعربة الى ان وصل المتهم تقاطع بانت غرب، وهنالك ذهب اليه أحد الشباب، وتحدث معه، الا أن المتهم أشهر له سلاح وهدده بالقتل. صلاة الصبح وأفاد المتحري بأن الشهيد فى يوم الحادثة أدى صلاة الصبح مع الجماعة فى المسجد يوم الحادثة وبعدها خرج مع الشباب. واكد الشهود بان المتهم كان يحمل عدد (سريرين) فوق العربة الا أنهم (وقعوا) على الأرض اثناء مطاردته، ونفى المتحري تحريز (السراير) معروضات فى البلاغ ، كما تعرف الشهود على العربة البوكس بالعلامة الموجودة في(صندوق العربة ) نتيجة الضرب عليها بواسطة أحد الثوار ، وأضاف المتحري بأن أحد الثوار قام بضرب العربة الى أن تكسر جزء من الزجاج . سبب الوفاة والطابور المتحري كشف للمحكمة عن أن سبب الوفاة هو الجروح وكسر فى عظام الجمجمة والنزيف الدموي تحت السحايا بسبب الاصطدام وذلك وفق التقرير الطبي الصادر من مشرحة أمدرمان . وأكد المتحري للمحكمة بأنه تم عمل طابور شخصية بقسم الشرطة للمتهم، إلا أنه تسرب على مواقع التواصل الاجتماعى مما أجبره على إعادة عمل طابور مرة أخرى، موضحا بانه تم بعدها عمل طابور شخصية لثلاثة أشخاص (3) مرات ولكن لم يتم تدوينه فى يومية التحري . المتهم فى (دوكة) وذكر المتحري أن المتهم في افادته ابان انه غادر ولاية الخرطوم منذ السادس والعشرين من رمضان الى منطقة دوكة بولاية القضارف التي قضى فيها فترة طويلة وعاد إلى الخرطوم بعد اسبوعين من العيد، كما ذكر أنه شاهد عملية فض الاعتصام من اجهزة الاعلام وانه ايضا لم يكن موجودا في تلك الفترة وأن العربة كانت بحوزته طيلة هذه المدة ولم يكن على معرفة بالمجني عليه اصلا ولم يقم بزيارة الدوحة امدرمان. المبلغ (خال الشهيد) فيما كشف المبلغ في البلاغ عصام الدين عمر (خال الشهيد) بأنه هو من قام بتدوين البلاغ بالقتل بعد الحادثة بثلاثة أيام وذلك بقسم شرطة الدوحة ، مشيرا الى انه سمع من الحضور بأن الشهيد تم دهسته عربة بوكس (دبل كاب) نافيا زيارته لمسرح الحادثة أو حضوره لغسل جثمان المرحوم ، كما أكد المبلغ للمحكمة بان الشهيد طالب بجامعة التقانة وليس لديه أى انتماء سياسي. شاهد الاتهام الأول أفاد رقيب شرطة يونس آدم المحكمة بأنه فني تصوير بقسم الجريمة، وورد له اتصال هاتفى من الضابط المناوب بقسم شرطة الدوحة وبناء عليه توجه الشاهد الى قسم الشرطة ووجد العربة (أداة الجريمة ) في القسم وقام بتصويرها واثناء التصوير وجد زجاجا مهشما في الباب الخلفي اليمين، وأضاف الشاهد للمحكمة بأنه حرز (الزجاج) وتم تسليمه معروضات في البلاغ ، عرضت المحكمة على الشاهد الصور وأكد بأنه هو من قام بالتقاطها . طلب للمحكمة فى سياق متصل تقدم ممثل الاتهام عن الحق الخاص للمحكمة بطلب وهو أن المتهم رائد بقوات الدعم السريع وكان يعمل سابقا بجهاز الامن والمخابرات الوطني طلبا حماية شهود الاتهام في القضية فيما تقدمت هيئة الدفاع عن المتهم برد مكتوب سلمته لقاضي المحكمة . وعقب الاتهام ذاكر بان الشاهد هو عين وأذن المحكمة ويجب حمايته أذ يتردد الشاهد في شهادته إذا كان هناك خطر يواجهه دون أن تتوفر له الحماية وأن حماية الشهود من أوجه الاكرام وحددت المحكمة الجلسة القادمة للفصل في الطلب . فلاش باك وقُتل الشهيد حنفي في يونيو العام الماضي، عقب فض الاعتصام، حيث تعرض للدهس بواسطة إحدى مركبات الدعم السريع أثناء حراسته ل"المتاريس" بحي الدوحةبأم درمان، وتسلّمت السلطة القضائية منتصف يونيو الماضي، ملف بلاغ الشهيد حنفي عبد الشكور من النيابة، ويُواجه الاتهام في البلاغ ضابط برتبة رائد بقوات الدعم السريع. ودوّنت نيابة أم درمانجنوب، البلاغ تحت المادة (130) من القانون الجنائي والمتعلقة بالقتل العمد.