برغم كفاءته التي كانت معيارا في اختياره واليا، الا أن عواصف جمة تحاصر الشاب القادم من كسلا الى كسلا.. فالاعتصام الرافض لتوليه منصبه ما يزال قائما، فضلا عن تناسل الشائعات المتحدثة تارة عن التراجع عن تعيينه او تلك التي تتحدث عن اتخاذ خطوات عمليه في اتجاه الحكم الذاتي لشرق السودان.. فمن يرفض عمار؟ محطات مهمة: آخر محطات المواجهة في رفض الوالي الجديد، جاءت قبيل الاجتماع المقرر يومي الأربعاء والخميس بالخرطوم، وضم اعضاء في مجلسي السيادة والوزراء من جهة وبعض المكونات الاجتماعية والسياسية بولاية كسلا لحسم الخلاف الدائر حول تعيين والي ولاية كسلا.. حيث اعلن الوالي المعين صالح عمار في تسجيل مصور بمناسبة عيد الأضحى المبارك، إن مجلس الوزراء أرجأ مغادرته إلى ما بعد عيد الأضحى لمتابعة عدد من الملفات المتعلقة بالولاية مع الوزراء المختصين.. رد الفعل على تعيين عمار جاء سريعا وصاخباً حيث تم اعلان اعتصام اغلق طريق الخرطومبورتسودان القومي في منطقة العقبة، وكبري داخل مدينة كسلا رفضه لتعيين الوالي. واعلن ناظر الهندوة ان الحكومة الاتحادية اخطرتهم بإيقاف التعيين وعقد اجتماع بعد نهاية عطلة عيد الأضحى للتشاور حول تعيين وال جديد. الاجتماع الرهان تزامنا مع الاجتماع المشترك الذي يفترض يحل الاشكال، كشف الناشط علي سيد ابو آمنة عن تعذر اجتماع لجنة السيادي بالناظر ترك ضمن عدد من الإدارة الأهلية من مؤيدي مسار جوبا. وقطع في منشور بصفحته أن الناظر رفض الاجتماع رفضا قاطعا، وامتنع عن الذهاب للاجتماع. وكشف ابو آمنة عن عقد اجتماع عاجل للمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، متوقعا أن يخرج الاجتماع بقرار العودة للتصعيد، منوها الى الشباب في كسلا والبحر الاحمر مهيئون لذلك. الاجتماع مع لجنة المجلس السيادي تقرر بعد رفض الوالي الجديد في كسلا واعلان المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة عن اعتصام.. ومن المفترض في هذا الاجتماع ان يتم مناقشة رفض تعيين والي كسلا. التصعيد الماثل في الشرق تمت تهدئته بناء على اتصال عضو نافذ بالمجلس السيادي الناظر ترك مطالبا اياه بالتهدئة ورفع الاعتصام الى حين الاجتماع به خامس ايام العيد بالخرطوم، بيد ان ترك رفض لجهة ان الاجتماع تجاوز المتفق عليه بضم المؤيدين لمسار جوبا التفاوضي حول الشرق في تجاوز للاتفاق بين ترك وعضو مجلس السيادة. وبحسب معلومات(السوداني) فإن رفض ترك للاجتماع يعود الى ان الناظر ترك قبل شهرين شكل كيانا وحضر الى الخرطوم للاجتماع بحمدوك وحميدتي والبرهان، كاشفا عن رفضه الواضح لمسار جوبا وتعيين الولاة في الشرق، وتم الاتفاق على التشاور، الا أن الحكومة اعلنته واليا لكسلا دون التشاور. حديث آخر اللجنة الإعلامية لوفد محمد الامين ترك ناظر عموم قبائل الهدندوة، أكد لقاء الناظر ترك قادة المجلس السيادي واللجنة الأمنية عصر الجمعة الماضية بالقصر بحضور أعضاء من المجلس السيادي بقيادة الفريق أول شمس الدين كباشي ومحمد الفكي سليمان وآخرين وبحث اللقاء مجريات الأحداث المتعلقة برفض تعيين صالح عمار واليا لكسلا . وكشفت اللجنة الاعلامية عن تمسك ترك برأي إجماع أهل الولاية الرافض لعمار، واضاف بيان اللجنة : اكد قادة السيادي استعداد المجلس لعقد لقاء جامع يضم كافة اعضاء الوفد المكون من غالبية مكونات الولاية دون استثناء، منوها الى أنه تم التداول مع الناظر ترك حول ترتيبات اللقاء المزمع عقده في غضون (48)ساعة للاستماع لآراء أعضاء الوفد دون استثناء ومعرفة أسباب رفضهم لتعيين صالح. وأكدت اللجنة أن اسباب عدم مشاركة الناظر ترك في اجتماع الإدارات الأهلية يوم الخميس جاء من منطلق أنه صاحب المبادرة وحرصا منه على مشاركة أعضاء وفده للجلوس مع السيادي واللجنة الأمنية، بيد أن وفد الناظر هم قادة المكونات التي أطلقت نداء الاعتصام بولايتي كسلا والبحر الأحمر الاعتصام الذي دخل اسبوعه الثاني بسنكات وجسري صفتي القاش بكسلا رفضا لتولي صالح . اصرار على التعيين من جانبه وازاء الحصار الاسفيري كذب مكتب رئيس الوزراء د. حمدوك اي تراجع عن قرار تعيين عمار، في وقت اعلن فيه المجلس المركزي لقوى الحرية و التغيير كسلا في مؤتمر صحفي، ان ما يحدث الآن هو بترتيب من استخبارات خارجية و دول لا تريد لشرق السودان الاستقرار، منوها الى تثمينه الدور التاريخي للادارات الاهلية لكن اختيار الوالي حق اقرته الثورة و الوثيقة الدستورية، واضاف: ان كان للادارات الأهلية حق ترشيح الوالي فما هو دور الاحزاب السياسية " على ضعفها"؟. وكشف وفد المجلس انه سيتجه للقاء حمدوك يوضح فيه رفض القوى الثورية ويرفض اي محاصصة قبلية في هذا الشأن، واضاف: نحن حريصون على التعايش السلمي و ايقاف الاصطفاف، وقال المجلس ان ما يدور بين الادارات الاهلية و المجلس السيادي هو مفاوضات و محاصصات و ليس للمجلس السيادي اي حق في تعيين اي وال غير صالح عمار، مشيرا الى عزمه الضغط على المركز لاستعجال وصول عمار في بحر هذا الأسبوع. عموما يبدو أن تمسك رئيس الوزراء فضلا عن المجلس المركزي للحرية والتغيير بكسلا بتعيين عمار ينطلق من المعايير التي تم الاستناد عليها في اختياره بعيدا عن انتمائه القبلي او الاثني، فضلا عن أن التراجع عن قرار التعيين ازاء ضغوط اي قومية من القوميات من شأنه ان يفتح الباب لتجارب مماثلة.. وطبقا للكثيرين فإن المشهد الاخير سيكون لصالح عمار فالفتى يمتلك رصيدا وسيرة ذاته تؤهله لادارة الولاية، فمن يرفضه لا يستند على اسس موضوعية..