كانوا يعولون كل التعويل على ما يعرف بتجمع المهنيين ويغلظون بشدة على من له ملاحظات على ذلك التجمع الذي هو يمثل الجميع وعليه المدار في إدارة الشأن العام ثم تركوا ذلك فسمعنا ببقية من الحرية والتغيير تنادي بعملية ترميم وإعادة تجميل لتكون هي الخلاص والملاذ للجميع وذلك بعد خروج إحدى سكرتاريات تجمع المهنيين منها لتبقى السكرتارية الأخرى داخل الحرية والتغيير تنادي بنفس ما ينادي به من عملية ترميم وتجميل. كما انشغلت السكرتارية الأخرى لتجمع المهنيين الخارجة عنه بتكوين تحالف جديد شمل ما يقارب ال 15 تنظيماً سياسياً ونسوياً ونقابياً وشبابياً وجهات مسلحة ينوون بذلك الإحلال كحاضنة جديدة محل ما تبقى من مكونات للحرية والتغيير. وهناك تحالف ثالث يتزعمه حزب الأمة تحت مسمى العقد الاجتماعي يسعى لضم قوى سياسية أخرى عديدة أيضاً ليحل محل قوى الحرية والتغيير أو بمعنى أدق يعمل على إعادة هيكلة للحرية والتغيير. والبعض لما لم يكن ذلك السباق التحالفي المحموم مقنعاً قالوا إن الحل والرك على لجان المقاومة فهي الحاضن الوحيد للثورة فعليهم أن يتجمعوا حتى يحموا الثورة من نفسها المتمثلة في تلك التحالفات المتباينة. هذا هو حال من ائتمناهم على ثورتنا ودعمهم الشعب السوداني بالتأييد المطلق وصالح وخاصم فيهم ولا إجابة لسؤال من يسأل عن سبب تمسك كل هذه التحالفات المتباينة بتنظيم الحرية والتغيير غير ما يوجد داخل الوثيقة من امتيازات لمن يبقى عضواً ملتزماً بها فهكذا حال من يقدم المحاصصات والحقائب الوزارية ومصالحه الضيقة على المصلحة العليا لذلك تجدهم جميعاً مع اختلافهم يصرون على بقاء راية الحرية والتغيير لما فى وثيقتها الدستورية من ميز وحظوظ ، لذلك وصلوا بنا إلى هذا الحال. والبعض لا زال يخدر إن لم نقل يخادع في الشعب السوداني بأن الأمور تسير على ما يرام ولا بد من الصبر في تقديري لم تجتمع أسباب لتدخل القوات المسلحة مثل ما اجتمعت اليوم فى قحت ومن تشظي منها فالبلاد مهددة بالحروب في كل طرف من أطرافها وانفرط الأمن حتى داخل المدن وضاق المواطن ذرعاً بالأحوال المعيشية التي ظلت تتفاقم على رأس كل ساعة وليس على رأس اليوم والأوضاع تنذر بالانفجار في كافة الصعد والمجالات المختلفة ولم يعد هناك تفكير في إصلاح من قبل تنظيم الحرية والتغيير مما يؤكد لجوءنا إلى الخيار المفضول وهو تدخل القوات المسلحة للإعلان عن انتخابات مبكرة برغم المتفق عليه من إبعاد العسكر عن ذلك فهو ليس خيار أفضل ولكن قد يعرض على العمل المفضول من العوارض ما يجعله أفضل من الفاضل بكثير. والله المستعان وهو ولي التوفيق