* حالات الخطف والسلب في الخرطوم التي تحدث هذه الأيام ان تم السكوت عليها ستتحول إلى ظاهرة وهي حالات غير قليلة ومتزايدة بشكل مقلق حتى أصبحت رؤية خطف جهاز موبايل أو شنطة فتاة منظرا مألوفا. * الأدهى من ذلك ان عمليات الخطف والسلب تتم باطمئنان كبير والانسحاب من موقع الحدث لا يتم بطريقة من يخشى القبض والعقاب وهذا دليل على ان النهابين باتوا واثقين من أن لا أحد ينجد المنهوب رجل قانون كان او فزعا او ان العقاب حالة القبض عليه لا يشكل رادعا يمنع من معاودة الجريمة وربما كل ما سبق ذكره صحيح. * مع تزايد حالات الخطف في بعض طرقات وأسواق الخرطوم ظهرت حالات السلب سواء كانت باقتحام المحلات التجارية او البيوت وسط التهديد بالأسلحة البيضاء. سيما (السواطير) وعدم اجتثاث هذه الحالات سيحيلها في غد إلى ظاهرة أيضا ويكون السلاح الناري بديلا عن السلاح الأبيض. * القوات النظامية مع دورها المطلوب لن تستطيع وضع حد لحالات النهب والسلب والتي تتطلب برأيي وقفة صلبة من المجتمع كله ولعل السبب في عدم تفشي هذه الظاهرة في السودان في الماضي على الرغم من انتشارها في كل مدن العالم يعود لطبيعة المجتمع السوداني المعروف بخصال الفزع والنجدة وإنقاذ المنهوب. * بما أننا أمة شابة بالأرقام والإحصائيات حتى يكاد لا يخلو شارع او سوق في الخرطوم من وجود مجموعة من الشباب مارة او جالسة في الأماكن العامة والتي يمكنها الاستجابة لأي نداء او التحرك من تلقاء نفسها لمجابهة اية حالة نهب او سلب وهناك بالفعل أمثلة لذلك في بعض أحياء الخرطوم استطاع خلالها الشباب من السيطرة على اللصوص وتسليمهم للجهات المختصة. * ان تنظيم دوريات من الشباب في الأحياء وعلى الطرقات وإدراك حالات الخطف هو السلاح الأنجع لتقليل حالات الخطف والسلب وتجفيف منابعها وهناك أحياء ومناطق في الخرطوم لا يجرؤ اي مجرم من دخولها وذلك لأن سمعة أهلها في ردع المجرمين بلغت كل مجموعاتهم وممالكهم. * استمرار أجسام عصابات (النقيرز) أمر محير لما للقوات النظامية من إمكانيات ومعلومات كفيلة بأن تقضي على هذه المجموعات الخارجة على القانون في فترة وجيزة ولكن هذه العصابات تتكاثر بشكل دوري ومكشوف! * ما لم تضع الجهات المختصة حدا لما يجري على شباب الثورة التحرك من خانة الدفاع للهجوم وما من أحد في الخرطوم اليوم لا يعلم مواقع عصابات النقيرز والتي هي ذاتها من ترسل فتيانها لنهب الناس على الطرقات وفي الأسواق. * إن التفريط في الأمن سوف يكلف الخرطوم والبلاد كلها غاليا والتفريط يبدأ بالتهاون والتقليل من المخاطر حتى يتسق الفتق على الراتق. * الخطف والسلب ليس غلاء أسعار او سوء خدمات يمكن التعايش معه او الاحتجاج عليه بالمنشورات او حتى المسيرات وموقف حاسم في شهر واحد يمكن ان يقضى على المخاوف. * ما لم نتحرك اليوم فسوف نجد في الخرطوم في غد متاريس تقوم لتجريد المارة من ممتلكاتهم ولقد حدث ذلك فعلا في بعض الشوارع الطرفية وقد ينتقل ل (سنتر) الخرطوم.