*في العام 2007م تقريبا استضافت كلية الموسيقى والدراما فرقة موسيقية تُمارس نشاطها في اسبانيا وبدعم سخي من السفارة الاسبانية بهدف إبراز الموروثات الموسيقية بين الشعبين. وتكونت الفرقة من أعضاء يمثلون دولا مختلفة كوباوأسبانيا والمغرب والسنغال والسودان، الفرقة كانت بقيادة رشا شيخ الدين وشقيقها الوافر شيخ الدين . *ومن ضمن أعضائها التقيت موسيقيا وصحفيا أسبانيا اسمه خوان بنجيا ،ودار بيننا حوار حول تأثير الثقافة العربية في الأندلس على الثقافة الأسبانية فيما بعد في كافة المجالات الإبداعية من العمارة وانتهاء بموسيقى الفلامنجو التي تأثرت كثيرا بالموشحات الأندلسية ودور زرياب في إضافة وتر إضافي لآلة العود. *لفت نظر الصحفي الإسباني يومذاك رفرفة أعلام الريال وبرشلونة على السيارات في شوارع الخرطوم وبعضها في أسطح المنازل وتعالت هتافات وتشنجات الجماهير واهتمامهم بمباراة الريال وبرشلونة. *وفي الموعد المحدد للمقابلة تساءل خوان بنجيا الصحفي والموسيقي الاسباني (عن سر اهتمام الناس بمباراة تجري في اسبانيا ويتردد صداها في أرجاء الخرطوم ؟ما الذي يستفيده الناس من كل هذا كل هذا الزخم الإعلامي لمباراة تجري في بلد يفصلها عنكم آلاف الأميال ؟) *لم أفكر في البحث عن اجابة وتركته يحلل ويفسر من واقع الأيام التي قضاها ضمن الفرقة وبحسه الصحفي بدأ يقرأ الواقع ويستنتج . *عزا الصحفي خوان بنجيا ، ذلك الى سياسة الإلهاء الذي تُمارسه بعض الدول الكبرى والكيانات المؤثرة في العالم اقتصاديا وسياسيا ،لتجعل الناس في معظم البلدان الفقيرة منصرفين عن قضاياهم الاساسية، وأضاف متسائلا ماذا فعلتم لمعالجة الأزمة المالية التي تأثر بها كل العالم؟ *بالأمس شاهدت معظم مواقع التواصل الاجتماعي (تردح) بعد هزيمة برشلونة وعاد الى ذاكرتي حديث الصحفي خوان بنجيا ، هل نحن نهرب من أزماتنا وتخدير أنفسنا بمتابعة كرة القدم ؟ نجلس متفرجين غير فاعلين في الحدث سوى (الهتاف عن بعد) وندفع ملايين الجنيهات للاشتراك في الوسيط الناقل للمباريات ،ونحن في امس الحاجة لأساسيات الحياة ،وأصحاب الفعل الحقيقي يكسبون مليارات الدولارات ، ماذا بعد انتهاء الحدث ؟؟. *هل نعيش عصر (التخدير) الممنهج عبر اللعبة الشعبية الأولى في العالم بامتياز ؟؟