امس الاول التأم اجتماع بين رئيس الوزراء عبدالله حمدوك ومركزية الحرية والتغيير، اكد على الدور الذي قامت به الحكومة الانتقالية في الانفتاح الاقليمي والدولي ورحب بزيارة وزير الخارجية الامريكي ورئيس الوزراء الاثيوبي، مؤكدا انها تؤكد الطريق نحو بناء علاقات خارجية متوازنة تحقق المصلحة الوطنية. اتفاق قانوني حمدوك قدم دعوة سريعة للمجلس المركزي للحرية والتغيير لاجتماع مهم أمس الأول، محللون اعتبروا الدعوة جاءت نتيجة للرسائل المتكررة على مدى يومين من رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان في رده على بعض ما ورد في خطاب رئيس مجلس الوزراء الأخير. بعد الاعلان عن الاجتماع المشترك توقع الشارع السوداني بأن يتم الاعلان عن قرارات مصيرية وبعض التحليلات ذهبت إلى أن حمدوك ربما اراد إخطار الحرية والتغيير باستقالته أو اتخاذ قرار تجاه الشراكة مع العسكريين، الا أن مخرجات الاجتماع جاءت عكس التوقعات، وخرج بيان عقب الاجتماع. عضو المجلس المركزي للحرية والتغيير حيدر الصافي اكد في حديثه ل(السوداني)، أن لقاء حمدوك بالحاضنة السياسية امر طبيعي، مشيرا إلى أن حمدوك اشار في خطابه الذي قدمه بمناسبة مرور عام على توليه المنصب بأنه يدعم المنتدي الخاص بالحرية والتغيير وهذا يوكد أن الطرفين حريصان على انجاح الحكومة الانتقالية، لافتا إلى أن رئيس الوزراء اطلع على مطالب الحرية والتغيير، مشيرا إلى انه اراد معرفة رأيها في زيارة وزير الخارجية الامريكي ورئيس الوزراء الاثيوبي. الصافي اكد أن لقاء حمدوك بمركزية الحرية والتغيير لم يتطرق إلى تصريحات البرهان حول الاوضاع في الفترة الانتقالية، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك جاء وفق اتفاق قانوني بين الحرية والتغيير والمجلس العسكري، وقال "مهما تعثرت المرحلة الانتقالية يظل حمدوك هو الرئيس الشرعي"، واعتبر النقد الذي يوجه للحكومة بأنه ايجابي، واضاف: سنظل ندعم حكومتنا الانتقالية ولن نتخلى عنها في اي محطة من محطات التعثر المتوقعة. استمرار التواصل محللون اشاروا إلى أن حمدوك يلجأ إلى الحاضنة السياسية عندما يتعرض لضغوط، مشيرين إلى لجوئه لمركزية الحرية والتغيير قبل مليونية 30 يونيو الماضي، لافتين إلى أن حمدوك كان يعلم الاستعداد المبكر لتلك الاحتجاجات لذلك لجأ للحرية والتغيير لتهدئة الشارع، واشاروا ايضا إلى لقائه أمس الاول بالحاضنة السياسية بعد رسائل رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان التي المح فيها إلى رفضية النقاط الواردة في خطاب رئيس مجلس الوزراء الاخير، الا أن حيدر الصافي اكد ل(السوداني) أن اي علاقة على المستوى النظري لا تنفذ كما هي في الممارسة، في المؤتمر الصحفي لتعيين الولاة اكد حمدوك أن التواصل مع الحرية والتغيير مستمر. وطبقا للبيان المشترك بين رئيس الوزراء والحرية والتغيير فإن الاجتماع أكد أهمية مواصلة الحوار مع الولاياتالمتحدة حول العلاقات المشتركة، ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ورفع العقوبات التي تحرم السودان من استحقاقاته الدولية، واعتبر أن قضية التطبيع مع إسرائيل ليست من مهام الحكومة الانتقالية، مؤكدا حق الشعب الفلسطيني في اراضيه وحق الحياة الحرة الكريمة. الاجتماع اوضح موقف السودان بشأن سد النهضة، والعلاقات مع إثيويبا الشقيقة، وتنفيذ الاتفاقيات السابقة حول الحدود، ولفت إلى أن علاقات السودان بالمملكة العربية السعودية تشهد تطورا ملحوظا وان ذلك يدعم المصالح المشتركة. قضايا جدلية هذه ليست المرة الاولى التي يلتقي فيها رئيس مجلس الوزراء بمركزية الحرية والتغيير، سبق أن اجتمع بها قبل 30 يونيو الماضي، وهو الموعد للخروج في مواكب، وخلال الاجتماع وعد رئيس الوزراء بتنفيذ مخرجات الاجتماع من بينها تعيين الولاة المدنيين و تشكيل وفد مشترك عالي المستوى للقاء كل من الجبهة الثورية والحركة الشعبية بقيادة الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور والعمل على إزالة كل العقبات التي تعترض مسار السلام، بالاضافة إلى التقييم المشترك الكامل لأداء الوزارات المختلفة وإجراء الإصلاحات والتعديلات الوزارية اللازمة، لكن ماتزال بعض النقاط عالقة مثل تكوين المجلس التشريعي بسبب المفاوضات الجارية في جوبا وتحقيق العدالة وإكمال أعمال لجان التحقيق في لجنة فض الاعتصام بتوفير المعينات اللازمة للتحقيق. المحلل السياسي د.عبده مختار اشار في حديثه ل(السوداني) إلى أن رئيس الوزراء في الظروف العادية له مستشارون في العمل التنفيذي، لكن في وقت الازمات أو عند القضايا الكبيرة يحتاج للرجوع إلى الحاضنة السياسية، وقال (هذا تصرف حميد لانها الجهة التي تعبر عن الشرعية الثورية وعبرها تم تصويت الشعب لحمدوك نفسه. واضاف هي بمثابة جسم استشاري سياسي خاصة في غياب البرلمان تبقى (المركزية) هي الجهة الوحيدة التي يستند اليها كلما استفحلت الازمات ). مختار اعتبر أن الدعوة السريعة من حمدوك للقاء مركزية الحرية والتغيير امر طبيعي، مشيرا إلى أن القضايا التي ناقشها الاجتماع مهمة وتحتاج رأيا سريعا وواضحا، وتوقع أن يكون الاجتماع قد ناقش تصريحات رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان حول تدهور الاوضاع الاقتصادية ورمى باللائمة على الجهاز التنفيذي، وقال "ربما اتفق الطرفان على عدم ذكر تلك النقطة لوسائل الاعلام تجنبا للاثارة"، مشيرا إلى انها قضايا جدلية. وقال "اذا رد الطرف الآخر علنا ربما يسبب نوعا من الأزمة والمشهد السياسي وربما تؤثر على العلاقة بين المكون المدني والعسكري في الحكومة الانتقالية، وقال إنه من المهم لاستقرار الفترة الانتقالية أن يكون هناك نوع من الحكمة والتنازلات من هنا وهناك.