تاريخ تأسيس منظمة الدعوة الإسلامية يعود للعام 1980م أي أنها بلغت من العُمر 38 عاماً، ما يجعلها رائدة المنظمات الخيرية والإنسانية في العالم الإسلامي. ما السبب الذي جعل المنظمة تركِّز جُلّ أعمالها في القارة الإفريقية؟ لأنَّ المُستعمر حين خرج من القارة الإفريقية ترك خلفه مشكلات لا حصر لها في التعليم والصحة وغيرهما، ما نتج عن ذلك حروب ونزاعات وأمراض ومشكلات لا حصر لها، وبالتالي اجتمع الخيرون وأسسوا هذه المنظمة لتكون وسيطاً بين أهل المال (المُنفقين) وفقراء إفريقيا (المحتاجين). حالياً ما هو المهم الذي يشغل المنظمة؟ الآن تستعد المنظمة بقيادة السودان "دولة المقر"، لاستضافة اجتماعات مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في دورته (27)، وذلك في منتصف الشهر الجاري؛ لمدة يومين وبمشاركة نحو (100) من رموز العمل الإنساني والخيري والدعوي من شتى قارات العالم. ما الغرض من قيام هذه اجتماعات؟ الغرض هو مناقشة تقارير الأداء عن الدورة الماضية، وإجازة استراتيجية المنظمة الرباعية (2018-2021)، وانتخاب الأمين العام ونائبه ومراجعة عضوية مجلس الأمناء، بالإضافة إلى مناقشة عدد من أوراق العمل الإنساني والخيري في إفريقيا وتحدياته. ما الرسالة التي تهدف لها مشاركة نحو (100) من رموز العمل الإنساني والخيري والدعوي من شتى قارات العالم؟ بالتأكيد مشاركة هؤلاء تعني مباشرةً؛ مشاركة العالم في خطط وبرامج منظمة الدعوة الإسلامية باعتبارها منظمة عالمية تعمل في أكثر من 40 دولة إفريقية، تغطي مجالات التعليم والرعاية والتنمية والبحوث والدراسات والدعوة. طيِّب، انعقاد مجلس الأمناء في هذا التوقيت هل لأنه الزمان (الروتيني) أما لارتباطه بأحداث بعينها؟ الاثنان معاً، فإضافة لحلول الوقت المحدد لانعقاد مجلس الأمناء، هنالك ضرورة أخرى ومُلحَّة هي الأوضاع التي تواجهها إفريقيا الآن، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود من كل العالم للمسارعة بتقديم خدمات التنمية والخدمات للمحتاجين من غذاء ودواء وغيرهما من كوارث طبيعية كالمجاعة والظروف البيئية. ما هي التحديات التي تواجه منظمة الدعوة الإسلامية الآن؟ بلا شك، فالتحديات كثيرة أهمها (مسألة) التمويل، وكذلك المحافظة على انتشار المنظمة في إفريقيا، إلى جانب تحديات أخرى تتمثل في وضع استراتيجيات لمواجهة النهوض بالإنسان الإفريقي في مجالات التعليم والصحة ورعاية وكفالة الأيتام. كيف يتم الانتشار والوصول إلى فقراء القارة الإفريقية؟ المنظمه لها 40 فرعاً في دول إفريقيا ومن خلالها يتسنَّى لنا الوصول إلى الفئات المستهدفة وإنشاء المشاريع. هل تعتمدون على دعم الخيرين فقط أم للمنظمة مشاريع استثمارية تدر عليها دخلاً يعود للفقراء؟ المنظمة تمتلك مؤسسات واستثمارات اقتصادية ناجحة جداً منها على سبيل المثال شركة دانفوديو، ومؤسسة خاصة بالتعليم (مدارس المجلس الإفريقي للتعليم) لمرحلتي الأساس والثانوي والتي يدرس بها حوالي (7000) طالب وطالبة. بما أنها منظمة خيرية، لماذا لم يكُن التعليم (مجاناً) للطلاب بمدارس المجلس الإفريقي؟ الرسوم التي تفرضها مدارس التعليم الإفريقي على طلابها مناسب جداً مقارنة بالمدارس الخاصة الأخرى، هذه واحدة أما الثانية فالمنظمة لديها العديد من المدارس الخيرية. الذي نعرفه وربما يعرفه الجميع أن لمنظمة الدعوة الإسلامية مدارس للتعليم الخاص، فأين هي المدارس الخيرية (المجانية)؟ المدارس الخيرية التابعة للمنظمة منتشرة بجميع ولايات السودان، وحتى في الخرطوم توجد مدارس بشرق النيل وكذلك جنوبالخرطوم، مع العلم أن عائد المدارس الخاصة يذهب لدعم هذه المدارس (المجانية). التعليم عندكم ينحصر في مرحلتي الأساس والثانوي فقط؟ لا، فالإضافة للتعليم الأساسي والثانوي هنالك اهتمام بالدراسات والبحوث ويقوم بهذه المهمة معهد مبارك قسم الله للبحوث والتدريب، وأيضاً وهنالك مؤسسة لتأهيل الدعاة من الجنسين الرجال والنساء. وكل ذلك مرتبط باهتمام بالغ بالإعلام حيث استطاعت المنظمة تأسيس عدد من إذاعات ال(إف إم) في كثير من الدول الأعضاء. هل لكم نشاط في المجال الصحي؟ نعم، من ضمن أذرع المنظمة، المؤوسسة الصحية العالمية وهي عضو في الأممالمتحدة وتنشط في مجال تقديم الخدمات الصحية والإغاثة بشكل عام وتعمل في مجال الطوارئ ومكافحة الأوبئة والمشكلات المستعصية في إفريقيا. *هل ينحصر عمل منظمة الدعوة الإسلامية - على الأقل بالسودان - في إنشاء المؤسسات بمختلف أنواعها وأهدافها، أم أن هنالك دعما مباشرا يذهب للفقراء؟ المنظمة تنشط في قضايا اليتامي ومكافحة الفقر وتقديم الخدمات عبر ذراع الجمعية الإفريقية للأمومة والطفولة وتكفل العشرات من الأيتام.