العلم والعلماء هم من أهم المرتكزات الأساسية لحياة الناس..ولولا الله ثم العلم لما وصلنا إلى التطور من التقنيات الثقافية في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعسكرية..وأن للعلم والعلماء منزلة كبيرة في الإسلام لما لهما من فضل وشرف وارتفاع مكانة عند الله عزّ وجلّ وعند الناس جميعاّ..لأن العلم نسب ما لا نسب له،وعز من لا عز له، وفخر من لا فخر له، وغنى من لا غنى له، وخير طريق لجلب حظ الدنيا والآخرة. لذلك قال عليه السلام: مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة ومجالسة العلماء عبادة وأُنزلت سورة النمل وكان محورها العلم. أهمية العلم في حياتنا: العلم له ضرورة واضحة وملموسة وأساسية في حياة الإنسان مثل الطعام والشراب..وربما يحتاج الناس للعلم أكثر من حاجتهم للطعام والشراب لأن حاجة العلم ملازمة في كل الأمور المتعلقة..بالحياة بينما الحاجة للطعام والشراب عند العطش والجوع فقط.. قال عليه السلام العلم خير من المال، المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الأنفاق بل أنه عمود الارتكاز وبناء الأمم وتقدمها.. قال عليه السلام طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة فللعلم في الإسلام مكانة لا تدانيها مكانة فهو مفتاح العبادة وسراج الطريق للمسلم وهو إيمان والعمل تابعه، ويكفي أن أول آية نزلت من الوحي الإلهي على رسول الله صلى الله عليه وسلم-تأمر بالقراءة (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) والقراءة هي مفتاح العلم (الذي علم بالقلم) والقلم هو ناقل العلم..الذي ينقل العلم من شخص إلى آخر ومن جيل إلى جيل ومن أمة إلى أخرى..ويقوم مقامه الآن المطبعة، المطبعة قلم متطور قلم العصر . كما يقضي العلم على الجهل والتخلف والفقر..وغيره من الأمور الحياة التي قد تعمل على تراجعه،وتخلفه..ويساهم العلم في العديد من تطورات الحياة وبناء المستقبل المناسب والمشرق للدولة والأسرة والفرد، اضافة إلى توفير معيشة كريمة وحياة راقية. وبالعلم.. يمكن أن يتخطى جميع العقبات والحواجز التي تقف في طريقه..وبالعلم يعرف الفرد والأسرة جميع حقوقهم وواجباتهم تجاه الدولة والمجتمع..ويذكر أن الإسلام حث على العلم ورفع من قدر العلماء، فقد قال رسول الله في ذلك عليه السلام: من سلك طريقاً يطلب به علماً، سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاً لطالب العلم،وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض، والحيتان في جوف الماء،وإن فضل العلم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب وقال ايضاً: تعلموا العلم فإن تعليمه حسنة، وطلبه عبادة،والبحث عنه جهاد،وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة،وبذله لأهله قربة فإن كل خطوة يخطوها الإنسان في الدنيا في طلب العلم ينال بها الجزاء العظيم يوم القيامة ويمتلئ قلبه بنور العلم فتضيء له الدنيا..فتتبدد ظلمات الجهل.. وينقذ الناس من المهالك بعلمه كما يسعى كل من في السموات لنجاته من الكثير من المهلكات والمتاعب في حياته. ما معنى العلماء ورثة الأنبياء: يعتبر العلم إرث الأنبياء،والعلماء هم ورثة لهم..لما قدموه من اجتهاد علمي..وتناقله من جيل لجيل حتى وصل إلينا بطريقة مفهومة وواضحة وصحيحة ومتطورة أكثر.. أن من أعظم خصائص ومناقب العلماء أنهم ورثة الأنبياء وهم لم يرثوا منهم مالاً أو متاعا من متاع الدنيا،بل ورثوا عنهم العلم-وذلك بأن الأنبياء عليهم السلام.. خير خلق الله تعالى في الأرض؛فورثتهم لابدّ أن يكونوا خير الخلق من بعدهم وهم العلماء كما أنه من المعروف أن الميراث ينتقل من المورّث إلى ورثته الأقربين الذين يقومون مقامه من بعده، ولا يقدر على القيام مقام الرّسل-عليهم السلام-وأداء رسالتهم ودورهم في التبليغ والدعوة إلى الله تعالى وتعليم دينه بعد الأنبياء إلا العلماء وفي اعتبار العلماء ورثة الأنبياء- إشارة للناس وتنبيه لهم بواجب احترامهم وتوقيرهم، والرّجوع إليهم في شؤونهم وطاعتهم،فهذا حق لهم كما هو حق للأنبياء-عليهم السلام. ويُعد العلم أقوى وأفضل سلاح قد يمتلكه الإنسان في حياته وللصمود أمام الأعداء بجميع أشكالهم..وبالعلم يتم حراسة صاحبه، ويبقى معه حتى الموت..يذكر أن العلم لا يفنى وهو في تطور دائم ولا ينتهي أو يتوقف ويبقى ما بقيت الأمم على الحياة، قال عليه السلام أطلب العلم من المهد إلى اللحد وهنا يأتي دور العلماء في المجتمع في إيجاد الحلول للمشاكل التي يمر بها المجتمع. جاء الإسلام بالعديد من الأدلة التي أشار الله تعالى فيها إلى مكانة العلم والعلماء في الكثير من آيات القرآن الكريم مما ذكر فيه علوّ مكانة العلماء قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فاطر،28 وقال تعالى (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ). أي أن العلماء لهم مكانة عظيمة في الإسلام،ومن قبلهم الأنبياء الذين أختارهم الله وكفلهم بالدعوة إليه-وأن الهدف من العلماء هو رسالة دنيوية إسلامية.لأن فائدة العالم منفعته متعدية التبليغ تتعدى غيره من الناس بينما تقتصر منفعة العابد على نفسه فقط..لذلك كان في فقدهم خشية من قبض العلم وانحساره بين الناس،فقال عليه السلام: موت العالم مصيبة لا تُجبر،وثلمة لا تسد وقال الإمام علي زين العابدين: عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد هكذا هي مكانة العلم والعلماء وأحقيتهم في ورثة الأنبياء لذلك أجمل ما قاله الرسول عليه السلام فيهم: من وقّر عالماً فقد وقر ربه وقال ايضاً النظر إلى وجه العالم حباً له عبادة إنه مما لا شك فيه أن للدين سلطانا على النفوس لا يعدله سلطان وإن لعلماء الدين الربانيين ومؤسسات العلم والدعوة-تقديراً خاصاً عند الناس،ولذا فإن بإمكانهم أن يؤدوا دوراً عظيماً ويعزفوا على هذا الوتر-ويؤثروا تأثيراً بالغاً،ببرمجة الناس وتوحيدهم-من هذا الاضطراب والتفرقة والشتات والتعصب المذهبي والذل والهوان الذي تعيشه الأمة الآن..وجمع شتات المسلمين ولمٍّ شملهم وتوحيد صفوفهم تحت راية الإخوة الإسلامية خاصة مع الشباب للأسف هناك فجوة بين الشباب والعلماء..لأن العلماء تخلوا عنهم. إن جماهير المسلمين في هذه الأمة المحمدية تنتظر من علماء الأمة والدعاة الربانيين الكثير والكثير.. في إصلاح الخلل،ورأب الصدع..لأن واجب العالم الأساسي أن يكون مهموما ومتفاعلا بقضايا الأمة ومجتمعه ويثيرها ويناقشها في المنابر والساحات ويلتف حول الناس وقضاياهم ويحدُّثوهم عنها لأن الشعوب نفسها إذا لم يتفاعل العالِم بقضاياهم المجتمعية يملّوا حديثه؟!! وقد قال العزّ بن عبد السلام الملقب سلطان العلماء إذا تفشى الربا في المجتمع وظل العالِم يحدثهم عن الزنا-فقد خان الله ورسوله وما أكثرهم في زماننا هذا وأيامنا هذه يلقون في خطب رنانة حفظناها عن ظهر قلب تغرد خارج سرب الواقع المجتمعي الراهن ومعاناته من فساد أخلاقي، ومعيشيّ، وعُري،والطعن في الإسلام ومعاداته والمؤسف يحدث هذا من الحكام وبعض بني المسلمين. ختاماً- لا يخفى ما للعلماء من دور عظيم في خدمة الناس وتبصيرهم وتعليمهم بأمور دينهم ودنياهم.. والتأثير عليهم..فهم حفظة الدين وموجهيِّ الناس..ويكون العلماء قدوة حسنة بأخلاقهم ومعاملتهم ومبادراتهم، واللين والصبر في دعوتهم للناس..فالعالِم يقضي حياته مابين التعلُم والتعليّم.. والعالِم من عمل بما علِم وعلّم الآخرين-والعلماء عليهم صياغة العلم والناس ونهضة المجتمع وتقدمة وقيادته.. وأمة بلا علم وعلماء تتخبط في الأوهام والظلمات- مما جعلهم بحقّ ورثة لخير البشر الأنبياء- عليهم السلام . خير الناس أنفعهم للناس .