العمل التطوعي (Voluntary work) هو العطاء بدون مقابل لمساعدة الآخرين، والذي يجنيه المتطوع هنا فقط الخبرات والمدارك وإتقان المهارات، بما في ذلك استغلال أوقات الفراغ والتخلص من الروتين وملء الفراغ النفسي والعاطفي، وتعلم ثقافة العمل بروح الفريق الواحد، والإحساس بالفخر، وهذا يقودنا إلى الخدمة التطوعية حالياً في ظل الفيضانات التي اجتاحت البلاد هذه الأيام، حيث إنها مطلب شعبي وواجب علينا، وماذا لو كانت الخدمة التطوعية ثقافة مجتمع وأنها فوق الجميع؟ ويمكن أن تكون منهجا دراسيا يُدرس وداعيا من دواعي التربية الوطنية لطلاب المدارس الذين نجد أعمارهم غالباً ما تتراوح من ست عشرة سنة فما فوق، ويتم تقديرها برصد ساعات عمل الطالب، وبعد استكمال فترة الخدمة التطوعية يمكن للطالب استلام شهادته الدراسية من أجل الالتحاق بالجامعات، ويا حبذا لو كان هناك شرط لطلاب الجامعات، وذلك بأن لا تقبل الجامعة الطالب إلا باستكمال العمل التطوعي، وهذا العمل يربط الطالب بالبيئة المحلية ليكون أكثر إيجابية، ويدعم هذا الجانب بعدد ساعات العمل التطوعي والخدمة المجتمعية. وانطلاقاً من مبدأ الشراكة المجتمعية والتعاون البناء في تقديم الخدمة التطوعية، هناك هدف سام ونبيل لبرنامج الخدمة المدنية التطوعية وهو إعطاء فرصة لطالبي وظائف العمل لأول مرة من حاملي الشهادات للقيام بنشاطٍ معين، ومن خلال هذه الأنشطة يمكن دمجهم وتطوير قدراتهم وكفاءاتهم واكتساب سلوكيات مهنية، خاصة في مجالات التواصل والعمل الجماعي، والمنتفعين من هذه الخدمة التطوعية هم طالبو الوظيفة لأول مرة من حاملي شهادات التعليم والتعليم العالي، وكل شخصٍ يختار منشطاً يجد نفسه فيه، فيتقنه ويبرز فيه مهارته، وبرنامج الخدمة التطوعية. (Voluntary Service Program) يسعى إلى الرصد المستمر لحاجات المجتمع بغرض التفاعل الاجتماعي والثقافي مع المجتمع لتلبية احتياجاته، ومجالات العمل التطوعي كثيرة ومتنوعة، وينبغي للطالب أن يختار ما يتفق مع إمكاناته وقدراته وميوله، ومع ما يحتاجه المجتمع، ومع ما يعتقد بأنه قادر على أن يضيف إليه إضافةً جديدة. وبذلك تكتمل صورة العمل التطوعي في تناغم وتفاعلٍ منقطع النظير مع تطلعات المجتمع. ومهما يكن من نوع الخدمة التي سيقدمها الطالب ومجالاتها، سواء أن كانت في مجال التعليم أو قضايا البيئة والصحة والسلامة أو الفنون أو التقنية الحديثة أو قضايا الشباب، فإنَ المردود المعنوي والنفسي سيبقى أثره، ومن قُدمت له الخدمة التطوعية، فضلاً عن مهارات نمو الشخصية التي سيكتسبها الطالب ويطورها خلال فترة تطوعه باعتبارها قيمة مضافة إيجابية لبناء المواطن الصالح ودعامة بارزة لتنمية المجتمع. وعموماً الخدمة التطوعية تكتشف طاقات الشباب الفكرية والعملية والفكرية للإسهام في خدمة المجتمع من خلال البرامج والأنشطة الهادفة التي تسعى إلى تحقيق التنمية الشاملة لشخصية الطالب، والمتطوع يلتزم مانحاً وقته وجهده من أجل الخدمة التطوعية والمسؤولية الوطنية من خلال الاندماج في قضايا وهموم المجتمع والتفاعل مع احتياجاته في مجال التعليم على ألا يكون العمل ضمن المقررات الدراسية ومجال الصحة كالمؤسسات الصحية الحكومية والأهلية على أن تكون الخدمة جزءاً من متطلبات دراسته والرعاية الاجتماعية، وغالباً ما تركز الخدمة التطوعية على أنشطة ومهارات متنوعة تناسب المتطوعين ورغباتهم مثل الثقافة والشباب والرياضة والرعاية الاجتماعية والتراث الثقافي والفنون والحماية المدنية والبيئة والتعاون الإنمائي وفي النادي العلمي إذا توفر مقر لذلك، والإسعافات الأولية والمساعدات الإنسانية بعد إعطاء الطلاب دليل اختيار العمل الذي يناسبهم ليقضون عدداً من الساعات يتم تحديدها بواسطة الجهات المختصة. أخيراً الخدمة التطوعية يمكن أن يشترك فيها طلاب الاحتياجات الخاصة وإعادة تكيفهم وتفاعلهم مع المجتمع، فيبدعون ويبتكرون في العمل، فيجب دمجهم وتكريمهم معنوياً حتى لا يشعرون بالإحباط . خبير المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية الدوحة – قطر