الطريق الثالث – بكري المدنى * أمس جاء عرضا في المؤتمر الاقتصادي ذكر أنموذج (الدولة التنموية الديمقراطية ) الذي يشاع ان حكومة الفترة الانتقالية تريد تطبيقه في البلاد * كان المؤتمر الاقتصادي فرصة جيدة لشرح هذا النموذج ان كان فعلا يمثل مشروع حكومة الفترة الانتقالية بدلا من كثير مما قيل في المؤتمر المذكور * رغم مضي كثير من عمر فترة الانتقالية وحكومتها إلا ان الحديث عن مشروع الدولة التنموية الديمقراطية لا يزال شحيحا وهامسا وكأنه سر عظيم ! * كل ما توفر عن هذا النموذج عبارة عن جدال ما بين دعاته من منسوبين سابقين للحزب الشيوعي السودانى وآخرين خرجوا عنه واقتربوا من سلطة حمدوك * قيل إن المشروع الذي أصدر عنه السيد صلاح عوض كتابا يتبناه كل من الدكتور الشفيع خضر والمستشار الشيخ خضر وآخرين ممن عرفوا إعلاميا وسياسيا ب (شلة المزرعة) * الدكتور عبدالله حمدوك لم يفصح حتى اليوم عن مشروع اقتصادي واضح لحكومته وان أطلق نتفا من الأفكار هنا وهناك ونقل عنه إعجابه بنموذج دولة كوريا الجنوبية وكذلك دولة إثيوبيا الشقيقة. * كان ولا يزال مطلوبا لو ان قدمت الحكومة مشروعها الاقتصادي -ان كان لها مشروع – حتى يخضع للمراجعة والنقاش والتجريب * ان تجريب مشروع اقتصادي حتى وإن فشل او لم ينجح كما يحب السيد رئيس الوزراء على توصيف حكومته أفضل من حالة اللا مشروع الحالية ! * لقد جاء يوم المؤتمر الاقتصادي الأول مثارا للامتعاض والسخرية من الكلمات والمداخلات والتي اتسم أغلبها بالهتافية والبعد عن الموضوع. * ألم يكن من الأفضل لو جيء بالسيد صلاح عوض لعرض الفكرة والدكتور الشفيع خضر لشرحها والشيخ خضر للتعقيب والدكتور صدقي كبلو للمرافعة ؟! * كان المؤتمر فرصة أيضا للإخوة في قوى الحرية والتغيير لعرض رؤيتهم للعمل الاقتصادي خاصة وان أغلبهم يصرح بأن الحكومة لم تلتزم بها! * سبق وان ذكر السيد رئيس الوزراء في شهوره الأولى ان قوى الحرية والتغيير لم تسلمه أي برنامج للعمل والأخيرة تشكو طوال الوقت ان الحكومة لا تنفذ برنامجها الاقتصادي * ان لم يكن المؤتمر الاقتصادي فرصة لتداول الأفكار حول مشروع قوى الحرية والتغيير ودعاة الدولة التنموية الديمقراطية وكلهم أجنحة حكومية فمتى وأين يتم عرض الأفكار والمشروعات ؟! * لابد لليسار السوداني عموما المؤمن بالنظرية القديمة منه والداعي للتحديث فيها ان يخرج للناس اليوم بما عنده بدلا من نقد اي طرف لطرح الآخر غير المطروح اصلا ! * تحدث لأعرفك والمرء مخبوء تحت لسانه من الحكم القديمة والباقية وفقط تحدثوا ليعرف الناس ما تريدون !