يصادف يوم السادس عشر من أكتوبر يوم الغذاء العالمي الذي يحتفل به السودان مع المنظومة الدولية ليكون وقفة لإلقاء الضوء على مشاكل الغذاء وما يعانيه مئات الملايين في أرجاء المعمورة من جوع ونقص في الغذاء وما يواجه العالم من تحديات لتوفير غذاء اوفر وأفضل للجميع . ويأتي أحتفال هذا العام تحت عنوان (معاً ننمو ونتغذى ونحافظ على الاستدامة.. افعالنا هي مستقبلنا ) . أخذ الجوع في العالم في الارتفاع مرة أخرى بعد جائحة كوفيد – 19 أشار تقرير برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الفاو "تحليل الإنذار المبكر للنقاط الساخنة للأمن الغذائي الحاد" إلى أن أكبر تركيز للاحتياجات هو في إفريقيا، وبلدان أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي وفي الشرق الأوسط وآسيا، بما فيها الدول متوسطة الدخل. وبحسب التقرير، يمكن أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في هذه البلدان المعرّضة للخطر من 149 مليون شخص قبل كوفيد-19 إلى 270 مليون شخص قبل نهاية العام، إذا لم يتم تقديم المساعدة المنقذة للحياة على وجه السرعة. لقد حان الوقت للعودة إلى المسار الصحيح. يتوجب على نظمنا الغذائية المستقبلية أن توفر أنظمة غذائية صحية وميسورة التكلفة للجميع، وأن توفر سبل العيش اللائقة للعاملين في النظام الغذائي، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية والتنوع البيولوجي والتصدي للتحديات مثل تغير المناخ. إن أكثر من ملياري شخص لا يحصلون بانتظام على غذاء آمن ومغذٍ وكافٍ، وقد شرع الطلب على الغذاء في الارتفاع، حيث من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى ما يقرب من عشرة مليارات نسمة بحلول عام 2050م. يمكن للعالم أن يحقق القضاء على الجوع إذا تعاونت جميع الدول، والقارات، والقطاعات، والمهن، ماذا يمكننا أن نفعل للمساعدة في تحقيق القضاء على الجوع؟. – ونحمد االله أنه في هذا اليوم تنتظم بلادنا نهضة زراعية شاملة في ظل التغييرات بثورة ديسمبر المجيدة عقد لها لواء الالتزام السياسي وحشدت لها الطاقات اللازمة ليشهد السودان بداية من هذا العام وحتى عام 2030 ثورة زراعية تحقق في غاياتها الأمن الغذائي لأهل السودان وتتوسع في صادراتها الزراعية الخام والمصنعة وتحقق تنمية شاملة تعم الريف والحضر ومن خلاها يتم صون الموارد وحمايتها لتواصل خيرها لنا ولأجيالنا القادمة ويكون السودان كافياً لقوت أهله ومساهماً بقدر معلوم لسد فجوة غذاء الآخرين . إن السودان بما حباه الله من موارد زراعية وتنوع في المناخ أصبح اليوم محط الأنظار للاستثمار الزراعي الناجح وجذب لرؤوس الأموال عبر شركات القطاع الخاص والشراكات الاستراتيجية من جميع أرجاء المعمورة قناعة من الجميع أنه واحد من ثلاث دول في العالم بجانب كندا واستراليا قادر على المساهمة لسد فجوة الغذاء للعالم . إننا في يوم الغذاء العالمي نحيي كل المنتجين في الحقول على طول امتداد بلادنا ونحيي القائمين على امر الزراعة، مطالبين ببذل المزيد من الجهد ومضاعفة الهمة والنشاط لبناء سودان أخضر يعم خيره ويفيض، ونحي منظمة الأغذية والزراعة العالمية على جهودها المتواصلة لمواجهات تحديات مشاكل الغذاء في العالم وندعو دول العالم الغنية لمساعدة البلدان الأفقر ونسأل الله التوفيق والسداد