شهود العيان بروون ل((السوداني)) تفاصيل لحظات الانفجار الخرطوم: فريق السوداني هز انفجار عنيف مصنع التصنيع الحربي (اليرموك) في منطقة الشجرة جنوبيالخرطوم ليل أمس، وشوهدت ألسنة النيران ترتفع إلى أعلى وسمع المواطنون دوي انفجارات متواصلة على بعد كيلومترات من المصنع، بجانب تطاير أسقف المنازل القريبة لموقع الانفجار فيما أعلن والي ولاية الخرطوم د.عبد الرحمن الخضر عدم سقوط أي ضحايا جراء ذلك الانفجار. اجتماع لهيئة الأركان توجه وزير الدفاع الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين وقيادات تنفيذية إلى موقع الانفجار لمتابعة عمليات الاحتواء، فيما عقدت هيئة أركان القوات المسلحة في الساعات الأولى من صباح اليوم عقب الانفجارات اجتماعاً طارئاً، فيما قامت السلطات الأمنية بإغلاق شارع الكلاكلة الرئيسي وشارع (الهوا) والطرق المؤدية إلى المصنع. لا ضحايا أكد والي الخرطوم د. عبدالرحمن الخضر وقوع انفجار داخل مصنع اليرموك للذخيرة استمر لمدة نصف ساعة، فيما استبعد أن تكون قد قصف بواسطة طائرات وأضاف: لن نستبق الأحداث.. التحريات ستكشف الحقائق عقب إجراء التحقيقات اللازمة. وكشف الخضر في حديث ل(السوداني) أن مصنع اليرموك ليست به مخازن للذخيرة، وقال: حتى إذا كانت موجودة لن تكون بكميات كبيرة، لافتاً إلى أن مخازن السلاح موجودة خارج المناطق السكنية. ونفي وقوع ضحايا وتابع "حتى أفراد حرس المصنع سليمين ولم يتعرضوا لأي أذى، مشيراً إلى أن عربات المطافئ تحركت بمجرد وقوع الانفجار بجانب الوحدات الأمنية. إخلاء للمنازل سارع المواطنون في عملية إخلاء منازلهم والخروج من المنطقة القريبة للمصنع عقب إصابتهم بالهلع ورصدت (السوداني) انتقال الأسر بالسيارات والحافلات من أحياء أبوآدم والشجرة وجبرة ويثرب إلى داخل الخرطوم فيما توجه بعض مواطني الكلاكلات إلى جبل أولياء. وقال مواطن يقطن بضاحية الكلاكلة ل(السوداني) إنه استيقظ على دوي الانفجار وأن زجاج نوافذ منزلهم قد تهشم تماماً لكنه أكد أن أسرته وجيرانه بخير. اللجوء للميادين كشفت مصادر عن وقوع اختناقات وسط مواطني جبرة وأبوآدم والكلاكلات والأزهري ومايو، فيما لجأ عدد كبير من مواطني الكلاكلة إلى الميادين العامة والفسحات بأحياء الكلاكلة القبة، فيما تباينت روايات المواطنين حول الانفجار ففي الوقت الذي تحدث فيه بعضهم عن رؤيتهم لطائرات تحلق في سماء المنطقة ومن ثم شاهدوا بريقاً أضاء السماء ومن ثم سمعوا دوي الانفجارات، في قال البعض إن الانفجار لم تسبقه أي ظهور لطائرات. قصة المصنع وقالت مصادر ل(السوداني) إن المصنع شيدته مجموعة من الكفاءات السودانية، أبرزهم المهندسان جمال زمقان وعماد حسين قبل نحو 17 عاماً، فيما أداره في فترة من الفترات رئيس جهاز الأمن والمخابرات السابق صلاح قوش، وأكد ذات المصدر أن المصنع يمثل مايقارب ال40% من قدرة الجيش السوداني التسليحية. انفصال قبل الانفجار قال خبير عسكري ل(السوداني) إن السودان يعتبر الثالث من حيث الاكتفاء بالتصنيع الحربي في إفريقيا بعد مصر وجنوب إفريقيا لافتاً إلى أن منطقة جنوبالخرطوم بها عدد كبير من الرادارات قاطعاً بأن تلك الرادارات قادرة على اكتشاف أي اختراق جوي، وفي ذات الوقت لم يستبعد احتمال استهداف المصنع عبر صواريخ ذكية نفذت هدفها بدقة، وعزا الأمر لسماع البعض انفصالاً قبل الانفجار، بجانب أن الصواريخ قد تطايرت في أجزاء واسعة من منطقة جنوبالخرطوم بالتحديد منطقة مايو، فيما كشفت مصادر أخرى ل(السوداني) عن خروج أتيام أمنية للبحث عن الصواريخ التي تطايرت في الأحياء المجاورة للمصنع. حوادث وانفجارات شهدت ولاية الخرطوم في السنوات الخمس الماضية حادثين سابقين وقع أحدهما بمصنع الشجرة والآخر بالقرب من القيادة العامة حيث أدى الثاني لخسائر في الأرواح واستشهد جراؤه أحد المواطنين عقب سقوط دانة داخل غرفة منزله بحي العمارات. توقعات سابقة وكانت شرطة ولاية الخرطوم قد توقعت قبل حوالي 24 ساعة من الحادثة حدوث عمليات تخريبية خلال عطلة عيد الأضحى المبارك للمنشآت والمرافق الحيوية والاستراتيجية المهمة داخل ولاية الخرطوم. وقال مدير جنايات ولاية الخرطوم اللواء محمد أحمد علي في مؤتمر صحفي عقد يوم أمس الأول إن الشرطة أعدت خطة لتأمين ولاية الخرطوم تنقسم إلى محورين جنائي وأمني بقصد تحقيق الطمأنينة وبسط هيبة الدولة وتأمين كافة المنشآت الحيوية والاستراتيجية المهمة داخل ولاية الخرطوم والعمل على نشر قوات الشرطة بالمناطق الطرفية لمكافحة الجريمة ومعتادي الإجرام ومناطق تصنيع الخمور والمخدرات وتأمين السجون من الداخل والخارج.