الخرطوم تتزين لاستقبال قادة لجان المقاومة المسلحة، ابطال السلام كما يصفهم الكثيرون.. الخرطوم التي اضناها التعب واعياها الانتظار تفتح ذراعيها لاحتضان أبنائها الذين حاربتهم طويلا، ليصل اراضيها وفد قادة الجبهة الثورية قادمين من عاصمة جنوب السودان "جوبا"، بعد أن أمضوا عاماً كاملاً من المفاوضات مع الحكومة بهدف الوصول إلى السلام. من سيحضر؟ وتضم الجبهة الثورية جميع الحركات المسلحة التي وقعت على اتفاق السلام السوداني، في الثالث من أكتوبر الماضي، بجوبا التي استضافت حفل التوقيع النهائي والمفاوضات منذ انطلاقها نهاية العام الماضي، برعاية حكومية من الرئيس سلفاكير ميارديت. وبحسب تقارير اعلامية فمن المقرر أن يصل إلى مطار الخرطوم الدولي الوفد الرئاسي للجبهة، بقيادة رئيس الجبهة الثورية، الدكتور الهادي إدريس، ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، مالك عقار، ورئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي، رئيس حركة العدل والمساواة الدكتور جبريل إبراهيم، ورئيس حركة تحرير كوش محمد داؤود، ورئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر". برنامج وتوقيت ونقلت التقارير عن مصادر وصفتها بالمطلعة في الجبهة الثورية، أنه من المقرر أن يصل الوفد في العاشرة صباحاً، وسيكون في استقبالهم وفد رسمي سوداني مشترك من مجلسي السيادة والوزراء وقوى الحرية والتغيير أيضاً، وأبرزهم "محمد حسن التعايشي عضو مجلس السيادة، وعمر مانيس وزير شؤون مجلس الوزراء، ورئيس وفد الوساطة الجنوبية المستشار الأمني لرئيس جنوب السودان توت قلواك. وطبقاً للمصادر سيعقد أطراف العملية السلمية مؤتمراً صحفياً في المطار عقب الوصول مباشرة، ومن ثم بدء مراسم الاستقبال الشعبي لهم في ساحة الحرية في غضون الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً.. استبق وصول الوفد ترتيبات واستعدادات مكثفة لاستقبال رسمي وشعبي حافل بحكم طول انتظار وصول قادة الحركات منذ ما بعد ثورة ديسمبر المجيدة، ومن المقرر أن يلقي قادة الجبهة كلمات أمام التجمعات الشعبية الحاشدة. واعتبر مراقبون وصول قادة الجبهة الثورية أولى خطوات التنفيذ الفعلي لاستحقاقات اتفاق السلام، وإعلان إيقاف الحرب نهائياً، وطي صفحة المعاناة الممتدة منذ عشرات السنين، والمشاركة في الحكم والحياة السياسية عبر انضمامهم لمجالس السيادة والوزراء والتشريعي والولايات والمفوضيات المنتظر تشكليها لاحقاً. تفاصيل المشاركة وبشأن مشاركة الجبهة الثورية في هياكل السلطة، رجحت مصادر سودانية مطلعة ل "الشروق"، تعيين رئيس الجبهة الثورية الدكتور الهادي إدريس، ورئيس حركة العدل والمساواة الدكتور جبريل إبراهيم، ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، مالك عقار" أعضاء بمجلس السيادة الانتقالي، ويتم تعيين رئيس حركة جيش تحرير السودان مني أركو مناوي في منصب حاكم إقليم "دارفور". وأكدت مصادر داخل حركة تحرير السودان، أن "مناوي" يسعى لذلك المنصب للدفع بخطط التنمية بالإقليم ودعم عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم الأصلية.. المعلومات بحسب التقارير تضاربت بشأن ياسر عرمان نائب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، حيث ذكرت مصادر مطلعة داخل الحركة ترشيحه لمنصب وزير الخارجية أو رئيس المجلس التشريعي، وبشأن التعيين بمجلس الوزراء لم يتم حسم الترشيحات حتى الوقت الراهن، لا سيما في ظل الحديث عن زيادة عدد الوزارات عقب فصل بعضها عن بعض ك "وزارة التجارة والصناعة" وغيرها من الوزارات المُدمجة. تعيينات وأسماء وبشأن التشكيل الوزاري، رجحت مصادر مطلعة بالجبهة الثورية ل"الشروق" عن ترشيح كلاً من "أسامة السعيد رئيس حزب مؤتمر البجة المعارض، خالد شاويش رئيس الجبهة الشعبية للعدالة والتنمية، محمد بشير أبو نمو كبير مفاوضي حركة تحرير السودان – جناح مني أركو مناوي، وأحمد تقد كبير مفاوضي حركة العدل والمساواة، ونمر عبدالرحمن نائب رئيس حركة جيش تحرير السودان – المجلس الانتقالي". وحسب نص اتفاق السلام تحصل الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق السلام، على ثلاثة مقاعد بمجلس السيادة، و 5 وزارات بالحكومة قابلة للزيادة، و 25 % من مقاعد المجلس التشريعي. احتفالات وفرح وطبقا للتقارير فإن الترتيبات اشتملت على حفل رئاسي احتفالاً بوصول قادة الجبهة الثورية، بعد غدٍ الثلاثاء، ب "قاعة الصداقة"، بحضور الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، ونائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، ورئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك، والعديد من قادة ومسؤولي دولة السودان، ومشاركة رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، ورئيس تشاد إدريس ديبي، ووفد مصري رفيع المستوى، وعدد من كبار المسؤولين بالدول الإفريقية. ماذا قالوا؟ من جانبه، أعرب رئيس مفوضية السلام الدكتور سليمان ديبلو، عن سعادته بوصول قادة الجبهة الثورية إلى السودان، مؤكداً أن تلك الخطوة تُعد تنفيذاً حقيقياً لاتفاق السلام، ويعبر عن بشارة خير للشعب السوداني بأكمله وتنفيذاً لآمالهم وطموحاتهم، واضاف: الحركات المسلحة الموقعة على الاتفاق ستشارك خلال الأسبوعين القادمين في وضع قانون وهيكلة المفوضية، وعقب تنفيذ ذلك سيشاركون أيضاً بعدد من الخبراء في المفوضية. بدوره، قال القيادي بالحرية والتغيير، عمر الدقير، أن تلك الخطوة تُعد فرصةً جيدة لمراجعة الأخطاء الماضية في الفترة الانتقالية، وتوسيع لقاعدة الحرية والتغيير عقب إصلاحها وضم جميع الأطراف بها، واستكمال هياكل السلطة الانتقالية وعلى رأسها "البرلمان"، مضيفاً أنه يجب أن تعمل الحكومة المقبلة على إصلاح الوضع الاقتصادي وتجاوز الأزمة الراهنة عبر خطة متماسكة واحدة، مرحباً بعودة قادة الحركات المسلحة إلى الخرطوم.