سمعنا عنك كشخصية في مجال تنمية الصادرات البستانية كما سعمنا عنك كشخصية دستورية في وزارة الزراعة الاتحادية والآن نسمع عنك ممارساً فعلياً في إستزراع الأراضي مطبقاً نهجاً جديداً (الاستزراع قبل الاستحواز)..ونسمع أنك دخلت في سلسلة من النزاعات مع أهل المنطقة..علمنا بأن إجراءات حيازة الأراضي في السودان تتم بعد خلوها من النزاع أياً كان نوع هذا النزاع. الزراعة تحتاج إلى أمان من مخاطر البشر والطبيعة ولذا حرص المشرع من مخاطر البشر وخلوها من النزاع حتى يأمن الحائز على نشاطه. الذين تنازعهم ليسوا ضد العلم ولا ضد شخصك الكريم!! أو الشركات التى تمثلها ولا هم ضد التنمية والاستثمار ولا هم مثيرو القلق أو الاستقرار وأمن البلد. إن الهجمة الشرسة في الأراضي التى تكشفت فوق أنقاض بلادهم تعني لهم الحرمان الأبدي من تطلعات عودتهم. إن الجمعية التي تنازعها الآن والتي تشمل مواطني ثلاث قرى سكنية بحلفاالجديدة من عمودية جمي فإن عدد الذين حازوا حواشات بمشروع حلفاالجديدة لا يتعدى "600" حواشة في عام 1964م. أتعلم كم عدد المحرومين من الحيازة عام 2011م، من مهجري وادي حلفا في هذه القري الثلاث؟ أسوق لك مقياساً لا يدانيه شك. فقد طرح الكيان النوبي الحلفاوي إستمارة للتقديم في حيازات مشروع ستيت شرق نهر الاتبراوي بولاية كسلا لمهجري وادي حلفا. أقول الحق وأنا رئيس اللجنة الزراعية بالقرية (15) أمامي الآن وفي هذه اللحظة التى أكتب هذه الرسالة "1020" إستمارة، ألف وعشرون مواطناً ليس لهم حيازات لمشروع حلفاالجديدة ملأوا هذه الإستمارة، هذا من قرية واحدة من ثلاث قرى. وما بالك في قرى سكان حلفاالجديدة والبالغة (25) خمس وعشرين قرية وأربعة من أحياء مدينة حلفاالجديدة من مهجري وادي حلفا. ناهيك عن مواطني وادي حلفا الصامدة الذين حرسوا أرض النوبة المهجرة ما يزيد عن أربعة عقود وليس لهم أرض في السودان غير جبالهم التى عاشوا فوقها. أليس هذا مبررا كافيا أن يكف نزاعك مع المحرومين في أرض هم أهلها وتريد أن تستحوذ (16000"ستة عشر ألف فدان لنفسك فقط ولمدة خمسين عاماً. المولى عز وجل خاطب نبيه صلى الله عليه وسلم قائلاً: (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ (159)) سورة آل عمران. هذا في أمر نشر الدين وعقيدة تصلح شأن المسلمين فما بالك في الفظاظة والغلظة في أمور حياة الناس وتطلعاتهم المستقبلية. الأخ الصادق: الهجرة القسرية قطعت أوصال الحلفاويين ومزقتهم شر ممزق فأرحم شتاتنا ودعنا نلملم أطرافنا لنعود إلى بقعة كشرت أنيابها فطردتنا وابتسمت الآن لنعود إليها، فلماذا تكدر صفوة فرحتنا؟ ولماذا هذا النكران لإرثنا وثقافتنا؟ طردنا بإرادة غيرنا ونريد العودة بإرادتنا. لا تعطل مسيرة الذين عشقوا بلادهم ولا تعطل مسيرتك التنموية فأرض السودان واسعة. وأخيراً الأخ الصادق دعك من جروف وادي حلفا فهي محفوفة بتراكمات الآثار المؤلمة للهجرة فإن كسبت القضية حقاً فالقانون وحده لن يحميك وإنما يجب أن يتبعه ويدعمه رضاء الناس، ندعوك إلى حلفاالجديدة فلدينا أراضي أملاك المهجرين وسيكرمك اتحادها بثلاثة آلاف فدان لزراعة برسيم للتصدير (كدريس) ينتج لك ثلاثة آلاف طن جاف كل شهر بعد شهرين من الزراعة ويستمر عطاؤها سنوات متوالية ولدى الاتحاد دراسات أولية جاهزة. وأن شئت فهناك عدة محاصيل بستانية وحقلية للتسويق الداخلي والخارجي، أترك وادي حلفا وأقدم إلى حلفاالجديدة فهي في حاجة لأهل العلم والمال. أكيد سمعت عنها كشخصية دستورية مسؤولة عن الزراعة في السودان. وفقنا الله لما فيه الخير للوطن والعباد. محمد سليمان أمين مهندس زراعي متقاعد- مزارع قرية "15" حلفاالجديدة ورئيس اتحاد أملاك حلفا الجديدة