ما أكثر المضحكات المبكيات في عهد حكومة الثورة. في ظل كل المشاكل والضائقة الاقتصادية والتضخم الذي يزحف بقوة نحو 300%. والعام الدارسي مازال في علم الغيب لأنه فاجأ الوزارة وجاء في توقيت لم تتحسب له ولم تطبع الكتاب المدرسي. قررت الوزارة استئناف الدراسة عبر التلفزيون والراديو (الرادي الواحد دا)، وذلك لتفشي جائحة كورونا. هذه الخطوة جعلت الكثيرين يتندرون على هذا القرار العجيب والغريب. كيف يمكن للطلاب الدراسة على هذا النحو؟ ومن هو العبقري صاحب الفكرة؟ هب أن لك اربعة أطفال فكم راديو وتلفزيون ستحتاج له الأسرة لاستذكار دروسهم؟ ايضا ماهو مصير أطفال التعليم قبل المدرسي؟ كيف ستتم معالجة مشكلتهم، وخاصة الذين يدرسون في المستوى التمهيدي ويتهيأون لدخول المدرسة العام القادم. الدول المحترمة أدركت العام الدراسي عبر التعليم الإلكتروني ودا طبعا (شَعَرَاً ما عندنا ليه رقبة)، لأنك الآن تحتاج إلى معجزة لإكمال مكالمة من ثلاث دقائق دون أن تفصل المكالمة. وهذا يعني استحالة توفير الأنترنت خاصة وأن كثيرا من المناطق لا تغطيها شبكات الاتصالات، بل هناك مناطق لا تصلها خدمة الراديو. التعليم عبر التلفزيون والراديو غير عملي وغير موضوعي خاصة للأطفال في مرحلة الأساس فهم، خاصة في الفصول الأولى، يعتمدون بشكل أساس على تلقين المعلم والتفاعل داخل الفصل وعندما يصل الطفل الى منزله يكون قد استوعب الدرس بنسبة 70 % والمتبقي يقوم به المنزل. مثلا تلاميذ الصف الأول كيف يمكن لهم التعلم بهذه الطريقة البائسة وهم في أول سلم التعليم ويكون الجانب العملي هو الأساس في تعليم عبر الواجبات التي ينجزونها داخل الفصل واثناء اليوم الدراسي. الوزارة فشلت حتى اللحظة في اكمال طباعة المنهج وتشكو مُر الشكوى لعدم حصولها على الأموال بعد تملص وزارة المالية عن التزاماتها بطباعة المنهج وتوفير الوجبة المدرسية. في ظل هذا الوضع كيف تستطيع الوزارة استئناف الدراسة؟ وهل تم عمل بحث علمي عبر تربويين عن جدوى هذه الطريقة في الدراسة ومدى فاعليتها؟ من خلال الوقائع على الأرض يظل العام الدراسي في كف القدر وهذه الطريقة التي توصل لها بعض عباقرة هذا الزمان البائس لن تنقذ العام الدراسي من الضياع. عليه على الوزارة القيام بمسؤوليتها ومواجهة الأزمة بشجاعة بأن تخرج للرأي العام وتعلن تجميد العام الدراسي لعدم اكتمال الاستعدادات وللتحديات التي واجهتها لتفشي جائحة كورونا. اما عدم توفر (الرغيف) والوقود للمواصلات فهذه تصالح معها الناس وأصبح الوضع الطبيعي أن لا تجد خبزا أو وقودا أو مواصلات. ويمكن أن يكون الخيار الدراجة الهوائية ويكون شعار المرحلة (فكر كأنك محمد حسن التعايشي).