إنْ جاز لنا أن نبدأ بنتيجة امتحان النسخة الأولى والتي أعلنتها وزارة التربية والتعليم، (الثلاثاء)، فقد حملت رسوباً لأكثر من 70% من المعلمين الذين جلسوا لامتحان رخصة مزاولة المهنة، حيث رسب (8460) معلماً من جملة الممتحنين البالغ عددهم (11) ألفاً. وهي نتيجة دون الطموح – حسبما وصفها رئيس مجلس المهن التربوية للمعلمين د. عبد الباقي عبد الغني - مُشيراً إلى أن ضرورة الامتحان فرضتها مكانة مهنة التعليم. وتم منح تراخيص مزاولة المهنة ل(2540) معلماً فقط. شرح تفصيلي للامتحان (م، ف) إحدى الجالسات لامتحان مزاولة مهنة التدريس، التقتها (السوداني) داخل برج المعلم وسألتها عن طريقة الامتحان، وشروط الجلوس له، فقالت: الامتحان ينقسم إلى جزئين الأول إلكتروني مكون من مئة سؤال ومدته 90 دقيقة والأسئلة إجاباتها عبارة عن اختيار إحدى الخيارات المطروحة (أ، ب، ج، د) وأغلبية الأسئلة عبارة عن معلومات عامة، وبعد تخطي تلك المرحلة والنجاح فيها يتأهل المُمْتَحِن للمرحلة الثانية وهي الامتحان الشفاهي ويكون على حسب الشكل الخارجي لك وملامح وجهك، إذا كانت الجدية مسيطرة عليها أم لا أو طريقة دخولك إلى قاعة الامتحان وارتباكك أمام اللجنة الموجودة، وأحياناً يطلب منك تدريس حصة وكيفية كتابة العنوان ووقفتك أمام السبورة، وأضافت "صحيح أن زمن الامتحان الإلكتروني بسيط لكنه ليس صعباً"، منوِّهةً إلى أن أغلبية الجالسين للامتحان ينجحون في المرحلة الأولى ويرسبون في الثانية لأنها معتمدة على الانطباع الذي يؤخذ عنك. غير حصري وقال مصدر بالوزارة – فضَّل حجب اسمه- ل(السوداني) إن الجلوس للامتحان ليس محصوراً على خريجي كلية التربية فقط بل يمكن لبقية طلاب الكليات الأخرى أن يجلسوا له، كذلك لا تتم مطالبة المتقدم له بإحضار شهادة خبرة أو مزاولة عمل من إحدى المدارس وإنما تكفي شهادته الجامعية، مؤكداً أن أغلبية الناجحين هم من خريجي كلية التربية، وأضاف أنه بعد تخطي الامتحان والنجاح فيه يتم تعيين (الناجح) وتوزيعه حسبما قالت لهم الوزارة، واستدرك بقوله: إن التعيين قد يخضع لمُفضالة أخرى يتم عبرها اختيار أصحاب الدرجات العليا ومع بداية العام الدراسي الجديد يُعين بعض المعلمين الذين استبعدوا لأن هنالك آخرين يرفضون الذهاب إلى المدراس التي تم توزيعهم بها لتصبح هنالك شواغر يجب ملؤها. جبايات وترى الأستاذة بتول عثمان محمد الكردي – مديرة مدرسة حدَّاف للأساس بنات- أن كل أستاذ عمل في مهنة التعليم لعدة سنوات لا يحتاج للخضوع لامتحان مزاولة مهنة التعليم، مشيرة إلى أن الأنسب عمل دورات تدريبية وتأهيلية للأساتذة وليس امتحاناً لمزاولة مهنة التعليم. من ناحيتها قالت الأستاذة درية محمد بابكر ل(السوداني) لا نعلم ما هو الهدف من هذا الامتحان وما السر في اختيار هذا التوقيت بالذات، وتساءلت هل يُعقل أن ندرس تربية أربعة أو خمسة أعوام ثم نأتي أخيراً لامتحان مزاولة المهنة؟، وأضافت بقولها: "هذا قرار غير صائب، اللهم إلا إذا الامتحان لأجل الجبايات لأنه برسوم مالية". المُرتَّبات هي الأهم مدير مدرسة الكفاح الأستاذ محمد على العدناني ل(السوداني) يعتبر أن مجلس المهن التربوية والتعليمية من أهم المجالس المهنية ويهتم بترقية وتطوير المهنة وهو من مخرجات مؤتمر التعليم المنعقد في ديسمبر عام 2012 تحت شعار التعليم صناعة المستقبل ويتبع مجلس المهن التربوية والتعليمية إلى رئاسة مجلس الوزراء، وأول مرة في السودان يقوم مجلس المهن التربوية والتعليمية في عام 2017م وانعقد امتحان وكان صعباً ويتكون من مائة سؤال عن طريق الحاسوب ولذلك كانت نسبة النجاح ضعيفة والسبب عدم معرفة المتقدمين للامتحان التعامل مع الحاسوب والتاب، وهذا المجلس مثل مجالس شبيهة بمجلس التخصصات الطبية والمحاميين والمهندسين ولكن الآن هذا المجلس بعد اليوم لا يسمح للمعلم بالعمل في المهنة إلا بعد اجتياز الامتحان واستلام الرخصة لمزاولة العمل في التعليم بشقيه الحكومي والخاص، وأنا كمدير مدرسة أحبذ المعلم صاحب الرخصة والمؤهل وخريج التربية حتى لا يكون التعليم مهنة من لا مهنة له. وأشار إلى ضرورة التزام المدارس برفض أي معلم لا يحمل رخصة مزاولة المهنة وذلك احتراماً للقانون. لكن العدناني اختتم حديثه بأن وضع المعلم لا يتحسن بالرخصة بل بزيادة المرتبات والحوافز ولكي تصبح مجزية وبقدر جهد المعلم المبذول. مهنة مُقدَّسة "لا اعتراض على تمهين التعليم"، هكذا بدأ الخبير التربوي حسين الخليفة الحسن؛ حديثه ل"السوداني" وقال: أن يكون هنالك امتحان لمزوالة مهنة التعليم للمعلمين، فينبغي أن تكون تلك غاية كل معلم، شريطة أن تكون هنالك أسس ومعايير في البداية عند اختيار المعلم الذي سينخرط في هذه المهنة المقدسة، يجب معرفة الآتي: هل هذه المهنة محببة له؟، ثانياً لا بد من تحقيق مستوى أكاديمي محدد لامتهان المهنة وأضاف قائلاً: أرى عندما يتم اختيار المعلم في مهنة التعليم أن يمنح الفرصة للتزود بالمعرفة الأكاديمية للمهنة التعليمية، ومعرفة طريقة التدريس في مدة لا تقل عن سنتين لكيما يتشبَّع بالمعرفة والتدريب والإلمام بطرق التدريس، ومن ثم ينخرط في عمله كمرحلة أولى، وأشار إلى ضرورة بث الروح في معاهد تأهيل المعلمين، التي كانت تخرج معلماً مكتملاً من كل النواحي. من المُحرِّرين ولمعرفة تفاصيل كافية والإجابة على أسئلة كثيرة تجول في مخيلتنا عن معرفة جدوى هذا الامتحان ورسومه وتوقيت إعلانه الآن فقط وهل هو (مُحاكاة) لامتحان المعادلة الخاص بالمحامين، والقيد الصحفي الخاص بالصحفيين، وهل هنالك معالجات للمعلمين الذين يمارسون هذه المهنة منذ أمدٍ بعيد؟ وغير ذلك من استفهامات لكن عندما اتصلنا بالأمين العام للمجلس القومي للتمهين فتحية حمزة - بعد التعريف والجهة التي نمثّلها- قالت ليست لدينا تفاصيل غير الواردة بالصحف، وزادت بأنها لا تريد التحدث في الأمر ثم قامت بإغلاق الخط، لكننا لم نكتف بذلك بل تحركنا نحو برج المعلم وذهبنا إلى المجلس القومي للتمهين ووجدنا عدداً من خريجي التربية الجالسين للامتحان، وعندما تقدمنا نحو مكتب الأمين العام للمجلس فتحية حمزة قابلتنا بنفس طريقة المكالمة بالرفض وأنها لا تتحدث بدون إذن من قبل مجلس الوزراء –الجهة التي يتبعون لها -.